تطورات الأجهزة الأمنية
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وإيران مُنهيًا الحرب التي استمرت 12 يومًا بينهما، في وقت أكدت فيه تقارير أن قطر لعبت دور الوسيط بين واشنطن وطهران. وجاء الاتفاق بعد تصعيد غير مسبوق، حين ردّت طهران على قصف الولايات المتحدة لمواقعها النووية الرئيسية، بهجوم صاروخي استثنائي على قاعدة "العديد" الجوية الأميركية في قطر، لم يسفر عن وقوع خسائر بشرية، مؤكدة أنه لا يستهدف الدولة "الصديقة والشقيقة".
إلى ذلك، أدانت قطر الهجوم الإيراني بشدة واعتبرته انتهاكًا صارخًا لسيادتها، مقدمة شكوى رسمية إلى مجلس الأمن. بدورها، أعربت دول الخليج عن قلقها البالغ إزاء التصعيد العسكري في المنطقة، وأدانت الاعتداءات "الإسرائيلية" على إيران، والاستهداف الأميركي للمنشآت النووية الإيرانية، والهجوم الإيراني على قاعدة "العديد".
في غضون ذلك، تواصلت حملات التحريض "الإسرائيلية" ضد قطر، حيث زعمت تقارير عبرية تورطها في دعم "الإرهاب" وتمويل خطاب معادٍ للاحتلال. كما عرضت "القناة 12" العبرية تقريرًا يتضمن ما قالت إنها "وثائق قطرية"، تزعم تورط الدوحة في دعم القدرات العسكرية لحركة حماس، بينما ردّت قطر مستنكرة ما وصفته بـ"التقارير المفبركة".
من جانب آخر، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن حوار سري يجري بين "إسرائيل" وسوريا على المستوى العسكري والأمني، بوساطة إماراتية، في حين طرحت أبوظبي عبر وساطات من مصر وإثيوبيا وجامعة الدول العربية، بنودًا لتسوية الخلاف والتفاوض مع الخرطوم، أبرزها استعادة مشاريعها الاقتصادية واستثماراتها في السودان، إلى جانب إقصاء الإسلاميين من المشهد السياسي.
خليجيًا، استضافت الدوحة الاجتماع الأول للجنة العليا للتمرين التعبوي المشترك لدول الخليج، بينما وقّعت الإمارات والكويت مجموعة من مذكرات التفاهم تضمنت اتفاقًا لحماية البيانات والمعلومات ضمن المشاريع الأمنية المشتركة.
خارجيًا، استقبل وزير الداخلية السعودي، عبد العزيز بن سعود، نظيره السوري، أنس خطاب، حيث بحثا تعزيز التعاون الأمني، في حين فازت البحرين بعضوية مجلس الأمن غير الدائمة للفترة 2026–2027. كما وقعت وزارة الداخلية الإماراتية، مذكرة تفاهم مع منظمة الشرطة الأوروبية "اليوروبول" بشأن إنشاء بنية تحتية تقنية آمنة لتبادل المعلومات الأمنية والشرطية بين الجانبين. بينما التقى مساعد وكيل وزارة الداخلية القطري للشؤون الأمنية، نايف بن فالح، في واشنطن، مسؤولة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون الدولية للمخدرات وإنفاذ القانون، ليزلي زيمان.
في شؤون عسكرية، أعلنت وزارة الحرب "الإسرائيلية" أن 12% من صادراتها العسكرية لعام 2024، والبالغة 14.7 مليار دولار، كانت مع دول عربية موقعة على "اتفاقيات إبراهام"، شملت الإمارات والبحرين والمغرب. من جهتها، وقّعت مجموعة "إيدج" الإماراتية عقدًا دفاعيًا مع وزارة الدفاع الكويتية بقيمة 9 مليار درهم، يشمل توريد زوارق صواريخ متطورة من طراز "فلج 3". كما وافقت الخارجية الأمريكية على صفقة لبيع معدات وخدمات دعم لمنظومة دبابات "M1A2 Abrams" إلى الكويت، بقيمة 325 مليون دولار. فيما وقّعت "برزان" القابضة القطرية، ثلاثة عقود واتفاقيات مع الجيش الإندونيسي بقيمة 5 مليارات ريال قطري، لتوريد أسلحة وذخائر، تشمل بنادق وذخيرة، إضافة إلى اتفاقيتين لإنشاء مصنع ذخيرة في إندونيسيا.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· أعادت دول الخليج فتح أجوائها أمام حركة الطيران بعد إغلاق مؤقت بسبب التوترات الأمنية عقب قصف إيران لقاعدة العديد الجوية في قطر.
· نفّذت دول خليجية، بينها الكويت وعُمان والبحرين، خطط إجلاء لمئات من رعاياها من إيران في ظل التصعيد العسكري مع "إسرائيل".
· فعّلت البحرين نظام العمل عن بعد بنسبة 70% في المؤسسات الحكومية عقب الضربة الأميركية على إيران، وأكدت مصادر رسمية تجهيز 33 ملجأً للطوارئ.
· قررت الإمارات إعفاء الإيرانيين المقيمين والزائرين من الغرامات المترتبة على تأخر مغادرتهم، بمختلف أنواع التأشيرات.
· نفذت السلطات السعودية خطة طوارئ لإعادة نحو 76 ألف حاج إيراني إلى بلادهم برًا عبر العراق، بعد إغلاق المجال الجوي الإيراني، وذلك بتنسيق مشترك مع السلطات العراقية والإيرانية.
· أعلن الاتحاد الأوروبي شطب الإمارات من قائمته للدول "عالية المخاطر" في مجال غسل الأموال، تماشيًا مع توصيات مجموعة "فاتف" التي أزالتها من القائمة الرمادية في 2023.
· أعلنت السلطات السعودية إعدام الصحفي، تركي الجاسر، بتهمة "الخيانة العظمى"، بعد نحو سبع سنوات من اعتقاله، إثر إدارته حساب "كشكول" المعارض، والذي أكدت تقارير أنه مات تحت التعذيب في وقت سابق. كما أعدمت الشقيقين "معجل الفوزان" و"سليمان الفوزان"، بعد إدانتهما بالانتماء إلى خلية "إرهابية" خططت لاستهداف قاعدة عسكرية داخل المملكة.
· قضت المحكمة الاتحادية العليا في الإمارات بالسجن المؤبد على 24 متهمًا في قضية "تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي"، ليرتفع بذلك عدد المُدانين في القضية إلى 83 شخصًا.
· أعلنت الكويت سحب الجنسية من 283 شخصًا وممن اكتسبوها بالتبعية، لأسباب تتعلق بالمصلحة العليا، والازدواجية، والتزوير. وشملت المراسيم أبناء وأحفاد عدد من شيوخ قبيلتي "شمّر" و"عنزة"، إضافة إلى الإعلامي، شعيب راشد.
· تعتزم الكويت سحب جنسيات المسيئين للبلاد وقيادتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك "للمصلحة العليا"، مع شمول القرار المجنسين وأفراد عائلاتهم.
· أعلنت السلطات الكويتية إلزام العمال الأجانب في القطاع الخاص بالحصول على إذن مسبق من صاحب العمل قبل مغادرة البلاد، بدءًا من يوليو المقبل.
· اعتمد مجلس الوزراء الكويتي تعديلات على قانون غسيل الأموال وتمويل "الإرهاب"، شملت فرض غرامات بين 10 و500 ألف دينار على مخالفي القرارات الخاصة بالإرهاب وتمويله، إضافة لمنح الجهات الرقابية صلاحية توقيع جزاءات على المؤسسات المالية بخلاف العقوبة السابقة.
· أيدت محكمة الاستئناف الكويتية حكم براءة النائب السابق، شعيب المويزري، من تهمة إذاعة أخبار كاذبة بشأن البصمة البيومترية وقانون الجنسية.
· أفرجت السعودية عن المواطن اليمني - الهولندي، فهد رمضان، الذي اعتُقل في نوفمبر 2024 أثناء أداء العمرة، بعد تسريب محادثات واتساب انتقد فيها ولي العهد.
· أفرجت وزارة الداخلية الكويتية عن جميع أفراد الشرطة الموقوفين انضباطيًا، والاكتفاء بالمدة التي قضوها، وذلك بمناسبة عيد الأضحى.
أبرز الأحداث الأمنية
· أعلن الجيش "الإسرائيلي" إسقاط صاروخ باليستي أُطلق من اليمن باتجاه الأراضي المحتلة، داخل الأراضي السعودية.
· كشفت صورة نشرها نائب قائد مجموعة "أبو شباب" المسلحة التي تتعاون مع الاحتلال في غزة، وجود سيارة بلوحة إماراتية إلى جانبه، ما كشف عن دور إماراتي في دعم تلك المليشيات. وتزامن ذلك مع تقارير عبرية تحدثت عن تورط جهاز استخبارات لـ"دولة عربية"، في تدريب وتمويل تلك المجموعة لتقويض نفوذ حماس.
· دعا وزير الأمن القومي "الإسرائيلي"، إيتمار بن غفير، إلى الإبلاغ عن أي شخص يتعاون مع قناة "الجزيرة"، أو مجرد مشاهدتها، مؤكدًا أنها لن يُسمح لها بالبث داخل "إسرائيل".
· كشفت السفارة الإيرانية في الرياض عن اتصالات دبلوماسية مع السلطات السعودية للإفراج عن صيادين إيرانيين احتُجزوا داخل المياه الإقليمية للمملكة.
· نجحت جهود كويتية في شطب اسم الداعية، حجاج العجمي، من قائمة عقوبات مجلس الأمن المتعلقة بالإرهاب، بعد ثبوت براءته من تهم دعم "جبهة النصرة" عام 2014.
· نظّم نشطاء وقفة احتجاجية في دبلن أمام مفوضية شؤون اللاجئين والسفارتين الإماراتية والتركية، للمطالبة بالإفراج عن الشاعر المصري، عبد الرحمن يوسف، المحتجز في الإمارات.
· توفي الأكاديمي والداعية السعودي المعتقل، قاسم القثردي (70 عامًا)، داخل محبسه، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.
· قدّمت نقابات عمالية من 36 دولة شكوى رسمية إلى منظمة العمل الدولية، احتجاجًا على "انتهاكات خطيرة" بحق العمال المهاجرين في السعودية.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· يوفر استهداف مركز القيادة الأمريكي الإقليمي الأكبر العائد النفسي والدعائي المطلوب لإيران مقارنة مع أي قاعدة أخرى في السعودية أو الإمارات. بينما توفر العلاقات الجيدة بين الدوحة وطهران رصيدا وديا يجعل من احتواء تداعيات الهجوم أكثر إمكانية مقارنة مع استهداف السعودية أو حتى البحرين.
· كسرت إيران حاجزا نفسيا مهما باستهداف العُديد، وفي نفس الوقت أرسلت رسالة تحذير مستقبلية لباقي دول الخليج من التورط في أعمال عسكرية ضدها. لكنّ نجاح الردع الإيراني هذا سينتج عنه مزيدا من اعتماد دول الخليج على الحماية الأمريكية بنفس قدر تمسكهم بنهج احتواء التوترات مع إيران.
· يمثل تورط الإمارات في خطط الاحتلال في غزة مؤشرا جديدا على الشراكة الأمنية بين الجانبين والتي تتطور إلى مستويات نادرة عربيا. وبينما تراهن الإمارات على لعب دور أوسع في الملف الفلسطيني على حساب قطر، فإنها قد تصطدم بمصالح مصر والسلطة الفلسطينية.