المصدر: آي إن إس إس - معهد دراسات الأمن القومي "الإسرائيلي"
ترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات
الرابط: لقراءة وتحميل الترجمة / اضغط هنا
توطئة:
نشر "معهد دراسات الأمن القومي" "الإسرائيلي" دراسة أعدها الباحثان، عوفر شيلح وكارميت فالنسي، وقد كُتبت ونشرت باللغة العبرية قبل هجوم "حماس" على "إسرائيل" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي واندلاع حرب "السيوف الحديدية" لاحقًا. وقد أجرى الباحثان محادثات غير رسمية مع كبار الشخصيات في الأجهزة الأمنية والعسكرية المشاركة في استراتيجية ما يسمى "الحملة بين الحروب" في الماضي والحاضر، بغرض كتابة هذه الدراسة.
ملاحظة من المؤلفيْن:
استهل الباحثان الدراسة بملاحظة أشارا فيها إلى الاستنتاج الذي خلصا إليه، وهو أن هناك حاجة ملحة إلى دراسة متعمقة للأهداف والإنجازات والتوجهات العملياتية المستقبلية لما يسمى "الحملة بين الحروب"، لأنها ربما تكون استنفدت فائدتها كما يبدو واضحًا في هذه المرحلة. كما إن هناك فهمًا متزايدًا داخل المؤسسة العسكرية "الإسرائيلية" لبعض الاستنتاجات الواردة في المذكرة؛ منها على سبيل المثال أن "الحملة بين الحروب" ساعدت أعداء "إسرائيل" على تطوير استراتيجية "محور المقاومة". وقد أبرزت الأحداث "المأساوية" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بشكل مؤلم آثار تجاهل تأثير التركيز على "الحملة بين الحروب"، على استعداد "إسرائيل" للحرب، خصوصًا الحرب متعددة الجبهات.
وقال الباحثان إن "الحملة بين الحروب" ستكون مختلفة بعد انتهاء الحرب، وإنهما يعتقدان أن دراسة أصولها وتطوراتها وتأثيراتها على كلا الجانبين، كما عُرض في هذه الدراسة، ضرورية لاتخاذ قرارات بشأن سياسة "إسرائيل" الأمنية المستقبلية، فضلًا عن تعزيز قوة الجيش "الإسرائيلي" ومفهوم العمليات.
وقد قام "مركز صدارة للمعلومات والاستشارات" بترجمة مقدمة الدراسة (بتصرف) إضافة إلى الاستنتاجات والتوصيات التي خلص إليها الباحثان، وفيما يلي نص الترجمة:
مقدمة:
شهد أوائل عام 2023 مرور عشر سنوات على الضربة الأولى المنسوبة لـ"إسرائيل" في الأراضي السورية، في إطار ما أصبح يُعرف باسم "الحملة بين الحروب" (CBW)؛ فما بدأ بضربات فردية صغيرة لمنع نقل أسلحة متطورة إلى "حزب الله" تطوّر على مر السنين إلى حملة مستمرة ومكثفة، في سوريا وأماكن أخرى أصبحت محورًا مركزيًا لنشاط واهتمام الجيش "الإسرائيلي". ثم تطور الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير وهو منع "حزب الله" من امتلاك أسلحة متقدمة ولاحقًا إعاقة ترسيخ وكلاء إيران في سوريا.
بالمقابل، طوّر الحزب مؤخرًا نوعًا من "الحملة المضادة بين الحروب"، فيما طرأت تغيرات كبيرة على الوضع الإقليمي عقب نشر القوات الروسية في سوريا، واستقرار نظام "الأسد" في دمشق، والانسحاب الأمريكي المستمر من المنطقة، وتزايد مكانة إيران وظهور "محور المقاومة" ضد "إسرائيل"، مع توثيق العلاقات بين إيران و"حزب الله" وبين "المنظمات الإرهابية" في غزة والضفة الغربية. من ناحية أخرى، فإن "فترة الانفراج" الإقليمية، التي تنعكس في العلاقات الدافئة بين الخصوم (إيران والسعودية، وإيران ومصر) وفي عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، تتطلب أيضًا إجراء دراسة جدية لسياسة استخدام القوة التي تنتهجها "إسرائيل".
على المستوى الداخلي، تنقسم الآراء داخل المؤسسة الأمنية فيما يتعلق بتأثير "الحملة بين الحروب" على استعداد الجيش "الإسرائيلي" للحرب، خصوصًا فيما يتعلق بسيناريو الصراع متعدد الساحات، والذي يقع في قلب خطة بناء القوة متعددة السنوات التي قدمها رئيس الأركان، هرتسي هاليفي. في التفاصيل، يرى البعض أن "الحملة" هي حملة منهجية لتقليل قدرات العدو، ما سيحسّن موقف "إسرائيل" في أي حرب مستقبلية. بالمقابل، يرى آخرون أن الخطوط الحمراء لـ"الحملة" التي تحتفظ بها "إسرائيل" تؤدي إلى تآكل قدرتها على الردع في مواجهة العدو (خصوصًا "حزب الله")، ويعتقدون أن أساليب عمل "الحملة" لا تتوافق بالضرورة مع إعداد الجيش لسيناريو حرب واسعة النطاق.
حان الوقت لإجراء دراسة شاملة
لكن بعد مرور عشر سنوات على بداية "الحملة بين الحروب"، حان الوقت لإجراء دراسة شاملة لتطورها وحالتها الراهنة وإنجازاتها الجوهرية، وقبل كل شيء تأثيرها على وضع "إسرائيل" الإقليمي واستعداد جيشها للحرب. ويتضمن البحث المقدم هنا دراسة نشأة "الحملة بين الحروب" من جذورها في المفهوم العملياتي للجيش "الإسرائيلي" وتطور الإجراءات منذ عام 2013، والطريقة التي ينظر بها "حزب الله" وسوريا وإيران إليها. إضافةً لذلك، يدرس البحث التطورات منذ أوائل عام 2023، بما في ذلك التغييرات المهمة في نهج المقاومة تجاه الأحداث الأخيرة وبيئة العمليات.
ويعرض الجزء الأخير من الدراسة الدروس والتوصيات التي تشكل تغييرًا كبيرًا في السياسة الحالية، والتي يتمثل جوهرها في تركيز النشاط الحركي على الجوانب الحاسمة من الحشد العسكري للعدو، في حين يتم التخلي عن أهداف أوسع وتطوير طرق غير حركية وسياسية وغيرها لتحقيق أهداف "إسرائيل" في سوريا ولبنان، والتي تعتبر غير محددة بشكل كافٍ.
وقد استنفدت "الحملة بين الحروب"، بكل نجاحها العملياتي والمستوى العالي الواضح من القدرات الاستخباراتية والجوية، معظم فائدتها في تكوينها الحالي؛ ومن ثمّ فمن الضروري صياغة سياسة واقعية وأساليب أخرى للعمل لتحسين مكانة "إسرائيل"، وإعدادها بشكل أفضل لاحتمال نشوب صراع، وهو ما قد يساعد في منع نشوبه.
استعداد "إسرائيل" للحرب
إن "الحملة بين الحروب" هو التعبير الأكثر وضوحًا عن قدرات "إسرائيل" المتقدمة (قدرات الجيش وأجهزة الاستخبارات)، في الحصول على معلومات استخباراتية دقيقة وتحويلها إلى عمل جراحي. فخلال العقد الماضي تمت مهاجمة أهداف تنوعت بين قوافل الأسلحة ووسائل الشحن في مطار دمشق الدولي، وكل ذلك مع الحد بشكل كبير من الأضرار التي لحقت بالهدف نفسه والامتناع جزئيًا (إذا تقرر ذلك) عن إيقاع إصابات بشرية، لمراعاة الخطوط الحمراء التي يتم تحديدها من قبل أطراف معينة.
وقد ساعدت هذه الهجمات في تحقيق الهدف الرئيسي المحدد؛ إضعاف قدرات العدو وإحباط نواياه دون التدهور إلى حرب واسعة النطاق. ومن الواضح أيضًا أن الوحدات المشاركة في الحملة العملياتية (وحدات الاستخبارات، والقوات الجوية، ومشغلي الذخائر الدقيقة، وحتى تلك المنخرطة في تجنب الصراع مع جهات فاعلة مثل روسيا)، قد تطورت بشكل كبير إلى مستوى القدرة على تنفيذ عدد كبير من الضربات، وخلق ثقة لدى صناع القرار في قدرة الجيش "الإسرائيلي" على إنجاز المهمة.
لكن في الوقت نفسه، اتسعت الفجوة بين "جيش الدفاع الإسرائيلي للحملة بين الحروب" و"جيش الدفاع الإسرائيلي للحرب"؛ ولا يشير هذا إلى الاستثمار الهائل في الموارد المالية والبشرية فحسب، بل إلى الاهتمام الذي يتجه بشكل طبيعي إلى "حملة اليوم" كذلك. علاوة على ذلك، من الواضح أن "إسرائيل" أصبحت معتادة على معايير السيطرة الاستخبارية الكاملة، والقدرة على العمل الجراحي، والاعتماد على الأسلحة الاحتياطية، والتأكيد على عدم وقوع إصابات في صفوف قوات جيشها. ولن تكون هذه الأمور موجودة في سيناريو حرب واسعة النطاق، وقد أصبحت مسألة مدى قدرة الجيش "الإسرائيلي" وقادته على إجراء التعديلات اللازمة وكيف سينجحون، ذات أهمية كبيرة.
إن "الحملة بين الحروب" المعاصرة لا تشمل معظم القوات "الإسرائيلية"، وهي تقدم نوعًا من "الترف" التكنولوجي والاستخباراتي والعملياتي، الذي يوسع الفجوة بين من يشاركون فيها ومن لا يشاركون، خصوصًا القوات البرية.
في هذا السياق، من المهم أن نتذكر تصريحات كل من الرئيس السابق لمديرية العمليات "اللواء نيتسان ألون" و"دانا بريسلر سويري" بأن "ميزة الحملة بين الحروب أنها تشحذ قدرات عملياتية معينة، وفي ظل ظروف معينة فإنها تخلق الخبرة والاحتكاك. لكن معظم وحدات الجيش "الإسرائيلي" في المعركة لا تشارك في الحملة بين الحروب؛ ففي البداية تشارك مجموعات معينة من القوات الجوية، وفرع المخابرات العسكرية، وهيئة الأركان العامة، إلى جانب مجالات محددة للغاية من البحرية والقوات البرية. ومن الممكن أن يُتوهم بأن الجيش يعمل وينجح ويتحسن ويتعلم، لكن هذا ينطبق فقط على أجزاء محددة جدًا منه. من جهة أخرى، من بين المشاركين في "الحملة بين الحروب" لا يوجد تشابه بين مشاركة القوات الجوية والمخابرات العسكرية في عملية هجومية معينة وبين ظروف الحرب، التي يطول فيها الإعداد ويتركز كل الاهتمام والقدرات وتأتي النتيجة ممتازة.
وهناك عدة أمثلة توضح هذا القلق؛ ففي فترة الانتفاضة الثانية (2000 - 2005) كان قادة الجيش يميلون إلى تجاهل الانتقادات حول نقص التدريب، الذي تلقاه الجنود والقادة المقاتلون للعمل ضمن تشكيلات كبيرة، أو حتى متى كان آخر تدريب تلقاه جنود سلاح المدرعات داخل دباباتهم كجزء من تمرين فصيلة أو سرية. وردًا على ذلك، زعم القادة أن الصراع في الضفة الغربية وضع العديد من الجنود تحت النار، ما أنتج استعدادًا للحرب يفوق ما يمكن تحقيقه في التدريبات، لكن عندما احتاج الجيش للدخول في "وضع الحرب"، حتى في حملة محدودة نسبيًا مثل حرب لبنان الثانية، كانت سلبيات الأداء واضحة سواءً على المستوى الفردي أو الجماعي وفي التشكيلات الكبيرة.
في سياق مختلف لكن ذي صلة، فإن عدم مواجهة القوات الجوية قوات جوية معادية لعقود من الزمن واعتيادها على العمل دون أي خلل أو خسائر قد ساعد في خلق وضع معين؛ فإسقاط طائرة مأهولة سيكون له تأثير على اتخاذ القرار وسيوفر للعدو "صورة انتصار". وفي حرب لبنان الثانية عمل سلاح الجو في ظل قيود خطيرة قوّضت بشكل كبير فعالية دعمه للقوات البرية؛ فعندما تم إسقاط طائرة هليكوبتر أثناء نقل القوات جوًا خلال المرحلة الأخيرة من الحرب توقفت العملية بأكملها. حتى في سياق الحرب الروسية الأوكرانية، فإن احتمال إسقاط طائرة تابعة للقوات الجوية من قبل الروس تم اعتباره (حتى من قبل كبار المسؤولين) خطرًا سيؤثر على سياسة "إسرائيل"، والذي يأتي ضمن حدث عالمي له آثار سياسية بعيدة المدى.
وقد شجعت "الحملة بين الحروب" على التفكير بأن التفوق التكنولوجي يمكن أن يحل كل شيء، وبالتالي ينبغي تطبيقه حتى في الظروف التي ليس من المؤكد أنه سيعمل بشكل مثالي فيها، أولًا وقبل كل شيء في المناورات الأرضية. وفي السنوات الأخيرة يبدو أن الجيش يعتمد على "الحلول المعجزة" التكنولوجية لقضايا مثل المناورة البرية، التي يكون أداؤها مشكوكًا فيه في ظل الظروف الفوضوية في الحرب.
أما في المجال المادي، فقد تطور "سباق استنزاف الذخائر" كجزء من "الحملة بين الحروب"؛ حيث يستخدم سلاح الجو كميات متزايدة من الذخائر باهظة الثمن، فيما يزداد الأمر سوءًا كلما بذل العدو جهودًا أكبر لاعتراضها. وقد ذكر كبار المسؤولين هذا الأمر كعامل مهم فيما يسمى "فقدان الشهية" لدى الجيش، والذي يقوّض تخزين الأسلحة اللازمة في حالة الحرب. ودون الدخول في أرقام دقيقة، تكفي مضاعفة عدد الغارات التي أشار إليها اللواء احتياط "أمير إيشيل" (عدد من ثلاثة أرقام) في كمية الذخائر اللازمة لضمان إصابة الأهداف، لكي ندرك أن هذه أرقام كبيرة عند محاولة تقييم ما سيحتاجه الجيش في سيناريو متعدد الساحات.
أخيرًا وربما الأهم من ذلك كله، فإن التوجيه الشامل (غير معلن لكنه واضح عمليًا) لـ"الحملة بين الحروب" (أي "شيء ما عدا الحرب")، يمكن أن يقوّض القاعدة التي صاغها "ألون" و"بريسلر سويري"، والتي خلصت إلى أنه "من يريد حملة بين الحروب يجب أن يستعد للحرب"، ويضيفان: "من الضروري خلق ردع يفهم فيه الطرف الآخر أنه إذا حدث تصعيد واسع النطاق إلى حد الحرب، فإن "إسرائيل" ستنتصر؛ ففكرة الحملة بين الحروب هي التوقف قبل التدهور لكن من موضع قوة. ولتحقيق هذه الغاية، يحتاج الجانبان إلى الاقتناع بأنه في حالة التصعيد فإن "إسرائيل" ستكون لها الغلبة في نهاية المطاف (سواءً في الحرب أو في التصعيد المحسوب). والشرط الرئيسي لشن "حملة بين الحروب" يجب أن يكون الاستعداد للتصعيد ولحرب واسعة النطاق.
الاستنتاجات والتوصيات:
إن النجاح العملياتي الذي حققته "الحملات بين الحروب"، والرضا عن المستوى الاستخباري غير المسبوق وراءها، والتنفيذ الدقيق في الغالبية العظمى للعمليات، والمنع شبه الكامل لوقوع إصابات على الجانب الإسرائيلي، كل ذلك خلق بعض الاتجاهات في إسرائيل التي أصبحت مألوفة في الروتين الأمني للعمليات أوقات الحروب الكبرى. من هذه الاتجاهات ما يلي:
· تضخيم الإنجازات التكتيكية وزيادة الرغبة في تحقيق المزيد منها بنفس الطريقة، على الرغم من المتغيرات التي تشهدها الساحة والمنطقة والنظام الدولي، والتي تتطلب إعادة تفكير.
· استخلاص استنتاجات مبالغة بشأن تأثير هذه العمليات على الجهوزية العامة للدخول في حملات كبرى وتأثيرها على ردع العدو، مع وجود فهم قاصر وواسع لمفهوم الردع بشكل عام.
· إسناد أهمية استراتيجية - بل وحتى ابتكارات تصورية - إلى ما هو في جوهره مجموعة من العمليات التكتيكية، وإسناد أهمية استراتيجية مغلوطة إلى (الحملة بين الحروب) التي تعمل ضد إمكانات لا تؤثر أساساً على المصالح والأصول الأساسية لدى العدو. علاوة على ذلك، هناك افتخار بتحقيق "إسرائيل" تفوق مستمر في هذه الجبهة، على الرغم من كون العدو فيها ضعيف أساساً، مع تجاهل إنجازات في مجالات أخرى أكثر أهمية.
· تجاهل الأخذ بنظرة العدو للأحداث، وإرجاع تصريحاته إلى كونها مجرد دعاية أو أنها نابعة من إحباطه من نجاحات "إسرائيل".
· إخضاع الاعتبارات الاستراتيجية والمصالح السياسية الكبرى لـ"الحملات بين الحروب" – على الرغم من إنجازاتها المحدودة وتكلفتها التشغيلية عالية.
· تجاهل تأثير التركيز على "الحملات بين الحروب" على الجهوزية للحرب، سواء من حيث تأثيرها على جاهزية القوات، أو من حيث تأثيرها على نظرة العدو بأن "إسرائيل" لا تفضل الصراع.
بناء على ما سبق، يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة في أقرب فرصة للقيام بالتالي:
o إجراء دراسة معمقة للأهداف والإنجازات والتوجهات العملياتية المستقبلية "للحملة بين الحروب". كما تجب دراسة التغييرات في المنطقة والعالم – مثل التقارب بين دول الخليج وإيران، وتعزيز مكانة بشار الأسد الإقليمية، والتقارب بين إيران وروسيا، وازدياد جرأة محور المقاومة الذي تقوده إيران. بالإضافة إلى ذلك، يجب تحديد نقطة نهاية "للحملة بين الحروب" حتى يكون من الممكن تقييم إنجازاتها.
o إيصال رسالة - من خلال التحشيدات العسكرية، والتصريحات الرسمية، والإجراءات الميدانية - بأن "إسرائيل" ليست خائفة من حرب واسعة النطاق وليست ملزمة بالخطوط الحمراء التي يرسمها العدو.
o إعداد الجيش "الإسرائيلي" لسيناريو حرب متعددة الجبهات، مع تقييم قدراته بدقة والاهتمام بالجوانب المهملة، على وجه الخصوص (المناورات البرية، الخدمات اللوجستية، تنفيذ عمليات باستخدام قوات كبيرة، وحرب التموضع). في هذا الإطار، من الضروري أن تكون هناك دراسة طموحة وجدية لتوجهات تراكم القوى في جيش الدفاع "الإسرائيلي"، والتي من غير المرجح أن يخلق بعضها الحد الكافي للتعامل مع احتمالية حرب متعددة الجبهات.
o دراسة المشهد السوري بعناية، بما في ذلك نشوء ظاهرة "السوريات الأربع" ذات الطوابع المختلفة والناشئة بعد الحرب الأهلية. يجب تكوين أنماط مختلفة من العمل في أي من هذه الكيانات، بطريقة تتخطى مجرد الأعمال الحركية-العسكرية.
o تركيز الأعمال في "الحملات بين الحروب" على أهداف ذات قيمة عالية فيما يتعلق بتحشيدات العدو، مع التركيز على حزب الله، دون المبالغة في الاهتمام ببعض المفاهيم الرمزية مثل "التخندق الإيراني في سوريا"، والتي عادة ما تكون أهميتها الميدانية هامشية.
o إعادة النظر في الفائدة من استهداف "النظام" مقابل التكلفة المحتملة على "إسرائيل"، خصوصاً في ظل تغيّر مكانة الأسد والشرعية الإقليمية التي يتلقاها.
o تصميم واستخدام أنماط نفوذ غير هجومية، وسرية، وسياسية في المنطقة، مثل تلك التي تستخدمها إيران بنجاح في سوريا. في هذا الإطار، تجب التفرقة بوضوح بين حزب الله وحكومة وشعب لبنان، بغرض زيادة الضغط لكبح جماح المنظمة.
o تشكيل تحالفات إقليمية وعالمية، ليس فقط من أجل تحقيق الهدف المحدود المتمثل في خلق حلف دفاعي ضد إيران (أثبتت التغييرات الأخيرة في العلاقات لدى بعض دول المنطقة وإيران فشل هذا النهج)، بل على نطاق أوسع من شأنه أن يجدد اهتمام الولايات المتحدة بالمنطقة ويشكل ثقلاً موازناً لقوة إيران المتنامية.
o دراسة طرق التعلم وتشكيل المفاهيم في جيش الدفاع "الإسرائيلي"، وفحص مدى تأثرها بالنجاحات في استخدام القوة والرغبة في الحفاظ على الإنجازات العملياتية، بدلاً من النظرة المعتدلة والمهنية المستقبلية.