الموجـز الأمنـي التركي - يونيو 2025

الساعة : 12:58
10 يوليو 2025
الموجـز الأمنـي التركي - يونيو 2025

تطورات الأجهزة الأمنية

شارك الرئيس، رجب طيب أردوغان، في قمة حلف "الناتو" المنعقدة في مدينة لاهاي الهولندية، رفقة وزيري الدفاع والخارجية ورئيس الاستخبارات ومستشار الرئيس للسياسات الخارجية والأمنية. واجتمع "أردوغان" بشكل منفرد على هامش القمة مع كل من الرئيسين الأمريكي والفرنسي، والمستشار الألماني، ورئيسي وزراء بريطانيا وهولندا، فيما وقع وزير الدفاع، يشار غولر، ونظيره الهولندي إعلان نوايا للتعاون بين البلدين.

وفي إسطنبول، استقبل الرئيس "أردوغان" رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، في أول زيارة عمل رسمية لرئيس وزراء أرميني إلى تركيا، وقبل ذلك اجتمع "أردوغان" مع الرئيس الأذري، إلهام علييف، كما زار جاكرتا للقاء نظيره الإندونيسي، واستقبل وزير الموانئ والنقل البحري الصومالي. كما استقبل "أردوغان" وزير الخارجية الباكستاني وقائد الجيش الباكستاني على هامش مشاركتهما في اجتماع مجلس وزراء خارجية "منظمة التعاون الإسلامي" المنعقد في إسطنبول.

ومع اندلاع الحرب بين إيران و"إسرائيل"، حضر "أردوغان" اجتماعًا أمنيًا حضره وزيرا الخارجية والدفاع ورئيس الاستخبارات، لبحث تداعيات الصراع واستعدادات تركيا للتطورات المحتملة، فيما حضر وزير الدفاع اجتماعًا خاصًا لبحث تداعيات الحرب بين "إسرائيل" وإيران رفقة رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات الجوية ووزير الخارجية ومدير الاستخبارات.

في غضون ذلك، بحث"غولر" التعاون المشترك مع رئيسي الاستخبارات والأركان الآذريين، كما التقى على هامش اجتماع وزراء دفاع دول حلف "الناتو" في بروكسل، مع نظرائه من أوكرانيا وبلجيكا ولاتفيا، وعقد اجتماعًا ثلاثيًا مع نظيريه البلغاري والروماني، كما شارك في اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية بحضور ممثلين عما يقرب من 50 دولة، وزار أبو ظبي حيث اجتمع مع نظيره الإماراتي، وحضر اجتماع الحوار العسكري التركي الكاميروني في ياوندي.

بدوره، استقبل رئيس هيئة الأركان، متين غوراك، في أنقرة رئيس اللجنة العسكرية لحلف "الناتو"، الأدميرال جوزيبي كافو دراغون، كما استقبل نظراءه من إيطاليا وأذربيجان وسلوفاكيا، واجتمع في دمشق مع وزير الدفاع ورئيس الأركان السوريين، وبحث هاتفيًا مع نظيره الأمريكي تطورات الوضع في المنطقة، كما حضر الجولة الثانية من المفاوضات الروسية الأوكرانية في إسطنبول. هذا، فيما استقبل قائد البحرية نظيره المصري في إطار الاستعدادات لتنظيم مناورات "بحر الصداقة 2025"، واستقبل قائد القوات الجوية رئيس عمليات القوات الجوية الباكستانية.

على صعيد آخر، اجتمع رئيس الاستخبارات، إبراهيم قالن، مع وفد من حركة حماس برئاسة رئيس مجلس شورى الحركة، محمد درويش، لمناقشة آخر تطورات الحرب في غزة ومفاوضات وقف إطلاق النار، كما اجتمع بشكل منفرد مع كل من وزير الخارجية السوري، وبلقاسم خليفة حفتر، المدير العام لصندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، فيما استقبل وزير الخارجية زعيم "جبهة تحرير مورو الإسلامية" في الفلبين، مراد إبراهيم.

إلى ذلك، حضر نائب وزير الدفاع، شواي ألباي، معرضًا للصناعات الدفاعية في جاكرتا، واجتمع على هامشه مع وزير الصناعات الدفاعية الآذرية ووزير الدفاع السنغافوري. وعلى صعيد التدريبات العسكرية، عُقدت مناورة مركز القيادة المدعوم بالحاسوب ومناورات مصطفى كمال أتاتورك-2025 المشتركة، بين تركيا وأذربيجان في ناخجوان، وشاركت قوات تركية في مناورة "سي بريز 1 البرمائية" ومناورة "حارس السيف" التابعة لحلف "الناتو" في رومانيا، ومناورة قيادة وسيطرة الدفاع الجوي "رامشتاين أمبيشن" في إيطاليا وإسبانيا وألمانيا، ومناورة "مهمة خان" في منغوليا. وفي نطاق خطة تنفيذ تدابير بناء الثقة بين تركيا واليونان لعام 2025، زار قائد قاعدة سودا البحرية اليونانية قائد قاعدة أكساز البحرية التركية، وزار قائد اللواء 31 للمشاة الآلية اليوناني قائد اللواء الرابع للمشاة الآلية في أدرنة.

على صعيد آخر، وقعت شركة "روكيتسان" التركية اتفاقيتين لتعزيز التعاون مع شركة "PT Republik Defence" الإندونيسية، حيث تضمنت الاتفاقية الأولى تزويد جاكرتا بصواريخ "أطماجا" المضادة للسفن، في حين شملت الاتفاقية الثانية إنشاء شركة مشتركة لتطوير القدرات المحلية الإندونيسية في إنتاج وتجميع الصواريخ، فيما وقع الرئيس "أردوغان" اتفاقية مع إندونيسيا لإنتاج وتصدير 48 مقاتلة تركية من طراز "قآن"، بقيمة 10 مليار دولار مع جدول تسليم على مدى عشر سنوات. من جهتها، وقعت شركتا "بايكار" التركية للصناعات الدفاعية وشركة "ليوناردو" الإيطالية اتفاقية للتعاون الدفاعي على هامش معرض باريس للطيران في فرنسا.

بموازاة ذلك، سلّمت تركيا إلى القوات الجوية الصومالية ثلاث مروحيات هجومية تركية من طراز "T129 ATAK"، وإلى القوات البحرية مروحيتين متعددتي الاستخدامات، فيما سلّمت 3 زوارق متقدمة لوزارة الدفاع العراقية. وأعلنت شركة "أوتوكار" التركية إرسال أول شحنة من مدرعاتها "كوبرا 2" إلى رومانيا، ضمن عقد يشمل توريد 1059 مدرعة، فيما سلمت شركة "MKE AŞ" التابعة لوازرة الدفاع مدافع هاوتزر "بوران" عيار 105ملم إلى شمال مقدونيا، وهو أول مدفع هاوتزر تصدره تركيا إلى دولة أوروبية.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·     اتخذت السلطات التركية تدابير أمنية واسعة على حدودها الشرقية حيث عززت تعزيز نقاط المراقبة ورفعت جاهزية الطائرات والرادارات تحسبًا لأي اختراقات، فيما أنشأت وزارة الدفاع مركز عمليات مشترك من قبل 5 دول لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

·     أصدر القضاء قرارًا بالإفراج عن رئيس "حزب الظفر" المعادي للاجئين، أوميت أوزداغ، بعد نحو خمسة أشهر من اعتقاله على ذمة قضية نشر الكراهية في المجتمع.

·     أعلنت وزارة الداخلية عزل رؤساء بلديات: أفجلار وبيوك تشكمجه وغازي عثمان باشا في إسطنبول، وسيهان في أضنة، التابعين لـ"حزب الشعب الجمهوري"، وذلك بعد اعتقالهم بتهم بفساد.

·     أعلنت السلطات التركية والسورية عن تقديم تسهيلات جديدة على المعابر الحدودية للسوريين مزدوجي الجنسية، بالإضافة إلى حاملي الإقامات القانونية في تركيا ودول أخرى. فبالنسبة للسوريين مزدوجي الجنسية والسوريين المتزوجين من مواطنين أتراك ولم يحصلوا بعد على الجنسية التركية، يُسمح لهم بالعبور باستخدام بطاقة الهوية مع تقديم وثيقة رسمية تثبت الزواج، إضافة إلى موافقة خطية من الطرف التركي في حال عبور الطفل معهم.

·     أعدت إدارة الهجرة التركية خطة تسمح بعودة المواطنين الأتراك أو السوريين أو من مواطني دولة ثالثة من أصحاب الإقامة بشكل قانوني في تركيا ممن سافروا من تركيا إلى سوريا جوًا، عبر المعابر البرية إلى تركيا، بشرط تقديم تذاكر الطيران ووثيقة تُثبت وضعهم القانوني في تركيا.

·     حكمت السلطات بالمؤبد على 4 جنود عذّبوا لاجئين سوريين حتى الموت في مركز للجندرما في الريحانية وبُرّئ 11 آخرين من تهمة القتل، بينما حُكم على آخرين بعقوبات متفاوتة تتعلق بإخفاء الأدلة أو التسبب بالإصابات.

·     أعلنت وزارة الدفاع فصل 102 فردًا من القوات المسلحة بقرار من مجلس التأديب الأعلى منذ بداية عام 2025.

·       بدأت وزارة الداخلية الإفراج عن أكثر من 19 ألف محكوم بعد عفو جزئي.

أبرز الأحداث الأمنية

·     نفذت الاستخبارات التركية والباكستانية عملية مشتركة لإلقاء القبض على القيادي التركي في تنظيم "داعش"، أوزغور ألطو، الملقب "أبو ياسر التركي"، في منطقة الحدود الباكستانية الأفغانية، وجرى ترحيله إلى تركيا.

·     أعلنت وزارة الدفاع ضبط 72 كيلوغرامًا من المخدرات أثناء عمليات البحث على طول خط حدود هاتاي، وتدمير 168 كيلومترًا من الأنفاق في منطقة تل رفعت و174 كيلومترًا في منطقة منبج، منذ بدء عمليات تدمير الأنفاق في المنطقتين بسوريا.

·       استسلم أربعة مسلحين من "حزب العمال الكردستاني" عقب فرارهم من ملاجئهم شمال العراق.

·     نُظمت مظاهرة أمام السفارة المصرية في أنقرة لمطالبة السلطات المصرية بإطلاق سراح نشطاء أتراك، اعتقلتهم أثناء مشاركتهم في "قافلة الصمود" المتجهة إلى قطاع غزة.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·     ترسم الصناعات الدفاعية التركية خريطة نفوذ أمني عالمية متصاعدة تمتد من جنوب آسيا حيث صفقة طائرات قآن، والقرن الأفريقي حيث تسليم طائرات هجومية إلى الصومال فضلا عن انضمام أنقرة إلى أداة التمويل الدفاعي الجديدة "العمل الأوروبي من أجل الأمن" (SAFE) ومن ثم إدماج القدرات التركية في المشاريع الصناعية الدفاعية الأوروبية.

·     يمثّل تسليم خمس طائرات تركية إلى الصومال دلالة واضحة على تطور الشراكة الأمنية بين الجانبين من مستوى التدريب إلى بناء منظومات تسليح وقدرات لدعم الحكومة الفيدرالية في مقديشو في مواجهة تقدم حركة الشباب. ويبدو أن تركيا تسعى لأن تصبح الضامن الأمني الرئيسي للصومال، في ظل تراجع الاهتمام الأمريكي بمقديشيو.

·     تظهر المؤشرات الراهنة مثل العفو الجزئي عن 19 ألف معتقل أن مسار المصالحة الداخلية يمضي قدما مع حزب العمال الكردستاني. ومن المرجح أن تتواصل الإجراءات الخاصة بهذا المسار في الأسابيع القادمة بما يشمل الإعلان عن بدء تسليم عناصر التنظيم أسلحتهم.

·     يدل الإعلان عن عملية أمنية مشتركة مع باكستان لتوقيف قيادي داعشي تركي على أن التعاون الاستخباراتي بين البلدين دخل مرحلة جديدة من التفعيل العملياتي، كما يرسل رسالة لأطراف دولية وإقليمية بأن أنقرة شريك أمني فاعل في ملف مكافحة الإرهاب.