التقلبات الجيوسياسية في الشرق الأوسط ستحطّم فكرة الانسحاب الأمريكي من المنطقة

الساعة : 11:57
31 ديسيمبر 2025
التقلبات الجيوسياسية في الشرق الأوسط ستحطّم فكرة الانسحاب الأمريكي من المنطقة

المصدر: المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي (JINSA)

ترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات

لطالما تحدّثت واشنطن على مدى سنوات عن تقليص وجودها في الشرق الأوسط، بينما يرى محللون أن عام 2025 أثبت عكس ذلك تمامًا؛ فالقوة الأمريكية، وليس الانكفاء، هي التي أعادت تشكيل المشهد الإقليمي. فمن جهته، قال "بليز ميشتال"، نائب رئيس السياسات في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي "JINSA إن العام الماضي أكّد درسًا استراتيجيًا راسخًا منذ زمن بعيد، موضحًا: "لقد أبرز عام 2025 ما يعرفه مراقبو الشرق الأوسط منذ وقت طويل، وما بدا أن صانعي القرار في الولايات المتحدة لا يرغبون في الاعتراف به؛ أن القوة هي عملة النفوذ في هذه المنطقة، ولا بديل عن القيادة الأمريكية".

ويرى "ميشتال" أن النتائج لم تكن ثمرة الدبلوماسية وحدها، مضيفًا: "إن الهدوء النسبي الذي تنعم به المنطقة الآن، بعد عامين من الحرب، ليس نتيجة للدبلوماسية، التي فشلت بمفردها في وقف التقدم النووي الإيراني أو في إقناع حماس بإعادة الرهائن الإسرائيليين، بل هو نتيجة استعداد إسرائيل والولايات المتحدة لاستخدام القوة، والعمل معًا في سبيل تحقيق أهداف مشتركة". وتابع "ميشتال" قائلًا: "إن عمليتي الأسد الصاعد ومطرقة منتصف الليل، إلى جانب الضربة الإسرائيلية في الدوحة، فتحت الطريق أمام السلام".

وحذّر "ميشتال" من أن هذا الهدوء لن يستمر دون انخراط أمريكي متواصل، فقال: "رمال الشرق الأوسط متحركة على الدوام، والهدوء القائم اليوم لن يدوم دون جهود ثابتة للحفاظ عليه"، كما حذّر من أن عام 2026 قد يشهد عودة الضغوط من جبهات متعددة. وأضاف "ميشتال": "سيحاول الخصوم إعادة ترسيخ مواقعهم والبحث عن مكاسب جديدة، وستختبر إيران حدود صبر الولايات المتحدة وإسرائيل، وقد تسعى تنظيمات داعش أو غيرها إلى تنفيذ هجوم مدوٍّ يعلن عودتها إلى الواجهة". وختم "ميشتال" بالقول: "ستكون كل هذه التطورات اختبارًا لمدى استعداد الولايات المتحدة لمواصلة تبنّي نهج (السلام من خلال القوة)، فإذا صرفت واشنطن نظرها عن المنطقة، فقد تضيع سريعًا المكاسب التي تحققت خلال العام الماضي"