الموجـز الأمنـي الإيراني - يونيو 2025

الساعة : 12:52
10 يوليو 2025
الموجـز الأمنـي الإيراني - يونيو 2025

تطورات الأجهزة الأمنية

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وإيران منهيًا الحرب التي استمرت 12 يومًا والتي بدأها الجيش "الإسرائيلي" تحت اسم "الأسد الصاعد" ضد إيران، وأردفتها عملية عسكرية أمريكية تُدعى "مطرقة منتصف الليل"، استهدفت المنشآت النووية الإيرانية في "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان" بقنابل خارقة للتحصينات وصواريخ "توماهوك" وأسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل 935 شخصًا بينهم 30 من قادة القوات المسلحة والحرس الثوري و15 عالمًا نوويًا على الأقل.

ومن أبرز الضحايا: رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، اللواء محمد باقري، قائد الحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، وقائد القيادة المركزية لمقر خاتم الأنبياء، اللواء غلام علي رشيد، وخلفه علي شادماني، وقائد القوات الجو فضائية بالحرس الثوري، العميد أمير علي حاجي زاده، رفقة هيئة أركانه، رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري، العميد محمد كاظمي، ونائبيه، ورئيس فرع فلسطين بفيلق القدس، العميد محمد سعيد ايزدي، وقائد مكافحة التجسس في الباسيج، محمد تقي يوسفوند، ورئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية الأسبق، فريدون عباسي، فيما أصيب المستشار السياسي لمرشد الثورة، علي شمخاني.

كما استهدفت "إسرائيل" مقرات قيادة للحرس الثوري، خصوصًا مقر "ثأر الله" المختص بتأمين العاصمة طهران، ومقر مجلس الأمن القومي، ومبنى وزارة الخارجية، ومقر قيادة قوى الأمن الداخلي، ومقر قيادة قوات التعبئة الشعبية "الباسيج"، والمبنى الإداري لسجن إيفين، ومبنى الإذاعة والتلفزيون، ومطار مهر آباد الدولي، ومصانع لإنتاج الصواريخ والأسلحة، وستة مطارات عسكرية، ومصافي للنفط في محافظتي طهران وأصفهان، وجامعة الإمام الحسين التابعة للحرس الثوري، وجامعة الشهيد بهشتي.

بالمقابل، سارع مرشد الثورة، علي خامنئي، لتعيين قادة عسكريين جدد؛ حيث عيّن اللواء عبدالرحيم موسوي رئيسًا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، واللواء أمير حاتمي قائدًا للجيش الإيراني، واللواء محمد باكبور قائدًا للحرس الثوري، واللواء علي شادماني قائدًا لمقر خاتم الأنبياء لكنه اغتيل بعد أربعة أيام من تعيينه، كما جرى تعيين العميد محمد كرمي قائدًا للقوات البرية بالحرس الثوري، وعلي أكبر بورجمشيديان نائبًا لوزير الداخلية مع احتفاظه بمنصبه نائب الوزير للشؤون الأمنية.

كما أطلقت إيران عملية "الوعد الصادق 3" والتي تضمنت إطلاق نحو 550 صاروخًا بالستيًا و1000 طائرة مسيرة باتجاه "إسرائيل"، ما أسفر عن مقتل 29 إسرائيليًا وإصابة أكثر من ألفين آخرين فضلًا عن تدمير آلاف المنشآت والمنازل والمركبات، ومن أبرزها معهد وايزمان للعلوم في تل أبيب، وحديقة غاف يم نيغيف للتكنولوجيا المتقدمة، وإلحاق أضرار بمقر وزارة الدفاع في تل أبيب ومستشفى سوروكا في بئر السبع ومصافي النفط في حيفا. كما أطلقت إيران عمليات "بشائر الفتح" التي تضمنت إطلاق صواريخ على قاعدة العديد الأمريكية في قطر، فيما أعلن الجيش الإيراني أن دفاعاته الجوية أسقطت 12 مسيرة "إسرائيلية" من طراز "هرمس" و"هيرون".

وقبيل انتهاء الحرب التي استمرت 12 يومًا، زار وزير الخارجية "عراقجي" موسكو؛ حيث اجتمع مع الرئيس "بوتين" وناقش مستجدات الحرب، فيما زار وزير الدفاع الإيراني الصين واجتمع مع وزير الدفاع الباكستاني على هامش اجتماع وزراء دفاع الدول أعضاء "منظمة شانغهاي للتعاون" المنعقد في بكين.

وقبل اندلاع الحرب، أصدر رئيس الأركان، اللواء محمد باقري، أمرًا ببدء إجراء سلسلة مناورات "اقتدار"، فيما فيما اجتمع وزير الخارجية، عباس عراقجي، مع الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في بيروت، وفي القاهرة اجتمع "عراقجي" مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي،

مستجدات الإجراءات الأمنية

·       صادق البرلمان الإيراني على مشروع قانون بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

·     أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قبل اندلاع الحرب بيوم واحد، قرارًا بعدم امتثال إيران لالتزاماتها. بالمقابل، أعلنت وزارة الخارجية وهيئة الطاقة الذرية الإيرانييتين تشغيل مركز جديد لتخصيب اليورانيوم ردًا على قرار المجلس، كما أعلنت استبدال أجهزة الطرد من الجيل الأول بموقع "فوردو" بأجهزة من الجيل السادس.

·     قدمت إيران شكوى رسمية للأمم المتحدة ومجلس الأمن، ضد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لمواقفه من أنشطة إيران النووية.

·     أعلن مجلس الأمن القومي الإيراني منح المتعاونين مع "إسرائيل" فرصة حتى الأول من تموز/ يوليو لتسليم الطائرات المسيرة بحوزتهم مقابل عفو.

·     شنّت السلطات الأمنية الإيرانية حملة تفتيش واسعة بحق المهاجرين الأفغان، بحجة الاشتباه بـتعاون العديد منهم مع "الموساد"، فيما تضاعفت عمليات ترحيل المهاجرين الأفغان غير النظاميين.

·     أعلنت السلطة القضائية إعدام ثلاثة عملاء لجهاز "الموساد" في مدينة أرومية شمال غرب إيران، بتهمة تهريب معدات استُخدمت في اغتيال العالم النووي، محسن فخري زاده، عام 2020،كما نُفذ حكم الإعدام بحق "محمد شايسته" بتهمة قيادته لشبكة تجسس إلكترونية لصالح "الموساد".

·     أعلن المركز الإعلامي للسلطة القضائية تنفيذ حكم الإعدام بحق تسعة  عناصر من تنظيم "داعش".

·     فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على 30 فردًا وكيانًا بحجة تورطهم في شبكة "الخدمات المصرفية الموازية" الإيرانية، وعلى ثمانية كيانات وفرد واحد لدورهم في شراء وشحن مكونات ذات استخدام مزدوج إلى إيران، لاستخدامها في برامج الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار.

·     وقّع الرئيس الأمريكي أمرًا تنفيذيًا يمنع بموجبه سفر مواطني إيران و11 دولة أخرى إلى الولايات المتحدة، ولا يشمل حظر السفر أفراد الأقليات الدينية والعرقية ممن حصلوا على تأشيرات هجرة.

·     أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية اعتقال مواطنَين إيرانيين في لوس أنجلوس لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

·     أعلنت الشرطة القبرصية إلقاء القبض على مواطن أذري، بشبهة تعاونه مع الحرس الثوري الإيراني والتخطيط لشنّ هجوم.

·     غيرت السلطات الإيرانية اسم شارع خالد الإسلامبولي في طهران إلى شارع "الشهيد السيد حسن نصر الله".

أبرز الأحداث الأمنية

·     أعلن الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات والشرطة الإيرانية ضبط ورشة في "قلعه شور" بأصفهان لتصنيع الطائرات بدون طيار والمتفجرات، اعتقال 18 شخصًا إثر ضبط مصنع للطائرات المسيرة الهجومية والتجسسية في مدينة مشهد، ضبط ورشة سرية كبيرة في مدينة "ري" جنوب طهران لتصنيع مسيرات صغيرة وقنابل موقوتة، ضبط شاحنة صغيرة محمّلة بطائرات انتحارية صغيرة غرب طهران، اعتقال عملاء أطلقوا مسيرات صغيرة من الجبال الشمالية الغربية المطلة على طهران، وضبط ثمانية أجهزة إنترنت فضائي "ستارلينك" تُستخدم للتجسس في "هرمزغان" جنوب البلاد.

·     اعتُقل أثناء الحرب ما يزيد عن 700 شخص بتهمة التجسس لصالح "الموساد"، وتم ضبط نحو عشرة آلاف مسيرة في طهران، فيما أعلنت وزارة الاستخبارات اعتقال عميل لـ"الموساد" يعمل في أحد المراكز الحساسة في محافظة "إيلام".

·     أعلن الحرس الثوري اعتقال المواطن الألماني "ماريك كوفمان" بتهمة تصوير وإرسال إحداثيات مواقع حساسة، بما في ذلك أنفاق صواريخ وقواعد جوية ومسارات طائرات بدون طيار.

·     أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية حصولها على آلاف الوثائق المتعلقة بمشاريع الاحتلال "الإسرائيلي" ومنشآته النووية إثر عملية أمنية.

·     أُلقي القبض على شبكة تابعة لتنظيم "داعش" في طهران تضم 13 شخصًا، بينهم زعيم المجموعة وفِرق الدعم والتوجيه وعناصر انتحارية، إضافةً إلى ضبط سترات وحقائب ناسفة.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·     من المؤكد أن الصراع الإيراني الإسرائيلي لم ينته مع توقف إطلاق النار، لكنّ تكرار الهجمات العسكرية غير مرجح في الأجل القصير. حيث حقق الاحتلال والولايات المتحدة أهداف العملية، خاصة تعطيل البرنامج النووي، وإثبات أن إيران غير محصنة. بينما قبلت إيران بوقف المعارك لأن تكلفتها باتت باهظة.  والآن، بات لدى ترامب استعداد أكثر للاكتفاء بسياسة الضغط القصوى. في المقابل، فإن إيران ستكون أولويتها كسب الوقت من أجل تحصين دفاعات البلاد التي تضررت بصورة فادحة.

·     استهدفت الهجمات الإسرائيلية إضعاف الحرس الثوري بهدف زيادة نفوذ الجيش داخل إيران وبالتالي التأثير في بنية النظام. لكن مقتل قيادات الحرس مازال بعيدا عن تحقيق هذا التحول؛ نظرا لأن الحرس لديه احتياطي من الكوادر المؤهلة يجعل ملء الفراغ القيادي عملية روتينية، لا تؤثر على مجمل حالة المؤسسة.

·     وفر استهداف قاعدة العديد، العائد النفسي والدعائي المطلوب مقارنة مع أي قاعدة أخرى صغيرة في السعودية أو الإمارات أو العراق. وتوفر العلاقات الجيدة بين الدوحة وطهران رصيدا وديا يجعل من احتواء تداعيات الهجوم مرجحة. وبينما كسرت إيران حاجزا نفسيا مهما باستهداف العديد، فإن نجاح الردع الإيراني هذا سينتج عنه مزيدا من اعتماد دول الخليج على الحماية الأمريكية بنفس قدر تمسكهم بنهج احتواء التوترات مع إيران.

·     رغم حالة الاستنفار الأمني في إيران، فإن النجاح في التصدي للاختراقات الاستخبارية الإسرائيلية سيحد منه تخلف القدرات التقنية الإيرانية مقارنة مع مثيلتها الأمريكية والإسرائيلية. وبينما لجأت الأجهزة الأمنية الإيرانية على الفور إلى إجراءات معتادة، مثل توسيع دائرة الاشتباه والاعتقالات والإعدامات، فإن تطوير بنية أمنية استخبارية قائمة على قدرات تقنية حديثة ومتقدمة سيتطلب سنوات.