"إبراهيم" و"صليبا" يتبادلان النفوذ في ملف العلاقات

التنافس والنفوذ داخل أجهزة المخابرات اللبنانية يزداد بعودة العلاقات مع سوريا ... "إبراهيم" و"صليبا" يتبادلان النفوذ في ملف العلاقات

الساعة : 19:15
26 يناير 2022

المصدر: إنتيليجنس أونلاين

ترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات

الرابط: لقراءة وتحمل الترجمة / اضغط هنا

تمهيد:

منذ أن تولي الرئيس اللبناني، ميشال عون، رئاسة الجمهورية عام 2016، يبدو أن "عباس إبراهيم"، الذي أصبح حاضرًا في كل مكان، بات يسيطر منذ ذلك الحين على علاقات لبنان مع الجارة سوريا. لكن التحالف الظرفي هذا طغت عليه الولاءات الدينية مدفوعةً بعودة الطموحات الشخصية، التي فتحت الطريق إلى دمشق أمام مدير أمن الدولة، طوني صليبا.

 الأمر الذي أثار طموحات كل من الرئيس السابق للأمن العام، عباس إبراهيم، ورئيس المديرية العامة لأمن الدولة، طوني صليبا، وإن كان بدرجة أقل لكن بنفس القدر من الطموح.

"صليبا" رسول "باسيل" إلى دمشق

يُذكر أن "صليبا"، الذي تخضع خدمته لسلطة المجلس الأعلى للدفاع والتابع مباشرة للرئاسة، تولى منصبه الحالي عام 2017 (26-04-2017)، يتولى الجهاز الذي يرأسه مسؤولية مكافحة التجسس والأمن الداخلي، وقد حصل على هذا المنصب في تعديل وزاري بمبادرة من الرئيس "ميشال عون" المقرب منه. وهو أيضًا مسيحي ومن المقربين إلى "جبران باسيل"، صهر الرئيس وزعيم "التيار الوطني الحر"، الذي لا يُخفي رغبته في خلافة والد زوجته في منصب رئاسة الدولة. وبعد أن تم استدعاء "صليبا" في البداية للتعامل مع الأمور اللبنانية البحتة، تم تكليفه في الأشهر الأخيرة بتجديد الاتصال مع النظام السوري في دمشق نيابةً عن "باسيل"، تمهيدًا لزيارة العاصمة السورية من قبل الأخير نفسه.

وقد ذهب "صليبا" إلى سوريا في الـ23 من حزيران/ يونيو، وعاود زيارته إليها مؤخرًا لمناقشة قضايا حساسة، مثل اللاجئين السوريين والتجارة عبر الحدود، وكذلك لمحاولة إقناع سوريا بدعم محاولة "باسيل" للوصول إلى الرئاسة. كما إن التحالف بين كل من "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" وإدراجه على قوائم العقوبات الأمريكية، قد شجع "باسيل" على السعي للحصول على دعم "بشار الأسد"، رغم أن الأخير، وفقًا لمصادر، لا ينوي إسقاط مفضله للرئاسة اللبنانية، سليمان فرنجية، رئيس "تيار المردة" ونجل مؤيد سوريا، طوني فرنجية، الذي اغتيل عام 1978.

"عباس إبراهيم" يفقد تأثيره

لقد أثارت رحلات "فرنجية" إلى دمشق استياء "إبراهيم" صاحب النفوذ، والذي كان حتى الآونة الأخيرة يسيطر على العلاقات مع دمشق التي كان يزورها بانتظام. ورغم أن المديرية العامة للأمن العام تخضع لسلطة وزارة الداخلية، إلا أنها منذ عام 2016 بدأت تحرر نفسها شيئًا فشيئًا من دورها الأولي، الذي يتمثل بشكل أساس في إصدار التأشيرات، لتتولى مسؤولية ملف الرهائن الحساس والبعثات إلى الخارج، لا سيما إلى بغداد وموسكو وواشنطن.

ورغم كون "إبراهيم"، شيعيًا إلا أنه يفقد حاليًا موقعه البارز في دوائر التجسس المغلقة في لبنان، بسبب التدهور الحالي في العلاقات بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" وطموحاته الشخصية. ولكونه مقربًا من زعيم "الحزب الشيعي" ورئيس البرلمان عن حركة "أمل"، نبيه بري، الذي التقى به في السادس من كانون الثاني/ يناير، والذي يُعرف عنه عداؤه لـ"التيار الوطني الحر"، يعتزم "إبراهيم" تقديم نفسه على أنه الخليفة الطبيعي لـ"بري" كرئيس للبرلمان. لكنه بذلك سيعرقل جهوده لمحاولة الحفاظ على السيطرة على إحياء العلاقات بين دمشق وبيروت.