الموجـز الأمنـي الخليجي - أبريل 2025

الساعة : 16:43
2 مايو 2025
الموجـز الأمنـي الخليجي - أبريل 2025

التطورات

دخلت الإمارات في وساطة بين الولايات المتحدة ومصر، في محاولة لدفع الأخيرة إلى قبول خطة ترامب تهجير سكان قطاع غزة مقابل دعم مالي استثنائي، فيما استضافت الدوحة جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، حيث أجرى رئيس جهاز "الموساد"، ديفيد برنياع، زيارة التقى خلالها وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن. وقدم الوسطاء القطريون والمصريون مقترحًا جديدًا تمت بلورته خلال زيارة الرئيس، عبد الفتاح السيسي، إلى الدوحة ولقائه أمير قطر، تميم بن حمد.

على صعيد آخر، أعربت مصادر أمنية "إسرائيلية" عن مخاوف من المفاوضات بين الرياض وواشنطن بشأن اتفاق نووي مدني قد يتيح للسعودية تخصيب اليورانيوم محليًا، دون ربط الاتفاق بتطبيع العلاقات مع "إسرائيل". وأعلنت وزيرة الطاقة الأمريكية قرب توقيع اتفاق استراتيجي موسع مع السعودية يشمل التعاون في مجالات الطاقة، خصوصًا التكنولوجيا النووية المدنية، فيما عبّر الرئيس الأمريكي عن توقعه بانضمام السعودية إلى اتفاقيات التطبيع.

وفي مسقط، احتضنت العاصمة جولتي مفاوضات بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي الإيراني، واستضافت ثالثة في سفارة عمان في روما، فيما حذرت طهران الدول المجاورة التي تستضيف قواعد أمريكية من أنها ستواجه "عواقب وخيمة" إذا شاركت في أي هجوم عسكري أمريكي على أراضيها.  وكشف مصدر سعودي أن المملكة والإمارات والكويت أبلغت طهران برفضها السماح باستخدام قواعدها أو تقديم أي دعم لواشنطن في حال تنفيذ ضربات ضد إيران.

على صعيد التوترات في اليمن، تقود واشنطن بالتنسيق مع قادة الجيش اليمني وفصائل موالية للحكومة و"حلفاء عرب خليجيين"، محادثات بشأن هجوم بري محتمل ضد جماعة الحوثي، حيث طرحت الإمارات خطة العملية على مسؤولين أمريكيين مؤخرًا، فيما حذر الحوثيون السعودية والإمارات من "عواقب وخيمة". في المقابل، أبلغت السعودية الجانبين الأمريكي واليمني رفضها المشاركة خشية الهجمات الانتقامية الحوثية، فيما نفى مسؤولون سعوديون وإماراتيون لوكالة "رويترز" الانخراط في أي محادثات مع واشنطن بشأن هذا الهجوم. من جهتها، رفضت سلطنة عمان استقبال سفن بحرية أمريكية تأكيدًا لموقفها الرافض للانخراط في التصعيد العسكري ضد الحوثيين.

وفي تطور لافت، التقى وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، المرشد الإيراني، علي خامنئي، خلال زيارته إلى طهران، حيث سلّمه رسالة من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز. كما التقى بن سلمان بالرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي أكبر أحمديان.

في شؤون خارجية متفرقة، عُقد في بروكسل الاجتماع الثاني لحوار الأمن الإقليمي بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، فيما استضافت وزارة الداخلية السعودية وفدًا أمنيًا من الحكومة السورية. واستقبل وزير الداخلية عبد العزيز بن سعود، نظيره العراقي، عبد الأمير الشمري، بينما التقى، في دمشق، وفد قطري بقيادة، صالح المهندي، قائد مجموعة الدعم والإسناد في قوة الأمن الداخلي، وزير الداخلية أنس خطاب. كما استضافت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في قطر الاجتماع الثاني لمجموعة العمل القطرية البريطانية لمكافحة الإرهاب.

خارجيًا أيضًا، وقعت سلطنة عمان وروسيا اتفاقيات شملت إلغاء التأشيرات والتعاون في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وذلك خلال لقاء السلطان هيثم بن طارق، والرئيس فلاديمير بوتين، في موسكو، بينما استضافت الداخلية الإماراتية وفدًا من الاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. من جهته، أجرى وزير الداخلية البحريني، راشد بن عبد الله، زيارة إلى الأردن، التقى خلالها العاهل الأردني، ووزير الداخلية.

عسكريًا، أكدت مصادر مطلعة استعداد ترامب لعرض صفقات أسلحة على السعودية تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار خلال زيارته المرتقبة منتصف مايو. فيما وافقت الخارجية الأمريكية على صفقة لتحديث صواريخ "باتريوت" لصالح الكويت بقيمة نحو 400 مليون دولار. واختتمت في اليونان مناورات "إينيوخوس 2025" الجوية بمشاركة 12 دولة، بينها قطر والإمارات إلى جانب الاحتلال "الإسرائيلي"، فيما شاركت القوات الجوية السعودية في تمرين "العلم الأخضر 2025" بقاعدة نلس الجوية في الولايات المتحدة.

الإجراءات

نشرت الإمارات نظام رادار "إسرائيلي" متقدم في منطقة "بونت لاند" قرب مطار بوصاصو، بمحاذاة القاعدة الجوية التي تديرها في شمال شرقي الصومال.

استأنفت الإمارات الرحلات الجوية المباشرة مع سوريا.

قضت السلطات الإماراتية بإعدام ثلاثة مواطنين أوزبكستانيين بعد إدانتهم باختطاف وقتل المواطن "الإسرائيلي"/ المولدوفي، زافي كوجان، في نوفمبر الماضي، كما أصدرت حكمًا بالسجن المؤبد على متهم رابع.

نفذت السلطات السعودية أحكامًا بالإعدام بحق المواطنين، علي الزهراني وعلي بن عبدالله، على خلفية اتهامهما بالانضمام إلى تنظيم إرهابي. كما نفذت المملكة أحكام إعدام بحق 6 مواطنين و6 أجانب، على خلفية إدانتهم بجرائم جنائية متنوعة شملت تهريب المخدرات والقتل.

أفرجت السلطات السعودية عن مجموعة من الدعاة والناشطين، بينهم الأكاديمي، عبد الرحمن المحمود، والناشطة، شيماء البقمي، وأسماء السبيعي، والفنان، عمر شيبوبة.

سحبت الحكومة الكويتية الجنسية عن نحو 1600 شخص، وممن اكتسبوها بالتبعية، لأسباب تتعلق بالمصلحة العليا والازدواجية والتزوير، إضافة إلى جنسيات استثنائية منحت تحت بند "الأعمال الجليلة"، شملت الداعية، نبيل العوضي، والإعلامي، مبارك العمير، والفنان، محمد العجيمي.

أيدت محكمة التمييز الكويتية نهائيا حبس النائبين السابقين وليد الطبطبائي ومساعد القريفة 4 سنوات لكل منهما، وحبس حمد العليان وحسين القلاف سنتين، وأنور الفكر ثلاث سنوات، وذلك بتهم تتعلق بالطعن في صلاحيات الأمير والإساءة لمسند الإمارة. كما قضت المحكمة بحبس ماجد المطيري سنتين بتهمة شراء أصوات، وحبس عبد الله فهاد، 6 أشهر مع وقف التنفيذ بتهمة الإساءة للقضاء، فيما امتنعت عن معاقبة سعدون حماد في قضية شراء أصوات.

قررت لجنة التحقيق الدائمة المعنية بمحاكمة الوزراء إحالة وزير الدفاع الكويتي الأسبق، أحمد الفهد، إلى محكمة الوزراء، على خلفية بلاغ "المصروفات السرية" المقدم من وزير الداخلية، فهد اليوسف.

أصدرت الداخلية الكويتية قرارًا بشأن استخدام الوسائل العلمية في قضايا سحب الجنسية، على رأسها تحليل البصمة الوراثية والبصمة البيومترية، وألزم القرار المواطنين والمقيمين الخاضعين للتحقيق بشأن منح أو سحب الجنسية بإجراء هذه الفحوصات.

أعلنت الكويت إيقاف جميع عمليات جمع التبرعات الخيرية مؤقتًا، بعد رصد روابط تابعة لمواقع غير رسمية ومجهولة المصدر تقوم بجمع التبرعات.

رصدت الداخلية الكويتية محاولات لاختراق كاميرات المراقبة في البلاد، حيث دعت إلى تعزيز أنظمة الحماية وتجنب تركيب الكاميرات في الأماكن الخاصة.

رفعت لجنة تعديل قانون مكافحة المخدرات الكويتية تقريرها إلى وزير الداخلية لاعتماده، متضمنًا اقتراحًا بالحكم بالإعدام لتجار المخدرات بدلًا من السجن 7 سنوات، مع تشديد عقوبات التعاطي، وإقرار الفحص العشوائي في مختلف الجهات الأمنية، إضافة إلى طلبة المدارس والمعاهد والجامعات.

الأحداث

بدأت محكمة العدل الدولية في لاهاي مداولاتها في دعوى السودان ضد الإمارات بتهمة التواطؤ في ارتكاب جريمة إبادة جماعية، عبر دعمها العسكري والمالي واللوجستي لقوات الدعم السريع.

أفرجت الإمارات عن رجل الأعمال السوري، مهند المصري، رئيس مجموعة "دامسكو"، بعد نحو ست سنوات من الاعتقال بتهم تمويل جماعات إرهابية، وذلك خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الإمارات.

اعتقلت السلطات الإماراتية القيادي السوري، عصام بويضاني، قائد "جيش الإسلام" السابق والمسؤول حاليًا بوزارة الدفاع السورية، ياسر دلوان، في مطار دبي الدولي أثناء مغادرتهما.

نظم عشرات المحتجين اعتصامًا في العاصمة البحرينية المنامة، رفضًا للعدوان "الإسرائيلي" على غزة.

توفي الشيخ السعودي المعتقل، قاسم القثردي، المحتجز منذ عام 2021، بمحبسه في سجن أبها.

كشفت جهات حقوقية عن تدهور الحالة الصحية للداعية السعودي المعتقل، سلمان العودة، مشيرة إلى أنه لا يزال محتجزًا في زنزانة انفرادية منذ اعتقاله عام 2017.

الاستنتاجات

·       من المرجح أن الزيارة التي أجراها وزير الدفاع إلى إيران تأتي في سياق تأكيد المملكة على التزامات اتفاق بكين، بما في ذلك عدم استخدام الأراضي السعودية أو أجوائها في أي عمل عسكري ضد إيران، وهو ما حافظت عليه السعودية بصورة ما طوال الأشهر الماضية خلال التصعيد الإيراني "الإسرائيلي".

·       تردد السعودية إزاء الاشتراك في هجوم محتمل ضد الحوثيين، يشير إلى أن الرياض تضع الأولوية لتأمين جبهتها الداخلية وتجنب التورط في حرب جديدة، خاصة وأن جرأة الحوثيين خلال حرب غزة تنذر بأن سلوكهم سيكون أكثر عدوانية في أي مواجهة مقبلة. ومن المرجح أن تواصل الإمارات دعم العمل البري ضدهم عبر طرق غير رسمية وغير مباشرة (مالية ولوجيستية)، كما أن السعودية قد تستجيب لمطالب تمويل العملية مع الاحتفاظ بموقف رسمي محايد.

·       من المرجح تواصل التوتر بين الإمارات والجيش السوداني على وقع تغير ميزان القوى الميداني لمصلحة الأخير، مما يجعله أكثر ميلا لمواصلة حسم المعارك لتحسين موقعه التفاوضي مستقبلا، خاصة وأن الإمارات لا تتجه لوقف الدعم لقوات حميدتي، وإنما تبحث عن تهدئة بين الجانبين قد يستخدمها الأخير لإعادة ترتيب صفوفه.