تطورات الأجهزة الأمنية
رحّبت مصر بإعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إيران و"إسرائيل". بينما أدانت الهجوم الإيراني على قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، كما أدانت الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، وكذلك التصعيد العسكري "الإسرائيلي" ضد طهران، خلال اتصال هاتفي بين الرئيس، عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإيراني، مسعود بزشكيان. وأكدت مصادر دبلوماسية أن وزير الخارجية بدر عبد العاطي شدد لنظيره الإيراني على رفض مصر التام استخدام مجالها الجوي في أي عمليات عسكرية تستهدف إيران.
في تطورات المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مصر تعمل على صياغة مقترح جديد يشمل وقف الحرب وتبادل الأسرى. من جهة أخرى، كشف مصدر مصري مطلع عن احتجاج رسمي قدمته القاهرة لـ"تل أبيب"رفضًا لإجراءات جيش الاحتلال في رفح، وتحديد نقطة لتقديم المساعدات قرب الحدود مع مصر، لما تشكله من خطر أمني في ظل تصاعد المجاعة في غزة.
في السودان، أعلنت قوات "الدعم السريع" سيطرتها على المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، عقب انسحاب الجيش السوداني، الذي اتهم قائد قوات شرق ليبيا، خليفة حفتر، بالمشاركة في الهجوم. بينما جدد قائد "الدعم السريع"، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، اتهاماته لمصر بدعم الجيش السوداني ومنحه ثماني طائرات. وفي سياق يبدو متصلًا بتطورات المثلث الحدودي، استقبل رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الفريق أحمد خليفة، رئيس أركان قوات شرق ليبيا البرية، صدام خليفة حفتر، خلال زيارة أجراها الأخير إلى القاهرة.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· استُؤنفت حركة الطيران بين مصر وكل من الكويت وقطر والسعودية والإمارات، بعد إعادة فتح الأجواء عقب توقف استمر أيامًا بسبب تصاعد التوتر الإقليمي.
· صادق الرئيس، عبد الفتاح السيسي، على تعديلات قوانين الانتخابات البرلمانية، فيما أعلنت أحزاب المعارضة والقوى المدنية رفضها للقانون، معتبرةً إقراره تجاوزًا لتفاهمات الحوار الوطني وتقويضًا للحياة الحزبية.
· تتسارع جهود داخل الكونغرس الأميركي، بدعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لتصنيف جماعة "الإخوان المسلمين" كمنظمة "إرهابية"، وقد أبدت كل من مصر والسعودية والإمارات والأردن والسلطة الفلسطينية، استعدادها لتبنّي القرار حال صدوره.
· حددت السلطات جلسات لمحاكمة نحو 800 متهم في قضايا سياسية أمام دوائر "الإرهاب"، بينهم صحافيون، وأعداد كبيرة من النساء ومعتقلي سيناء، إضافة إلى الداعيين "سمير مصطفى" و"محمود شعبان".
· جدّدت السلطات القضائية الحبس الاحتياطي لعشرات المعتقلين السياسيين بشكل روتيني ومن دون تحقيقات، بينهم 173 شابًا شاركوا في تظاهرات داعمة لفلسطين وعدد من أبناء سيناء.
· أطلقت السلطات سراح 8 مواطنين في أسوان بعد 7 سنوات من الإخفاء القسري، كما أخلت سبيل المحامي، محمد أبو الديار، مدير حملة المرشح الرئاسي السابق، أحمد الطنطاوي، بعد قضائه عامًا في قضية "التوكيلات الشعبية". وقررت نيابة أمن الدولة العليا إخلاء سبيل 67 متهمًا في قضايا سياسية، بينهم الصحافي أحمد سراج.
· قررت نيابة أمن الدولة العليا حبس 93 مواطنًا ومواطنة بعد ظهورهم لأول مرة عقب فترات من الإخفاء القسري، بينهم طفل و29 شخصًا شاركوا في فعاليات تضامنية مع غزة، ووجهت إليهم تهم "الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة".
· أصدرت السلطات القضائية حكمًا بالسجن المشدد لـعشر سنوات على الناشط الطلابي والحقوقي، معاذ الشرقاوي، وعدد من المتهمين، بتهم تشمل "الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة".
· وجهت نيابة أمن الدولة العليا اتهامات جديدة للمعارض المعتقل، يحيى حسين عبد الهادي، استنادًا إلى مقالات وتدوينات اعتبرتها النيابة تحريضًا ونشرًا لأكاذيب ضد الدولة.
· أمر النائب العام بفتح تحقيق عاجل في بلاغ يتهم قسم شرطة بمحافظة الجيزة بالتسبب في وفاة 7 محتجزين على ذمة قضايا جنائية خلال عام، وسط شبهات بإهمال جسيم وانتهاكات ممنهجة.
أبرز الأحداث الأمنية
· وثّقت مؤسسة "سيناء لحقوق الإنسان" سقوط طائرتين مسيّرتين يُرجّح تبعيتهما لجماعة "الحوثي"، بعد اعتراضهما من قبل مروحية "إسرائيلية"، حيث سقطت الطائرة الأولى جنوب مدينة رفح داخل الأراضي المصرية، بينما وقعت الحادثة الثانية في وسط سيناء.
· شهد معبر طابا تدفق آلاف "الإسرائيليين" والأجانب، بينهم دبلوماسيون وموظفون دوليون، سعوا لعبور الحدود إلى مصر تمهيدًا لإجلائهم جوًا إلى بلدانهم، في ظل التصعيد بين "إسرائيل" وإيران.
· أعلن الجيش "الإسرائيلي" إسقاط طائرة مسيّرة ادعى أنها اخترقت الأجواء "الإسرائيلية" من الأراضي المصرية، وكانت تحمل 11 قطعة سلاح وذخائر.
· أوقفت السلطات المصرية "المسيرة العالمية إلى غزة" تزامنًا مع منع "قافلة الصمود" في شرق ليبيا عقب انطلاقها من تونس بعد اشتراط السلطات هناك الحصول على موافقة أمنية مصرية، وهو ما رفضته القاهرة. ورحّلت مصر مئات النشطاء العرب والأجانب بعد احتجاز عدد منهم، واستجواب بعضهم، كما داهمت الشرطة فنادق يقيم فيها النشط، فيما قام "بلطجية" تحت حماية من أجهزة الأمن بالاعتداء على عشرات المشاركين في "قافلة الصمود" عند حاجز تفتيش قرب الإسماعيلية.
· نظّم عشرات النشطاء وقفة احتجاجية على سلالم نقابة الصحافيين بوسط القاهرة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني في غزة، ومطالبين السلطات بفتح الطريق أمام قوافل الدعم المتجهة إلى القطاع.
· داهمت قوات أمنية عددًا من منازل مهجّري شمال سيناء المقيمين في مناطق بمحافظة الإسماعيلية، بينها منطقة "أبو طفيلة"، بدعوى البحث عن أسلحة.
· أكدت منظمات حقوقية مصرية مقتل ثلاثة مواطنين تحت التعذيب في أماكن احتجاز مختلفة خلال الشهور الماضية، بينهم المعتقل، حسام مرسي، داخل سجن الوادي الجديد، وذلك بعد نحو عشرة أشهر من إبلاغ أسرته بوفاته بدعوى "هبوط حاد في الدورة الدموية"، كما وثّقت المنظمات مقتل "عبد الرحمن حسن" و"محمود ميكا" داخل أقسام شرطة بالقاهرة نتيجة التعذيب.
· قدمت نساء مصريات شكاوى إلى النائب العام بشأن تعرضهن لتحرش جنسي وإهانات خلال التفتيش أثناء زيارات ذويهن السياسيين والجنائيين في سجن المنيا شديد الحراسة، ونقلت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" شهادات صادمة عن انتهاكات متكررة، بينها تحرش بفتيات قاصرات.
· نظّم عشرات المحامين في مصر وقفات احتجاجية أمام مقر النقابة العامة والنقابات الفرعية، رفضًا لفرض رسوم جديدة تحت مسمى "مقابل خدمات مميكنة"، في احتجاجات مستمرة منذ مارس. كما قررت النقابة العامة للمحامين تفعيل قرارها بالإضراب العام عبر مقاطعة كافة المحاكم والنيابات على مستوى الجمهورية، يومي السابع والثامن من يوليو/ تموز.
· أنهى نحو 2000 عامل بشركة "سيراميكا إينوفا" في الفيوم إضرابًا عن العمل استمر 10 أيام للمطالبة بإقرار زيادة سنوية لا تقل عن 1200 جنيه وتطبيق الحد الأدنى للأجور بواقع 7 آلاف جنيه.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· تمثل التطورات في السودان إرباكًا للمصالح المصرية؛ حيث تكشف سيطرة ميليشيا الدعم السريع على المثلث الحدودي عن فاعلية الدعم والإسناد القادم من الجبهة الليبية سواء عبر قوات حفتر أو عبر القوات الروسية. وبينما تمثل هذه السيطرة تهديدًا للمصالح الأمنية المصرية، فإن القاهرة تجد نفسها إزاء خيارات محدودة في مواجهة حلفائها الذين يقفون على طرف نقيض معها في السودان.
· يرسل إقرار تعديلات قانون الانتخابات البرلمانية رسالة واضحة مفادها أن النهج الأمني المتشدد مازال هو خيار النظام المفضل. فبعد الاستماع إلى الأحزاب في الحوار الوطني، جرى تجاهل كل التوصيات لمصلحة ضمان سيطرة النظام على الانتخابات بشكل محكم لا يسمح بأي مفاجآت، حتى لو كانت رمزية لن تغير في تركيبة المجلس القادم.
· من المرجّح أن يتواصل الاستنفار الأمني في عموم البلاد في ظل تصاعد التهديدات نتيجة حرب غزة، سواءً احتمالات تكرار فعاليات دولية لدعم غزة على الأراضي المصرية، أو استمرار الإجراءات "الإسرائيلية" قرب الشريط الحدودي التي تعيد شبح التهجير إلى سيناء وفر الأمر الواقع.