المصدر: معهد أبحاث الأمن القومي "INSS"
ترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات
الرابط: لقراءة وتحميل الترجمة / اضغط هنا
رصد "معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي" جملة من العوامل التي يتوقع أنها ستحد من الدعم الشعبي "الإسرائيلي" للعمليات العسكرية، مشيرًا إلى أنها قد تثير اعتراضات عامة على الحرب التي طال أمدها، ما قد يسفر عن دعوات لإنهاء القتال على الجبهتين، ومن تلك العوامل:
· إذا صاحب المجهود الحربي خسائر فادحة، فقد يتراجع الدعم الشعبي.
· مع مرور الوقت إذا لم يتم حل قضية الرهائن المؤلمة بشكل كامل، فقد يؤدي ذلك إلى الإضرار بشدة بالمرونة المجتمعية وربما الدعم الشعبي الواسع للحرب.
· تشكل العائلات التي تم إجلاؤها من غلاف غزة والشمال مجموعة كبيرة ومتنوعة، وليس لدى البعض منازل يعودون إليها، بينما لا يُسمح لآخرين بالعودة إلى منازلهم حاليًا لأسباب أمنية. وبمرور الوقت قد ينفد صبر البعض ويعبرون عن ضيقهم وإحباطهم علنًا، ويوجهون الاتهامات بالتخلي عنهم، وبالتالي تثبيط المزاج الوطني.
· التحدي المدني على الجبهة الشمالية؛ دروس السابع من أكتوبر في غلاف غزة وإجلاء عشرات الآلاف من المواطنين من عشرات التجمعات في الشمال، تشكل تحديًا صعبًا لأي جهود لإعادة الحياة الطبيعية دون تغيير أمني جذري للوضع جنوب لبنان، والذي قد يتطلب حربًا مكثفة وربما شاملة ضد "حزب الله". ونظرًا لقدرات الحزب فإن مثل هذه الحرب قد تؤثر بشدة على الجبهة الداخلية، وستسبب أضرارًا جسيمة للبنية الأساسية الوطنية الحيوية.
· الوضع الاقتصادي: الحرب الطويلة، خصوصًا على جبهتين، ستكلف الاقتصاد والأسر تكاليف باهظة للغاية؛ فتكاليف القتال بحد ذاته باهظة، ومئات الآلاف من جنود الاحتياط والذين تم إجلاؤهم لا يعملون، والعودة إلى الحياة الروتينية في المؤسسات التعليمية وأماكن العمل بطيئة، والتأخير في سلسلة التوريد يمكن أن يمثل تحديًا شديدًا للاقتصاد، وقد تؤدي هذه المشاكل أيضًا إلى تآكل الدعم الشعبي للمجهود الحربي.
· السياسة "الإسرائيلية": قد يتضح أن الشعار السائد "معًا سوف ننتصر" ليس إلا شعارًا فارغًا، وبالتالي ربما يعود الاستقطاب العميق، الذي كان سائدًا قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بين الجمهور "الإسرائيلي"، إلى الظهور مجددًا وربما بقوة أكبر، وكذلك الخلافات العامة حول الصراع "الإسرائيلي" الفلسطيني ودور السلطة الفلسطينية في إعادة إعمار غزة بعد الحرب. وفي ظل غياب الإنجازات العسكرية السريعة والملموسة، فإن القلق المستمر والارتباك وعدم اليقين والصعوبات اليومية والإحباطات العالقة قد تتراكم وتعمق الانقسامات المجتمعية القائمة.
إن الوقت لا يعمل بالضرورة لصالح المجهود العسكري "الإسرائيلي"؛ إن الحرب الطويلة، خاصة تلك التي تمتد إلى جبهات أخرى، من شأنها أن تشكل تحديًا خطيرًا لقدرة "إسرائيل" على الصمود المجتمعي وقد تخلق ساعة رملية داخلية، يمكن أن تقوض التعبئة الحالية والتضامن والدعم للجيش "الإسرائيلي". إن الاضطرابات المدنية التي تكتسب زخمًا سيكون لها تأثير سلبي ليس فقط على التماسك المجتمعي، لكن ربما أيضًا على الشعور بالتصميم الذي يتجلى في الوقت الحاضر في الجيش "الإسرائيلي".