أهم التوقعات حول بؤر الصراع بالمنطقة بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

الساعة : 15:41
29 يناير 2025

المصدر: دراجونفلاي إنتيليجنس

ترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات

مقدمة:

اتفقت كل من "حماس" و"إسرائيل" في الـ15 من كانون الثاني/ يناير الجاري، عبر الوسطاء، على وقف إطلاق النار في غزة، وبدأ تطبيق الاتفاق فعليًا صباح الأحد، الـ19 من الشهر ذاته، بينما استمرت "إسرائيل" في شن غارات جوية على غزة حتى دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وسيساعد هذا الاتفاق على الأرجح في تخفيف مخاطر الصراع الإقليمي، على الأقل في بداية تنفيذه؛ فطالما ربطت إيران والجماعات الموالية لها عملياتها ضد "إسرائيل" بوقف إطلاق النار في غزة.

توقعات رئيسية بخصوص الصراع في المنطقة:

وفي ضوء هذا الاتفاق، يمكن تحديد التوقعات الرئيسية التالية للصراع في المنطقة خلال الأسابيع المقبلة:

·      من المرجح أن يعمل هذا الاتفاق على تهدئة الأعمال العسكرية الكبرى في غزة، على الأقل خلال الأسابيع الستة الأولى، لكن من المرجح أن تحدث مناوشات طفيفة ومتقطعة بين الجنود "الإسرائيليين" ومقاتلي "حماس"، خصوصًا في المناطق التي ستبقى فيها قوات "إسرائيلية" في القطاع.

·      ما زال من غير المرجح التوصل لوقف دائم للقتال بين "إسرائيل" و"حماس"؛ فلا يوجد حتى الآن ما يشير إلى التوصل لاتفاق بين الطرفين بشأن حكم غزة، أو مستقبل العمليات العسكرية "الإسرائيلية" في المنطقة.

·      من المتوقع أن تقلل الجماعات المسلحة الموالية لإيران من هجماتها ضد "إسرائيل" خلال الهدنة في غزة؛ فقد ربط الحوثيون هجماتهم ضد "إسرائيل" (كانت تحدث يوميًا تقريبًا منذ كانون الأول/ ديسمبر) بوقف إطلاق النار في غزة، رغم أنهم قالوا مؤخرًا إن هذه الهجمات ستستمر حتى ينسحب الجيش "الإسرائيلي" من غزة، لكن الجماعة ستخفف على الأرجح من هذه العمليات أثناء استمرار وقف إطلاق النار.

·      في الأغلب ستواصل "إسرائيل" غاراتها على الضفة الغربية في الأشهر القادمة، بغض النظر عن وقف إطلاق النار في غزة. ويبدو أن قوات الأمن الفلسطينية و"الإسرائيلية" عازمة على التصدي لعناصر المقاومة الفلسطينية في الضفة؛ حيث ينشط المسلحون بشكل أكبر في جنين ونابلس، وقد كثفت قوات الأمن الفلسطينية عملياتها بشكل منفصل في الأسابيع الأخيرة.

·      لا يُتوقع أن تشن إيران ضربات عسكرية ضد "إسرائيل" في الأسابيع المقبلة؛ فقد هدأت حدة الصراعات في غزة ولبنان وتدهورت قوة وكلاء إيران في المنطقة بشكل كبير.

·      أما في لبنان، فيُرجح أن يتم تمديد وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين "إسرائيل" و"حزب الله"، في الـ26 من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إلى ما بعد تاريخ انتهائه (في الـ26 من كانون الثاني/ يناير الجاري)، لكن الاتفاق ما زال عرضة للانهيار خصوصًا في ظل استمرار "إسرائيل" في شن ضربات عسكرية منذ إعلانه.

هل سيصمد اتفاق وقف إطلاق النار؟

من المرجح أن يصمد وقف إطلاق النار في غزة خلال الأسابيع الستة الأولى، لكن ما زالت هناك عقبات أمام تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة؛ حيث يعارض أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة "الإسرائيلية" إنهاء الحرب بشكل دائم دون هزيمة "حماس" بصورة مطلقة، كما يبدو أن "إسرائيل" عازمة أيضًا على الحفاظ على وجودها العسكري في غزة. إضافةً لذلك، يبدو أنه لا يوجد اتفاق بشأن الحكم المستقبلي لغزة؛ فقد قالت "إسرائيل" في مناسبات عديدة إنها لن تقبل أي وجود لـ"حماس" في حكم غزة، رغم أنها لم تقترح أي بديل علنًا.

بالتالي، فإذا انهار اتفاق وقف إطلاق النار، من المؤكد أن تُستأنف الضربات الجوية اليومية "الإسرائيلية" في جميع أنحاء غزة. بالمقابل، هناك احتمال كبير أن تستأنف الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في المنطقة عملياتها العسكرية، بما في ذلك هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار التي يطلقها الحوثيون ضد "إسرائيل" وضد سفن الشحن في البحر الأحمر. ومن المرجح أيضًا أن تصعّد إيران من خطابها ضد "إسرائيل"، لكن لا يُتوقع أن يُستأنف القتال بين "إسرائيل" و"حزب الله" في لبنان نتيجة لذلك، بسبب حالة الضعف التي وصل إليها الحزب منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ فقد وافق الحزب على وقف إطلاق النار