النظام السوري يُعيد هيكلة الأجهزة الأمنية ... "علي

النظام السوري يُعيد هيكلة الأجهزة الأمنية ... "علي مملوك" يختفي عن الأنظار مقابل سطوع نجم "حسام لوقا"

الساعة : 15:15
12 يناير 2022

المصدر: إنتيليجنس أونلاين

ترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات

الرابط: لقراءة وتحميل الترجمة / اضغط هنا

تمهيد

لقد نشط رئيس المخابرات السورية أثناء الحرب الأهلية، علي مملوك، في جميع الحملات الاستخباراتية في البلاد منذ عام 2012 على الصعيدين الداخلي والخارجي. ورغم عدم وجود أي إعلان رسمي وعدم وقوع أي حدث لافت، لكن يبدو أنه تم تهميشه لصالح النجم الصاعد، حسام لوقا.

اختفاءٌ دون أي تصريحات رسمية

فيبدو أن "مملوك"، رئيس مكتب الأمن القومي "NSB"، الذي لم يكن له منازع كرئيسٍ لجهاز المخابرات السورية، قد توارى عن الأنظار وعن بؤرة الاهتمام خلال الأشهر الأخيرة. وقد شملت مساحة مسؤوليته الواسعة ذات يوم ملفات خارجية، مثل المصالحة الإقليمية وعودة سوريا إلى الهيئات الدولية، وأمورًا داخلية أيضًا مثل المفاوضات مع الأكراد، إضافةً إلى عمليات الاستسلام التي لم يتم الانتهاء منها بعد. وعليه، فإن هذه المسؤوليات تتراكم الآن على مكتب "بشار الأسد"، وهو الشخص الوحيد الذي يتحكم فعليًا في هيكله نظامه الاستخباراتي المعقد.

في وقت مبكر من شهر تموز/ يوليو عام 2019، انتشرت شائعات عن إقالة "مملوك" من رئاسة جهاز الأمن الوطني لصالح نائبه، محمد ديب زيتون (IO: 17-07-2019)، لكن استمرت البيانات الرسمية في الإشارة إليه كرئيس للمكتب بعد ذلك التاريخ بكثير. وفي آذار/ مارس 2020، شوهد "مملوك" إلى جانب "بشار الأسد" وهو يستقبل وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في دمشق. لكن منذ ذلك الحين، اختفى اسم رئيس المخابرات، الذي ظهر بانتظام خلال رحلاته العديدة إلى الخارج، من البيانات الصادرة عن القصر الرئاسي رغم عدم الإعلان عن مغادرته.

تجدر الإشارة إلى أن "مملوك"، الذي نشأ في صفوف المخابرات الجوية، علوي من مواليد دمشق عام 1949، وتمت ترقيته إلى رئيس جهاز الأمن الوطني عام 2012 بعد هجوم على مقر المكتب قُتل فيه سلفه، هشام اختيار، إلى جانب نائب وزير الدفاع، آصف شوكت، صهر "الأسد". وقد أثار الهجوم صدمة كبيرة شجعت "الأسد" الذي كان آنذاك ضعيفًا للغاية، على أن يجعل أجهزته الاستخباراتية مركزية. وقد تبين أن المنافسة بين الخدمات، التي كان يشجعها والده، حافظ الأسد، والتي خلقت حالة واسعة النطاق من عدم الثقة في المجتمع السوري، كانت غير فعالة في ظروف الصراع؛ وبصفته من أتباع "بشار الأسد" الموثوق بهم، استغل "مملوك" هذه المركزية لتولي مسؤولية العديد من الملفات الرئيسية.

ثمار جهود "مملوك" يقطفها غيره

لقد كان "مملوك" دائمًا حريصًا على السفر إلى الخارج؛ فقد شوهد آخر مرة علنًا في بغداد في أيلول/ سبتمبر (IO: 21-09-2021)، كما تولى مسؤولية النزاع السوري مع الأردن، والذي تعامل فيه سرًا مع نظرائه في مديرية المخابرات العامة الأردنية، عدنان عصام الجندي، ثم أحمد حسني، (IO: 13-10-2021). وقد نشط "مملوك" في هذا الشأن طيلة الأزمة السورية رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين رسميًا. لكن المؤسف بالنسبة له أن نائب وزير الدفاع، علي عبد الله أيوب، وعملاءه في المخابرات العسكرية قد حصدوا ثمار عمله الشاق، عندما سافروا إلى عمّان في الـ19 من أيلول/ سبتمبر، ما مهّد الطريق لأول مكالمة هاتفية بين "الأسد" و الملك "عبد الله الثاني" في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر.

ورغم الحاجة إلى التعامل مع عدد من الأمور الإقليمية، بما في ذلك المصالحة مع الإمارات وعودة سوريا إلى "الإنتربول" وجامعة الدول العربية، إلا أنه يبدو أن "مملوك" لا يلعب أي دور في محادثات ما بعد الصراع التي تشارك فيه سوريا.

"لوقا" بدلًا من "مملوك" في منتدى المخابرات العربي بالقاهرة

رغم أن "مملوك" كان زائرًا منتظمًا للقاهرة، إلا أنه لم تتم دعوته إلى منتدى المخابرات العربي الثاني (IO: 24-11-2021) برئاسة رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، (IO: 21-11-2021)، وحضر بدلًا منه رئيس المخابرات العامة (الشركسي)، حسام لوقا. يشار إلى أن "لوقا"، النجم الصاعد في المخابرات السورية، الذي تفقد الخطوط الأمامية حيث تواجه القوات السورية ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ذات الأغلبية الكردية، أصبح الآن في وضع جيد لتولي المفاوضات مع الأكراد السوريين (IO: 12-06-2021). ويشار أيضًا إلى أن هذه النقاشات، الخاملة حاليًا، كان يقودها "مملوك" حصريًا (IO: 26-07-2021)، حيث مثّل دمشق في المحادثات التي تلعب فيها روسيا دور الوسيط.