الحدث
أفادت صحيفة وول ستريت جورنال في 5 يونيو/ تموز 2025 بأن إيران تعمل على تجديد قدراتها الصاروخية التي تعتمد على الوقود الصلب، عبر استيراد نحو 1100 طن من بيركلورات الأمونيوم من شركات صينية لديها مقرات في هونج كونج مما يكفي لإنتاج نحو 800 صاروخ باليستي، وذلك بعد الضربات "الإسرائيلية" التي استهدفت مواقع رئيسية لإنتاج هذا النوع من الوقود خلال عام 2024 في شاهرود وخوجير وبارشين.
الرأي
تشير هذه التطورات إلى أن إيران تتحرك سريعاً لإعادة بناء قدراتها الصاروخية الهجومية التي تعتمد على الوقود الصلب، لتدارك تداعيات الاستهداف "الإسرائيلي" لمراكز إنتاج هذه المنظومات العام الماضي. ويعكس اللجوء إلى الاستيراد المباشر لمادة بيركلورات الأمونيوم، أن إيران اختارت مسارًا عمليًا قصير الأمد لتلبية احتياجاتها بدلًا من التركيز على إعادة إعمار البنية الصناعية نفسها في المدى المنظور، خاصة مع استمرار التهديد "الإسرائيلي".
ويشير حرص إيران على بناء مخزون استراتيجي من الوقود الصلب إلى سعيها لتعزيز ميزة الجاهزية السريعة لإطلاق الصواريخ، مقارنة بالصواريخ العاملة بالوقود السائل التي تحتاج وقتًا أطول للتجهيز. وقد تُمثل هذه العودة المتسارعة لتعزيز القدرات الصاروخية عامل ضغط على المسارات التفاوضية سواء في الملف النووي أو في الترتيبات الأمنية في الخليج، وبالأخص بعد الضربات التي تلقاها محور المقاومة في لبنان وسوريا وأثرت على قدرات الردع الإيرانية.
إلى ذلك، يوضح استيراد بيركلورات الأمونيوم من الصين أنها تلعب دوراً رئيسياً في الالتفاف الإيراني على العقوبات الغربية، وقد أثبتت بكين مرارًا استعدادها للعب دور المنفذ اللوجستي الآمن لطهران في مجالات الطاقة والتسليح والتقنيات المزدوجة الاستخدام، مما يعزز الشراكة الثنائية بين البلدين، ويسهم في تخفيف الضغوط الأمريكية.