الموجـز الأمنـي المصري - أبريل 2025

الساعة : 16:46
2 مايو 2025
الموجـز الأمنـي المصري - أبريل 2025

التطورات

ناقش الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الأمريكي هاتفيًا عدة ملفات، أهمها رفض السيسي طلبًا من ترامب لدعم واشنطن في مواجهة الحوثيين عسكريًا، حيث أكد في المقابل أن التهدئة في غزة ستنفي الحاجة لأي عمليات في اليمن. إلى ذلك، شدد ترامب خلال اتصاله بالسيسي على ضرورة السماح للسفن الأمريكية العسكرية والتجارية بعبور قناة السويس مجانًا، فيما قال مستشار الأمن القومي، مايك والتز، إن بلاده "ينبغي ألّا تدفع لعبور قناة تدافع عنها".

على صعيد آخر، طلبت "إسرائيل" من مصر والولايات المتحدة البدء في تفكيك "البنى التحتية العسكرية" التي أقامها الجيش المصري في سيناء، بينما تمسكت القاهرة بمواصلة تعزيز انتشارها العسكري، في حين أكد مسؤولون مصريين لنظرائهم في "تل أبيب" أن أي خطط "إسرائيلية" لإقامة منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني من رفح ستقابل برد يشمل مزيدًا من التعزيزات وإدخال معدات ثقيلة إلى شمال سيناء. بموازاة ذلك، استقبلت مصر 300 عنصراً أمنياً من السلطة الفلسطينية، بينهم 100 من الشرطة، و100 من الأمن الوطني، و50 من الأمن الوقائي، و50 من المخابرات، لتلقي تدريبات ضمن خطة مصرية أقرتها القمة العربية.

خارجياً، التقى رئيس المخابرات العامة، اللواء حسن رشاد، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، بمدينة بورسودان، وبعد أيام، استقبل السيسي، البرهان في زيارة رسمية بالقاهرة، بينما جدد نائب قائد قوات الدعم السريع، اتهام القاهرة بالتدخل في الحرب وشن غارات جوية استهدفت سودانيين ومدنيين.

إلى ذلك، استقبل وزير الداخلية، محمود توفيق، في لقاءات منفصلة، نظيره الإيطالي، ماتيو بيانتيدوزي، والمفتش العام للشرطة الأوغندية، عباس بياكاجابا، كما استقبل مفوض الهجرة والشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي، ماغنوس برونر، وووقع مع المديرة التنفيذية لوكالة "اليوروبول"، كاثرين دي بول، وثيقة تنظيم العمل بين وزارة الداخلية ووكالة اليوروبول.

وفي شأن عسكري، انطلقت فعاليات التدريب الجوي المصري الصيني "نسور الحضارة" بمشاركة عدد من الطائرات المقاتلة متعددة المهام من مختلف الطرازات وذلك للمرة الأولى بإحدى القواعد الجوية المصرية، حيث أشارت وسائل إعلام عبرية بقلق إلى أن المقاتلات الصينية المتطورة التي شاركت في التدريبات اقتربت بشكل لافت من الحدود "الإسرائيلية".

عسكريا أيضا، تجري مفاوضات بين مصر وكوريا الجنوبية لشراء نحو 70 طائرة هجومية وتدريبية من طراز "FA-50 Fighting Eagle"، وصواريخ مضادة للدبابات، وبين مصر وإيطاليا لشراء 24 مقاتلة من طراز "يوروفايتر تايفون"، بقيمة تقارب 3 مليارات دولار، فيما تمارس القاهرة ضغوطًا على فرنسا ودول أوروبية للسماح بدمج صواريخ "ميتيور" في مقاتلاتها "رافال" والمقاتلات الأوروبية المرتقبة، وذلك في ظل معارضة "إسرائيلية" خشية فقدان تفوقها العسكري في المنطقة.

الإجراءات

أصدر موقع تحذيرات السفر التابع لمجلس الأمن القومي "الإسرائيلي" تحذيرًا من السفر إلى شبه جزيرة سيناء، مصنفًا إياها كمصدر تهديد عالي المستوى، وذلك قبيل عطلة الربيع والصيف.

أصدرت السلطات المصرية قرارًا بإحالة مخالفات البناء والتعديات على الأراضي الزراعية إلى القضاء العسكري، معتبرة أن وقائع التعدي بالبناء بدون ترخيص أصبحت من اختصاصه.

وافق مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس الجمهورية بتخصيص ثلاث قطع أراضٍ مملوكة للدولة في محافظة شمال سيناء لصالح وزارة الداخلية، لإقامة مقرات شرطية تشمل قسمي شرطة ونقطة تفتيش.

قررت الحكومة إسقاط الجنسية عن مواطنيْن اثنين التحق أحدهما بالجيش الروسي وتم أسره لدى القوات الأوكرانية، بسبب انضمامهما إلى خدمة عسكرية في دولة أجنبية، كما أسقطت الجنسية عن ستة آخرين لتجنسهم بجنسية أجنبية دون الحصول على إذن مسبق.

قررت نيابة أمن الدولة العليا إخلاء سبيل البرلماني السابق والمرشح الرئاسي السابق أحمد الطنطاوي، بعد التحقيق معه في قضيتين أعيد تدويره على ذمتهما واتهم فيهما بالتحريض على التظاهر وارتكاب عمل "إرهابي"، وذلك قبل شهر واحد من انتهاء مدة حبسه البالغة عامًا في قضية "التوكيلات الشعبية" المقرر في 16 مايو 2025.

ألقت قوات الأمن القبض على أحمد أبو الفتوح، نجل رئيس حزب مصر القوية، عبد المنعم أبو الفتوح، عقب صدور حكم غيابي بحقه بالسجن عشر سنوات في القضية نفسها التي أُدين فيها والده بالسجن 15 عامًا.

قررت نيابة أمن الدولة العليا حبس نحو 130 شابًا وفتاة، بينهم مسيحيون وأطفال، على ذمة التحقيقات، بعد ظهورهم لأول مرة منذ اختفائهم قسرًا لفترات متفاوتة وصلت إلى خمس سنوات في حالة المعتقل أحمد قرني، ووجهت لهم جميعًا تهمًا تتعلق بـ"نشر أخبار كاذبة والانضمام إلى جماعة إرهابية".

أحالت السلطات القضائية أكثر من 150 مواطنًا ومواطنة إلى المحاكمة أمام دوائر الإرهاب، على خلفية اتهامات بالانتماء إلى جماعات محظورة، كما قررت تجديد الحبس الاحتياطي بشكل روتيني لعشرات المعتقلين.

استدعت نيابة أمن الدولة الناشط، أحمد دومة، للتحقيق معه على ذمة قضية جديدة.

رحّلت السلطات المصرية طالب اللجوء السوري، أحمد التيناوي، كما اعتقلت شقيقه ومواطنيْن مصرييْن، وجميعهم من أتباع "دين السلام والنور الأحمدي"، على خلفية تعليق لافتة دعائية لفضائية تابعة لجماعتهم.

الأحداث

أعلن الجيش "الإسرائيلي" رصد وإسقاط طائرة مسيرة حاولت تهريب أسلحة وذخيرة من الأراضي المصرية إلى داخل "إسرائيل".

حشدت السلطات المصرية، بدعوة من أحزاب سياسية موالية للنظام، آلاف المواطنين أمام معبر رفح وطريق مطار العريش، لإظهار رفض تهجير الفلسطينيين، وذلك تزامنًا مع زيارة السيسي وماكرون، للمحافظة.

نظم عشرات النشطاء وقفة احتجاجية أمام نقابة الصحفيين تنديدًا بالعدوان "الإسرائيلي" على غزة، مطالبين بالإفراج عن معتقلي التضامن مع فلسطين الذين اعتقلتهم السلطات المصرية.

نظّم عشرات المصريين العالقين في قطاع غزة وقفات احتجاجية في مناطق داخل القطاع، مطالبين سلطات بلادهم بالتدخل لإجلائهم.

قُتل شابان في محافظة مرسى مطروح على يد قوات أمنية بعد تسليم نفسيهما بضمانة قبلية للتحقيق معهما على خلفية "أحداث مدينة النجيلة"، التي شهدت مقتل ثلاثة أمناء شرطة خلال تبادل إطلاق نار مع شخص هارب من تنفيذ أحكام. كما اعتقلت قوات الأمن 23 سيدة من أهل المتهم وجيرانه للضغط عليه من أجل تسليم نفسه، قبل أن تطلق سراحهم. وعلى إثر ذلك قرر مجلس العمد والمشايخ في مطروح وقف التعامل مع أجهزة الأمن، وعلى رأسها أقسام الشرطة، لحين انتهاء التحقيقات، رافضين رواية الداخلية التي زعمت مقتل الشابين خلال تبادل لإطلاق النار.

تجددت الاشتباكات بين أهالي جزيرة الوراق وقوات الأمن بسبب استمرار حصار الشرطة لمعدية الجزيرة ومنع دخول مواد البناء، ضمن محاولات الضغط لإخلاء السكان لصالح المستثمرين.

شهد سجن "بدر 3" احتجاجات جماعية بسبب الانتهاكات وسوء الأوضاع المعيشية، عقب وفاة المعتقل، محمد هلال، نتيجة نزيف داخلي حاد بالجمجمة إثر تعرضه للتعذيب.

توفي المعتقل، ياسر خشاب، في سجن "وادي النطرون"، وعبد الفتاح عبيدو، في سجن "جمصة شديد الحراسة"، وكل من سعد أبو العينين وحمدي هاشم، في سجن العاشر، نتيجة الإهمال الطبي، كما توفي الشاب، محمود أسعد، داخل قسم شرطة بالقاهرة بعد تعرضه للتعذيب حتى الموت عقب توقيفه بأيام.

الاستنتاجات

من المرجح أن يتواصل القلق "الإسرائيلي" إزاء طبيعة التواجد العسكري المصري في سيناء، ومجمل الاستعدادات العسكرية بما في ذلك صفقات الأسلحة المتقدمة. وسوف تعمل "إسرائيل" على ممارسة ضغوط على مصر عبر الولايات المتحدة، كما ستتمسك برفض إمداد القاهرة بقدرات معينة؛ فبينما لا توجد مخاوف حالية إزاء التزام مصر باتفاقية السلام، فإن تل أبيب تتحوط إزاء أي تطورات مستقبلية غير متوقعة بخصوص تغير الحكم على غرار سقوط نظام مبارك.

يستند ترامب في طلبه بخصوص قناة السويس إلى تصدي بلاده لتهديد "الحوثيين" للملاحة في البحر الأحمر، وتحمل تكلفة ذلك والتي اقتربت من مليار دولار في أقل من ثلاثة أسابيع. وبينما سيغلِب على رد القاهرة نهج "الدبلوماسية الهادئة"، لكن من المتوقع أن تؤثر مثل هذه التطورات، خاصة بعد موقف مصر من ملف التهجير، على مقدار الأهمية التي ستوليها إدارة "ترامب" لمصر سياسياً مقارنة مع باقي الحلفاء في المنطقة، دون أن تؤثر على الشراكة الأمنية بين الجانبين.

سلوك الداخلية في النجيلة لا يعد مجرد حادثة انفلات شرطي في المحافظة، بقدر ما هي سياسة متبعة. وستعمل السلطات على احتواء غضب الأهالي عبر تسوية مع مجلس العمد والمشايخ، دون أن يشمل ذلك معاقبة أفراد الشرطة المتورطين في قتل الشابين، فيما ستظل أولوية الأجهزة الأمنية هي إلقاء القبض على الشخص الهارب.