التطورات:
بحث الأردن ضمن اجتماع خماسي أمني رفيع المستوى، ضم وزراء الخارجية والدفاع وقادة عسكريين ورؤساء أجهزة مخابرات كل من تركيا والأردن والعراق وسوريا ولبنان، الاتفاق على تشكيل رؤية إقليمية موحدة لمواجهة "الإرهاب" وتنظيم الدولة، وشبكات التهريب والجريمة المنظمة، في ضوء التداعيات التي تلت سقوط النظام السوري. بموازاة ذلك، أعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، عن تنسيق أمني "مصري أردني"، لوضع خطة ورؤية مشتركة، مع بدء الطرفين تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية، المقرر لها استلام وحفظ أمن قطاع غزة في مرحلة ما بعد العدوان.
في سياق مواز، نقل موقع ميدل إيست آي البريطاني، عن مصادر أمريكية وفلسطينية مطلعة، تقديم عمّان، مقترح لإبعاد 3 آلاف عنصر من حركة حماس، بينهم قادة سياسيين وعسكريين من قطاع غزة، كمقترح لإنهاء الحرب، كما ينص المقترح على نزع سلاح حماس وفصائل المقاومة، وفقا لجدول زمني محدد، ما يسمح بعودة حكم السلطة الفلسطينية للقطاع . إلى ذلك، تقدمت وزارة الخارجية، بشكر رسمي للرئيس الأمريكي على موقفه المستجد في التراجع عن تهجير أهالي قطاع غزة.
على صعيد الزيارات الرسمية، بحث رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، مع وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى ومدير المخابرات اللبناني، أوجه التعاون والتنسيق المشترك وتبادل الخبرات بين الجانبين، كما بحث الحنيطي مع وفد عسكري إماراتي برئاسة المفتش العام اللواء الركن سالم جمعة الكعبي، آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وأوجه التعاون في المجالات العسكرية والتدريبية واللوجستية، إلى جانب بحثه مع المبعوث الكندي الخاص لسوريا عمر الغبرا، أوجه التعاون الثنائي وأطر التنسيق المشترك. من جهة أخرى، بحث الحنيطي مع وفد من مملكة البحرين برئاسة المقدم الركن الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، سبل التعاون المشترك أثناء زيارة الوفد قيادة القوة البحرية والزوارق الملكية، حيث اطلع الوفد على منظومة الرادارات البحرية الخاصة بالمراقبة النهارية والليلية، وأجهزة المراقبة المتطورة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
من جهة أخرى، بحث وزير الداخلية، مازن الفرّاية، مع نظيريه الألمانية نانسي فيزر والنمساوي غيرهارد كارنر، أوجه التعاون بين الأردن وكل من ألمانيا والنمسا في المجالات الأمنية ومكافحة الجريمة المنظمة وقضايا اللجوء، كما بحث الفرّاية مع المبعوث الكندي الخاص إلى سوريا، عمر الغبرا، القضايا الإقليمية والأوضاع الإنسانية في سوريا، وملف اللاجئين والحدود.
وفي سياق منفصل، خرّجت كلية القيادة والأركان، دورة قادة الكتائب والتفتيشات العسكرية رقم/ 14، بمشاركة ضباط ملتحقين من دول عربية، فيما ترأس مدير الأمن العام، اللواء عبيد الله المعايطة، اجتماعًا أمنيًا، لبحث الخطط الأمنيّة والمجتمعية، بمناسبة عيد الفطر والأيام الأخيرة من شهر رمضان.
الإجراءات:
· قضت محكمة أمن الدولة العسكرية، بسجن الشاب محمد الطويل 4 سنوات، على خلفية اتهامه بنشر تسجيل لوصية الشهيدين عامر قواس وحسام أبو غزالة، منفذي عملية البحر الميت.
· تواصل الأجهزة الأمنية اعتقال عدد من الشبان الناشطين في زنازين انفرادية، داخل سجن المخابرات العامة، لأسباب تتعلق بالنشاط الداعم لغزة والمقاومة.
· أفرجت الأجهزة الأمنية عن المعتقلين المهندسين إبراهيم عيدة وخالد خليل، بعد أكثر من شهر على احتجازهما على خلفية حرية الرأي، دون توجيه تهم رسمية لهما.
· وضعت الأجهزة الأمنية والشرطية خطة أمنية طارئة، مع عودة التظاهرات المنددة بالعدوان على غزة، شملت تواجداً أمنياً مكثفاً حول العديد من الأماكن.
· فتحت جهات محسوبة على الأجهزة الأمنية، معركة ابتزاز وتشويه في الصحف ومواقع التواصل، بحق إحدى نائبات الحركة الإسلامية في البرلمان بعد انتقادها سجن المخابرات.
· استدعت الأجهزة الأمنية الفنانة الأردنية، جولييت عواد، للتحقيق، بسبب منشور لها داعم لأنشطة وحراك المنظمات الرافضة للتطبيع.
· أعلنت مديرية الأمن العام بدء ملاحقتها ضمن قانون الجرائم الإلكترونية، للعديد من الحسابات الوهمية في مواقع التواصل، المهددة للأمن والنسيج الاجتماعي.
· قضت محكمة أردنية بسجن الناشطة عبير الجمّال، 6 أشهر وغرامة مالية 3 آلاف دينار، بسبب جمعها التبرعات لقطاع غزة.
· افتتح قائد الجيش اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، مقر المحاكم العسكرية الجديد في منطقة طبربور بالعاصمة عمان، التابع لمديرية القضاء العسكري.
· أوعز وزير الداخلية للحكام الإداريين، بالإفراج عن 488 موقوفاً إدارياً بمناسبة حلول عيد الفطر، فيما أعلنت إدارة السجون عن فتح أبوابها لاستقبال ذوي النزلاء طيلة أيام عيد الفطر، وزادت عدد المكالمات الهاتفية والزيارات الخاصة بين النزلاء وذويهم.
· قرر مجلس الوزراء إعفاء اللاجئين السوريين من بعض الرسوم الجمركية المترتبة على نقل أمتعتهم عند عودتهم، كما قرر إدامة العمل في مركز حدود جابر مع سوريا على مدار 24 ساعة يوميا.
· أعلنت وزارة العمل تسفير ألفي عامل غير أردني مخالف خلال الحملات التفتيشية على العمالة الوافدة.
الأحداث:
· خرجت مسيرات بالآلاف في مدن عدة في المملكة، بعد صلاتي التراويح والجمعة، تنديداً باستئناف العدوان على غزة، وسط تواجد أمني مكثف.
· أطلق أهالي معتقلي دعم المقاومة، ونشطاء تواصل اجتماعي، حملة إلكترونية واسعة، شارك فيها نواب وشخصيات سياسية وبرلمانية، للمطالبة بالإفراج عن ذويهم.
· اعتقلت وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية أصحاب أربعة حسابات على مواقع التواصل، تقوم بنشر محتويات تثير النّعرات العنصرية، وأحالتهم للقضاء.
· أغلقت سلسلة مقاهي "ستاربكس" أربعة من فروعها في الأردن، نتيجة حملة مقاطعة السلع والشركات الداعمة للاحتلال.
· أطلقت فعاليات شعبية وبرلمانية حملة ومطالبة رسمية من الحكومة، بمنع عرض فيلم سنو وايت الجديد، المقرر إطلاقه في دور السينما قريبا، بسبب مشاركة مجندة سابقة في جيش الاحتلال فيه.
· كشف معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام، تصدر الأردن للمرتبة الأولى، في استيراد الأسلحة الإماراتية، مشيراً إلى أن الأردن احتل سابقاً المرتبة 23 دولياً في حجم صادرات السلاح الخفيف.
· أعلن الجيش إحباط عملية تهريب مخدرات وأسلحة على حدود المملكة الشمالية مع سوريا، أدت لمقتل أربعة مهربين، فيما أحبطت المنطقة العسكرية الجنوبية، على واجهتها الغربية مع دولة الاحتلال، محاولة تهريب مواد مخدرة عبر طائرة مسيرة.
· نظمت إدارة (السجون)، لقاءً على موائد الإفطار للنزلاء وذويهم، كما أقام مدير الأمن العام عبيد الله المعايطة، مأدبة إفطار لمديري الأمن والدفاع المدني والدرك السابقين، فيما نظمت الشرطة العسكرية لقاء مماثلا للمحكومين العسكريين.
· أطلقت قيادة الجيش حملة طرود الخير الرمضانية، الهادفة إلى مساعدة المحتاجين، طيلة أيام الشهر الفضيل، بواقع 10000 طرد.
· ألقت الأجهزة الأمينة، القبض على أربعة أشخاص، انتحلوا صفات أمنيّة وسرقوا مبالغ مالية من وافدين داخل مساكنهم، وسط العاصمة عمّان.
· بدأ الأردن عملية إجلاء ألفي طفل مريض من غزة، لتلقّي العلاج في المملكة، بواسطة مروحيات عسكرية، تنفيذا لتعهد الملك عبد الله الثاني، خلال لقائه الرئيس ترامب.
الاستنتاجات:
· تستمر السلطات الأردنية في التناغم مع الموقف الرسمي العربي والأمريكي الساعي لإخراج المقاومة في غزة من معادلة القضية الفلسطينية، وما زالت دوائر القرار في الأردن تؤمن بأن مصالح المملكة العليا مرتبطة بنهج التسوية، كما أن صانع القرار يعتقد بأن استثناء المملكة من أفكار التهجير الأمريكية، مرهون بإنهاء قوة وحضور المقاومة في غزة، وهو ما ظهر في قرار البدء بتدريب عناصر الشرطة التابعين للسلطة الفلسطينية وتهيئتهم لتسلم الأمن في قطاع غزة.
· كما سبق التوقع، تواصل السلطات الأردنية المقاربة الأمنية المشددة، لمواجهة تداعيات الحرب على غزة، وما زالت تعتمد بصورة كبيرة على أسلوب الاعتقال والملاحقة والتوقيف دون محاكمة، في محاولة لإخضاع حراك الشارع الأردني الرافض بشدة لسياسات الدولة تجاه غزة.
· تدفع المخاوف الأردنية باتجاه الانفتاح بين عمّان وأنقرة لتنسيق خطط التعامل مع ملف داعش في سوريا، خاصة مع احتمالات الانسحاب الأمريكي. كما تلعب المخاوف الأردنية دوراً أساسياً في تقارب أكبر للمملكة مع سوريا الجديدة، على قاعدة المصالح الأمنية المشتركة، والتناغم ضد تنظيم الدولة والفصائل الإيرانية ومخططات التقسيم "الإسرائيلية".