التطورات:
ناقش الرئيس رشاد العليمي في اجتماعين منفصلين مع اللجنة الأمنية العليا وهيئة العمليات المشتركة جاهزية القوات اليمنية، مؤكدًا على ضرورة مواجهة التحركات الحوثية بعد تصنيفها منظمة إرهابية، وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في المحافظات المحررة، كما أكد على ضرورة تعزيز التنسيق الاستخباراتي محذرًا من أي تصعيد جديد يهدد السلم المحلي والإقليمي. من جهته، ناقش وزير الدفاع، محسن الداعري، في عدن مع الملحق العسكري البريطاني تطورات الوضع الأمني، مؤكدًا تحشيدات الحوثيين وخطر تحالفهم مع التنظيمات الإرهابية، ومشددًا على دور العمليات المشتركة في مواجهة التصعيد المستمر.
إلى ذلك، ناقشت اللجنة الأمنية بمدينة "تعز" تنفيذ الخطة الأمنية الخاصة بأيام العيد، حيث شددت على منع تهريب قطع غيار الدراجات وتنظيم حمل السلاح، مؤكدة التنسيق بين الجيش والشرطة لمواجهة الهجرة غير النظامية وضمان الأمن للمواطنين.
على صعيد آخر، اختتمت في "المكلا" بمحافظة حضرموت دورة تدريبية نظمّتها مؤسسة "سلام وبناء" لتحسين تعامل الأمن مع ضحايا الابتزاز الإلكتروني، عبر تأهيل عناصر وحدة مكافحة الجرائم الرقمية، وذلك بدعم من منظمة "سيفيك"، لتعزيز الأمن المجتمعي.
الإجراءات:
- باشرت القوات الحكومية في عدن، بسحب الأسلحة الثقيلة من كتائب المقاومة الشعبية، وذلك ضمن حملتها لإحكام سيطرة الدولة على القوة العسكرية، رغم مخاوف من فراغ أمني محتمل في المناطق التي تعتمد على الكتائب.
- وجهت وزارة الداخلية برفع الجاهزية الأمنية في حضرموت عقب مقتل جندي خلال اشتباكات بمنطقة الخشعة، حيث نفذت قوات مشتركة عملية أمنية لملاحقة المسلحين، وسط تحديات أمنية كبيرة تواجه الشرطة بالمنطقة.
- نفذت القوات الأمنية وقوات "محور تعز" حملة أمنية واسعة في شوارع مدينة "تعز" وذلك في إطار جهودها لردع وملاحقة العناصر الخارجة على القانون وفرض الأمن والاستقرار في المدينة.
- وجّه وزير داخلية جماعة الحوثي، عبدالكريم الحوثي، قيادات الشرطة بتكثيف التواجد الميداني وتقييم الأداء، مؤكدًا ضرورة التأهيل الإيماني وتوحيد القرار الأمني لتعزيز الكفاءة وتحسين التعامل مع المواطنين وتثبيت العناصر بعد التقييم.
- عززت جماعة الحوثي تحشيدها العسكري على جبهات عدة استعداداً لجولة جديدة من المواجهة، في وقت شددت فيه واشنطن من خياراتها العسكرية لتقويض قدرات الحوثيين.
- فرضت الإدارة الأمريكية حظر سفر على مواطني 43 دولة بينها اليمن، عبر تصنيف ثلاث قوائم، استنادًا لتوجيهات الرئيس الأمريكي "ترامب" السابقة، وسط غموض بشأن مصير التأشيرات والإقامات السارية.
الأحداث:
- استهدفت القوات الأمريكية مواقع ومنشآت تابعة لجماعة الحوثي، رداً على هجمات الجماعة المتصاعدة ضد السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، حيث تصاعدت المواجهات مع إعلان الحوثيين استهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان" ورفضهم مبادرة أمريكية لوقف الهجمات مقابل رفعهم من قوائم الإرهاب.
- كثف الحوثيون هجماتهم الجوية والبحرية، ووسعوا نطاق تهديداتهم لتشمل السفن الأمريكية والبريطانية، إلى جانب "الإسرائيلية".
- استهدفت جماعة "الحوثي" البارجة الأمريكية "هاري ترومان" للمرة الثانية ومواقع في الأراضي المحتلة بصواريخ مجنحة وطائرات مسيّرة، مؤكدة أن عملياتها تأتي رداً على الغارات الأمريكية والبريطانية الأخيرة، ووصفت هجماتها بأنها "رد مشروع" على ما اعتبرته عدواناً ثلاثياً، متوعدة بتصعيد مفتوح ما لم تتوقف تلك العمليات.
- استهدفت غارات أمريكية مكثفة مواقع استراتيجية تابعة لجماعة الحوثي في صنعاء وصعدة والجوف والحديدة، أسفرت عن سقوط قيادات بارزة في صفوف الجماعة، من بينهم شقيق زعيمها عبد الملك الحوثي، ورئيس الأركان، وعدد من القادة الميدانيين، وفق تصريحات أمريكية، ووسط تكتم حوثي حول الخسائر.
- تظاهر آلاف المواطنين في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، نصرة لغزة ورفضًا للعدوان الأمريكي على اليمن.
- نفذت الأجهزة الأمنية في دار سعد، حملة أمنية ناجحة أسفرت عن اعتقال خلية حوثية بعد اشتباك مسلح عنيف، مؤكدة التنسيق مع أمن لحج وعدن لضبطها.
- اندلعت اشتباكات عنيفة في منطقة الخشعة بوادي حضرموت بين قوات أمنية ومواطنين من قبيلة "دهم"، عقب مداهمة مزارعهم دون أوامر قضائية، ما أثار غضب الأهالي. واتهم المواطنون القوات بممارسة انتهاكات وتخريب ممتلكاتهم الزراعية، وسط تصاعد التوتر في المنطقة ومطالبات قبلية بفتح تحقيق ومحاسبة المتورطين.
- اندلعت اشتباكات مسلحة في وادي عبيدة بمحافظة مأرب بين مسلحين من قبيلتي الدماشقة وآل هضيلان، على خلفية مقتل أحد أبناء الدماشقة وإصابة آخر، برصاص مسلحين من آل هضيلان. وقد استخدمت في المواجهات أسلحة ثقيلة ومتوسطة، وسط غياب التدخل الأمني وتصاعد التوتر في المنطقة.
- أعلنت المنظمة الدولية للهجرة فقدان 186 مهاجرًا إثر انقلاب أربعة قوارب قبالة سواحل اليمن وجيبوتي. وقد أفادت المنظمة لاحقًا بالعثور على جثث 15 مهاجرًا أفريقيًا قرب سواحل محافظة تعز بعد أن قذفتها الأمواج إلى الشاطئ بفعل الرياح، فيما لا يزال الآخرون في عداد المفقودين.
- قُتل ثلاثة أعضاء في تنظيم القاعدة، بينهم القيادي الميداني البارز، سالم قاسم المرقشي، المسؤول عن العديد من الهجمات التي استهدفت القوات الأمنية والعسكرية في أبين، في غارة أمريكية استهدفت اجتماعًا للتنظيم في وادي "النسيل" بمديرية "مُودية"، شمال شرق محافظة "أبين"، جنوب اليمن.
- أفادت مصادر حكومية في محافظة تعز بفشل محاولة فتح طريق الحوبان–تعز ليلًا خلال شهر رمضان، بسبب مخاوف أمنية من قيام جماعة الحوثي بزرع عبوات ناسفة في المنطقة. وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر السياسي والعسكري بعد تعثر جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة، ما يعمق معاناة المدنيين ويقوّض آمال التقدم في ملف فك الحصار عن مدينة تعز.
- أحبطت قوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي لليمن، محاولة تهريب شحنة أسلحة متطورة كانت في طريقها من إيران إلى جماعة الحوثي عبر البحر الأحمر. وضمّت الشحنة محركات خاصة بطائرات مسيّرة وقطعاً تقنية تُستخدم في تصنيع الأسلحة الدقيقة.
الاستنتاجات:
- تؤكد الهجمات الأميركية، التحوّل النوعي في مقاربة واشنطن للتعامل مع الحوثيين؛ إذ لم تعد المسألة مقتصرة على الرد الدفاعي على تهديدات الملاحة، بل تطورت إلى استهداف إضعاف الحوثيين وقدراتهم على تهديد الملاحة. ومازالت المؤشرات الراهنة ترجح أن شن عمل عسكري من قبل القوات اليمنية التابعة للحكومة المعترف بها دوليا لا يستهدف القضاء على الحوثيين وإنهاء حكمهم وإنما السيطرة على الحديدة بما يحقق الهدف الأمريكي بإضعاف قدرة الحوثيين على تعطيل الملاحة الدولية.
- أظهرت جماعة أنصار الله صلابة واضحة في مواجهة التحول في الموقف الأمريكي، ليس فقط عبر رفض المبادرة الأميركية، بل من خلال تسريع الهجمات على السفن الأميركية و"الإسرائيلية"، وتوسيع نطاق التهديد البحري والجوي، مما يعكس قناعة حوثية بأن التصعيد المنضبط هو السبيل لترسيخ موقعهم في معادلة النفوذ الإقليمي. اللافت أن الحشود العسكرية للجماعة على جبهات الداخل، توازي تصعيدها الخارجي، ما يعني أن الحوثيين يستعدون لمرحلة متعددة الجبهات، مدركين أن الغارات وحدها لن تُسقط حكمهم، بل قد تعزز سرديتهم داخليًا.
- تضع التطورات الأخيرة في أبين ومأرب علامات استفهام حول استقرار الجبهة الداخلية في مناطق الحكومة المعترف بها دوليا في لحظة إقليمية شديدة الحساسية. فالغارة الأميركية التي استهدفت قيادات من تنظيم القاعدة في أبين، تؤكد استمرار نشاط التنظيم في الجنوب مستغلا الفجوات الأمنية وتعدد الولاءات في مناطق يفترض أن تكون تحت السيطرة. في المقابل، يشير تفجّر النزاع القبلي في وادي عبيدة إلى هشاشة البنية الاجتماعية في أهم معاقل الشرعية. هذه التوترات، وإن بدت محلية الطابع، إلا أن انعكاساتها تتجاوز الحدود الجغرافية المباشرة، لتضيف أعباءًا جديدة على السلطات التي تتجهز لشن هجوم على الحوثيين.