المصدر: توم ستاندج، محرر "The World Ahead"
الترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات
الرابط: لقراءة وتحميل الترجمة / اضغط هنا
بعد عامين ظلّ الوباء خلالهما القوة الفاعلة التي تشكل المستقبل القريب، أصبح المحرك الرئيسي الآن هو الحرب في أوكرانيا، فخلال الأشهر المقبلة سيتعين على العالم أن يتعامل مع عدم القدرة على التنبؤ بتأثير الصراع على الجغرافيا السياسية والأمن؛ النضال للسيطرة على التضخم، الفوضى في أسواق الطاقة، مسار الصين غير المؤكد بعد الوباء. وما يزيد الوضع تعقيدًا هو أن كل هذه الأمور مترابطة مع بعضها البعض، مثل سلسلة متشابكة من عجلات التروس، وفيما يلي سبعة موضوعات واتجاهات تجب مراقبتها في العام المقبل:
أولًا: كل العيون على أوكرانيا
فأسعار الطاقة والتضخم وأسعار الفائدة والنمو الاقتصادي ونقص الغذاء، كلها تعتمد على ما سيسفر عنه الصراع في الأشهر المقبلة؛ إذ إن التقدم السريع في أوكرانيا قد يهدد "بوتين"، لكن يبدو أن النتيجة الأكثر ترجيحًا هي الانزلاق إلى مأزق كبير. فبدورها، ستحاول روسيا تأجيج الصراع على أمل أن يؤدي نقص الطاقة والتحولات السياسية في أمريكا إلى تقويض الدعم الغربي لأوكرانيا.
ثانيًا: ركود يلوح في الأفق
ستدخل الاقتصادات الكبرى في حالة ركود؛ حيث سترفع البنوك المركزية أسعار الفائدة لخنق التضخم، وهو أثر ناتج عن الوباء منذ أن انتشر بسبب ارتفاع أسعار الطاقة. وإن كان الركود سيكون معتدلًا نسبيًا في أمريكا، إلا أنه سيكون أكثر وحشية في أوروبا. وستكون المعاناة عالمية لأن الدولار القوي سيلحق الضرر بالبلدان الفقيرة التي تضررت بالفعل من ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
ثالثًا: المناخ ضوء في النفق المظلم
في حين تهرول الدول لتأمين إمداداتها من الطاقة، فقد بدأت تعود إلى الوقود الأحفوري غير النظيف، لكن على المدى المتوسط ستسرّع الحرب من التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، كبديل أكثر أمانًا للهيدروكربونات التي يوفرها المستبدون، وإضافةً إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية، سيتم التوجّه للاستفادة من الطاقة النووية والهيدروجين كذلك.
رابعًا: هل بلغت الصين ذروة نموها؟
خلال نيسان/ أبريل القادم، سوف يتجاوز عدد سكان الهند نظيره في الصين، بوصوله إلى حوالي 1.43 مليار نسمة. ومع انخفاض عدد سكان الصين، ومواجهة اقتصادها رياحًا معاكسة، من المتوقع أن يدور نقاش واسع حول إذا ما كانت الصين قد بلغت ذروتها؛ إذ إن تباطؤ النمو يعني أن اقتصادها قد لا يتجاوز حجم اقتصاد أمريكا.
خامسًا: أمريكا المقسمة
رغم أن أداء الجمهوريين كان أسوأ من المتوقع في انتخابات التجديد النصفي، إلا أن الانقسامات المجتمعية والثقافية حول الإجهاض والأسلحة وغيرها من القضايا الساخنة، استمرت في الاتساع بعد سلسلة من الأحكام المثيرة للجدل للمحكمة العليا، وسيؤدي دخول "دونالد ترامب" الرسمي إلى السباق الرئاسي عام 2024 إلى صب الزيت على النار.
سادسًا: نقاط مضيئة للمشاهدة
سيُزيد التركيز المكثف على الحرب في أوكرانيا من خطر نشوب صراع في أماكن أخرى، فمع تشتت انتباه روسيا قد تندلع الصراعات في ساحتها الخلفية؛ حيث قد تقرر الصين أنه لن يكون هناك وقت أفضل للتحرك في تايوان. كما يمكن أن تشتعل التوترات بين الهند والصين في جبال الهيمالايا، وبدورها، هل ستحاول تركيا الاستيلاء على الجزيرة اليونانية في بحر إيجه؟
سابعًا: زيادة نشاط التحالفات
وسط التحولات الجيوسياسية، ستنشط التحالفات في العالم؛ فحلف "الناتو"، الذي أعيد تنشيطه بفعل الحرب في أوكرانيا، سيستقبل عضوين جديدين. على جانب آخر، يبرز التساؤل هل ستنضم السعودية إلى الكتلة الصاعدة "اتفاقات أبراهام"؟ كما إن هناك مجموعات أخرى ذات أهمية متزايدة تشمل "كواد" و"أوكوس"؛ وهما ناديان بقيادة أمريكية يهدفان إلى التعامل مع صعود الصين. وتجدر الإشارة إلى أن "i2u2" ليست فرقة لموسيقى الروك، لكنها منتدى للاستدامة يربط الهند و"إسرائيل" والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية.
نشر هذا المقال في النسخة المطبوعة من The World Ahead 2023 تحت العنوان الرئيسي "من المحرر".