المصدر: جينز إنتليجنس ريفيو
ترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات
الرابط: لقراءة وتحميل الترجمة / اضغط هنا
أكدت مصادر استخباراتية إقليمية ودولية لـ"جينز" وجود أكاديمية تدريبية استخباراتية مقرها الأردن، يتدرب فيها خبراء المخابرات الإقليمية والعربية والدولية، مشيرةً إلى أن أجهزة المخابرات الغربية وجدت حاجة ملحة للتدريب في أكاديمية مديرية المخابرات العامة الأردنية، في ظل ازدياد "تهديد التشدد الإسلامي" بحسب زعمها.
خبرة واسعة ورصيد كبير للمخابرات الغربية
تشكّل المخابرات العامة الأردنية رصيدًا كبيرًا للمخابرات الغربية لما تتضمنه من خبرة واسعة ومفصلة لما تصفه دول الغرب بـ"المتطرفين الإقليميين"، إضافةً إلى أن الجهاز الأردني يتمتع بعلاقة عميقة الجذور ومتعددة الأوجه مع أجهزة المخابرات الأمريكية منذ عقود. وفي هذا الصدد، قال الدبلوماسي الأمريكي السابق الذي عمل في الشرق الأوسط، موفي ديك، لـ"جينز"، إن "التطرف الإسلامي لا يزال على رأس أجندة أجهزة المخابرات الغربية"، مضيفًا أن "هذا التدريب والتعاون منطقي جدًا".
كما ذكرت بعض المصادر المقربة من "جينز" أن المخابرات العامة الأردنية أفشلت 61 عملية إرهابية بين عامي 2019 و 2021، كان يمكن أن تحدث في العديد من البلدان. وقد عزّز هذا النجاح مكانة دائرة المخابرات العامة لدى أجهزة المخابرات الغربية، وهو ما شجع أجهزة المخابرات في الدول الشريكة على إرسال كوادرها وضباطها للتدرب في أكاديمية تدريب الاستخبارات في دائرة المخابرات العامة، التي ادّعى مسؤول أمني أردني رفيع المستوى لـ"جينز" في مطلع أيلول/ سبتمبر أن هذا التدريب يتم مجانًا. من جهة أخرى، ذكر مسؤول كبير في دائرة المخابرات العامة أن حوالي سبعة ضباط من الأجهزة الاستخبارية ينضمون إلى أكاديمية التدريب لمدة عشرة أيام، وفي بعض الأحيان تقوم المخابرات بإرسال ضباطها ومدربيها إلى تلك البلدان لإجراء التدريبات.
وقد أكدت مصادر "جينز" أن دائرة المخابرات العامة الأردنية لديها خبرة واسعة في تجنيد وإدارة الاستخبارات البشرية (HUMINT)، والاستجواب واختراق الخلايا الإرهابية، إضافةً إلى أساسيات الحرب النفسية والعمل الاستخباري المشترك مع الأجهزة المتحالفة. وأضافت المصادر أن مدراء المخابرات العامة الذين تخرجوا من كليات الدراسات الدينية لديهم فهم عميق للعقيدة الإسلامية، وهو ما يمكّنهم من إقناع أهداف التطرف أو المجندين الجدد بعدم الانتقال إلى "الإرهاب" عن طريق إيجاد تبرير ديني لذلك. يشار إلى أن هناك تركيزًا حقيقيًا على مكافحة الجريمة، بما في ذلك الجريمة الإلكترونية.
تجربة في معالجة "التشدد الإسلامي" جذبت المتدربين من أنحاء العالم
في السياق ذاته، تعتبر تجربة دائرة المخابرات العامة في معالجة "التشدد الإسلامي" أساسية لجذب المتدربين من جميع أنحاء العالم؛ فقد قال عميد متقاعد من المخابرات العامة لـ"جينز" إن "دائرة المخابرات العامة هي أفضل وكالة أمنية إقليمية في التعامل مع التطرف الإسلامي، بالنظر إلى أن عددًا كبيرًا من المنظمات الإرهابية الإسلامية إما بقي في الأردن أو مر عبره بشكل ما". من جهته، أشار مصدر استخباراتي فلسطيني أنه كان من السهل جداً أثناء التحقيقات إقامة علاقات مع ”الإرهابيين“ في أوروبا وأماكن أخرى حول العالم وكسب ثقتهم، بسبب اللغة العربية الأم والدراية الكبيرة بالتعاليم الإسلامية لدى مديري وكالة الاستخبارات.
بشكل عام، فإن هذه الاستراتيجية تجعل مسؤولي دائرة المخابرات العامة الأردنية على دراية بفكر الإرهابيين ودوافعهم، على عكس أجهزة المخابرات الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة التي تصنف "الإرهابيين" في فئة واحدة بغض النظر عن الدوافع.
خبرة طويلة ومتميزة في التعامل مع "الإخوان المسلمون"
وفي ظل استقرار الأردن، إلى جانب تجربته في التعامل مع "التطرف الإسلامي"، تشير التوقعات إلى أن دائرة المخابرات العامة ستبقى حليفًا موثوقًا به. وفي هذا الإطار، ذكر مصدر فلسطيني أن دائرة المخابرات العامة تتمتع بخبرة طويلة ورائدة ومتميزة في التعامل مع جماعة "الإخوان المسلمون"، وما يميز التجربة الأمنية الأردنية في هذا المجال أن الأردن يكاد يكون البلد العربي الوحيد الذي يتمتع بالاستقرار على مدى الـ60 أو الـ70 سنة الماضية.
تجدر الإشارة إلى أن الدول الغربية تعزز بشكل عام تعاونها مع الأردن؛ حيث وقعت الولايات المتحدة اتفاقية تعاون دفاعي جديدة في كانون الثاني/ يناير 2021 وتمت الموافقة عليها في آذار/ مارس من العام ذاته. وقد أرست هذه الاتفاقية معايير أوسع للأفراد العسكريين الأمريكيين العاملين في الأردن، إضافةً إلى وجود المزيد من التسهيلات للدول الأوروبية مثل بلجيكا وفرنسا وألمانيا وهولندا وبريطانيا.