التطورات :
أجرى نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، مباحثات مع رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، في العاصمة بريتوريا، أبلغه خلالها توقعات الحكومة السودانية بالقضاء على تمرد قوات الدعم السريع في معظم الولايات بحلول نهاية نيسان/ أبريل 2025. وكان "عقار" قد وصل إلى العاصمة الجنوب أفريقية برفقة وكيل وزارة الخارجية، ضمن جولة أفريقية سبقتها زيارة إلى جيبوتي أبدى "عقار" خلالها برغبة السودان في استئناف نشاطه في منظمة الإيقاد وتفعيل آليات استعادة عضويته في الاتحاد الأفريقي، حيث اشترط السودان على الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية "إيقاد" الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبتها بحقه وتصحيح موقفها قبل استئناف نشاطه في المنظمة شبه القارية.
إلى ذلك، أجرى مسؤولون رفيعو المستوى من السودان وإيران محادثات مشتركة في بورتسودان، تناولت الترتيبات لانعقاد اللجنة الوزارية وسبل تطوير التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، بالإضافة إلى مساهمة طهران في إعادة إعمار ما دمرته الحرب.
من جانب آخر، صرّح عضو مجلس السيادة السوداني، مساعد القائد العام للجيش، ياسر العطا إن مطاري نجامينا وأم جرس في تشاد أصبحا أهدافًا عسكرية مشروعة للجيش السوداني، في حين ردّت الحكومة التشادية إن التهديدات التي أطلقها ياسر العطا، تُعد إعلان حرب، مؤكدة حقها في اتخاذ التدابير اللازمة للدفاع عن نفسها. وجاءت تصريحات الجنرال السوداني في سياق اتهامات يوجّهها قادة الجيش لدولة الإمارات بتوفير طائرات مسيّرة حديثة لقوات الدعم السريع، تنطلق من مطارات داخل تشاد لتقصف أهدافًا مدنية وعسكرية داخل الأراضي السودانية.
بالمقابل، وقعت قوى تحالف السودان التأسيسي، على مشروع "الدستور" المنظم لعمل الحكومة المزمع تشكيلها في مناطق سيطرة الدعم السريع، حيث نص الدستور على تشكيل مجلس رئاسي من 15 عضوا ومجلس وزراء مكوّن من رئيس الوزراء و15 وزيراً وتشكيل مجلس تشريعي من مجلسين أحدهما إقليمي والآخر النواب. وفيما يتعلق بتشكيل الجيش الجديد، فقد نص الدستور على أن تكون قوات الدعم السريع والجيش الشعبي لتحرير السودان وحركات الكفاح الُمسلَّح الموقعة على ميثاق السودان التأسيسي نواةً للجيش الوطني الجديد، وأقر الدستور حل المليشيات التابعة للمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وجميع المليشيات الأخرى اعتباراً من تاريخ إجازة وسريان هذا الدستور.
وعلى صعيد التعيينات، أصدر مجلس الوزراء قرارًا بتعيين المهندس جيلاني محمد جيلاني مديرًا عامًا لهيئة الموانئ البحرية، في حين أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، عن إصدار قرار بتعيين محمد هارون محمد آدم في منصب وزير الثروة الحيوانية. إلى ذلك، أعلنت وزارة الإعلام تعيين كل من محمد حامد جمعة، و عفراء فتح الرحمن ملحقيين إعلاميين في سفارتي إثيوبيا و مصر في إطار خطتها لتفعيل الملحقيات الإعلامية و الثقافية بالخارج.
الإجراءات
· كشف قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو عن تحضير ماكينات طباعة العملة والجوازات للحكومة الموازية، وهدد باجتياح مناطق في شمال وشرق السودان لتحريرها، وفق تعبيره.
· قدمت الحكومة السودانية شكوى لدى محكمة العدل الدولية ضد دولة الإمارات، متهمةً إياها بالتواطؤ في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد عرقية "المساليت" بولاية غرب دارفور، من خلال تقديم الإسناد العسكري والمالي والسياسي للدعم السريع، لكن أبو ظبي سارعت لرفض هذه الاتهامات ونددت بها.
· أعلنت السلطات السودانية رفع الحظر عن قناة "الشرق" الإخبارية والسماح لها بمزاولة العمل.
· أطلقت السلطات الكينية سراح القيادي بالحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي، ياسر عرمان، بعد احتجازه في مطار نيروبي بناءً على مذكرة توقيف صادرة من السلطات السودانية عبر الشرطة الدولية "الإنتربول".
· وافقت الولايات المتحدة على استثناء المساعدات الإنسانية للسودان من قرار الرئيس دونالد ترمب الذي كان أمر بتجميدها في الوقت الذي تُجري فيه مراجعة أوسع لبرامج المساعدات الخارجية.
الأحداث
· سيطر الجيش في أكبر اجتياح عسكري بري على مواقع عسكرية ومدنية ومناطق واسعة في العاصمة الخرطوم واستعادها من قبضة قوات الدعم السريع، حيث أعلن البرهان من القصر الرئاسي في الخرطوم خلو العاصمة وتحريرها بشكل كامل من تلك القوات.
· قتل 5 مدنيين وأصيب آخرون في قصف مدفعي لقوات الدعم السريع استهدف مسجدا أثناء صلاة التراويح بحي الدوحة التابع لحلّة كُوكو في شرق النيل شرقي العاصمة الخرطوم، كما قُتل 45 مدنياً على الأقل في هجوم لقوات الدعم السريع على مدينة المالحة في شمال دارفور.
· نفذ الجيش عمليات تمشيط واسعة في محيط منطقة جبل الدَاير ومدينة الرَهَدْ جنوب شرق ولادية كردفان، في ظل هجمات تنفذها قوات الدعم السريع في المنطقة، وكان الجيش قد أعلن أنه استعاد السيطرة بالكامل على الطريق الرابط بين مدن كوستي بولاية النيل الأبيض وأم رُوابة والرهد والأبيض بولاية شمال كردفان.
· قُتل أكثر من 100 شخص وأصيب العشرات في غارات جوية مكثفة نفذها الجيش في منطقة تقع شمال الفاشر في ولاية شمال دارفور، ولا يزال الطيران الحربي ينشط بصورة مكثفة بمناطق واسعة في إقليم دارفور، حيث يواصل تنفيذ غارات جوية تستهدف مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
· أعلن الجيش تدمير نحو 47 مركبة قتالية وشاحنات نقل أسلحة، وإسقاط أكثر من 100 طائرة مسيّرة أطلقتها قوات الدعم السريع بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، خلال عشرة أيام.
· قُتل الأحد 7 أشخاص على الأقل وأُصيب 13 آخرون إثر هجوم شنته قوات الدعم السريع على مدينة الخوي بولاية غرب كردفان، حيث ظلت تلك القوات تهاجم مرارًا البلدة الواقعة على الطريق القومي الرابط بين إقليمي كردفان ودارفور، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين.
· حققت قوات "أسود العرين" التابعة لجهاز المخابرات العامة، بعد معارك عنيفة ضد قوات الدعم السريع، تقدمًا جديدًا حيث سيطرت على محلية الدالي والمزموم، آخر معاقل تلك القوات، أقصى جنوب ولاية سنار. كما تمت السيطرة على مناطق في إقليم النيل الأزرق وولاية النيل الأبيض المتاخمتين لدولة جنوب السودان.
· شنت قوات الدعم السريع هجومًا بطائرات مسيّرة على مواقع للجيش في الولاية الشمالية ومدينة أمدرمان، ومحطة كهرباء بمدينة مروي شمالي السودان.
الاستنتاجات
· فقدان قوات الدعم السريع وسط السودان، سيدفعها إلى الاستماتة في الدفاع عن مواقعها في ولايات كردفان ودارفور لضمان بقائها في المشهد السياسي والعسكري، وخلق استقرار في مناطق سيطرتها لتشكيل حكومة موازية مع حلفائها الجدد. وتشير المعلومات إلى أن هذه القوات استقدمت خلال الأسابيع الماضية مقاتلين تابعين لها كانوا في اليمن وليبيا للزج بهم في الحرب للسيطرة على الفاشر.
· يهدف الميثاق التأسيسي الذي وقعته القوى السياسية الموالية لقوات الدعم السريع لتمهيد الطريق أمام هذه القوات لتشكيل حكومة موازية تؤمن لها إطاراً دبلوماسياً وحاضنة سياسية في صراعها العسكري مع الجيش. لكن التراجع العسكري لقوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم وشمال كردفان يشكل تحدياً عسكرياً أمام إعلان هذه الحكومة ونشاطها التنفيذي، لا سيما بعد نجاح الجيش في فك الحصار على مدينة الأبيض وتأمين مطارها العسكري وفتح طريق الإمداد مع حامياته العسكرية في وسط وشرق السودان.
· تشهد العلاقات السودانية التشادية مزيداً من التدهور، بسبب الموقف من الحرب في السودان ومخططات الجيش لنقل الحرب إلى دارفور، مما يجعل الإقليم مسرحاً للحرب غير المباشرة بين البلدين. وقد تفرض تصريحات الجنرال ياسر العطا بضرب مطاري انجمينا وأم جرس الحدودي، على تشاد ترتيب تحالفاتها مع قوات الدعم السريع، مما قد يزيد الضغط العسكري على مدينة الفاشر المحاصرة، ويقلل من فرص استعادة الجيش سيطرته على منطقة غرب السودان، كردفان ودارفور الكبرى.