هجوم رالي داكار يعيد شبح "الهجمات الإرهابية" في ال

هجوم رالي داكار يعيد شبح "الهجمات الإرهابية" في السعودية

الساعة : 16:00
15 فبراير 2022
هجوم رالي داكار يعيد شبح

الحدث:

توصل فريق التحقيق الفرنسي في انفجار غامض استهدف سيارة السائق الفرنسي، فيليب بوترون، في رالي داكار الصحراوي 2022 بالسعودية، إلى أدلة تؤكد أن الانفجار ناتج عن "هجوم بعبوة نافسة" وليس مجرد حادثة سيارة كما تصرّ السلطات السعودية؛ حيث عثروا على أثار متفجرات في السيارة المدمَّرة، بحسب مصادر بالتحقيق تحدثت لوسائل إعلام فرنسية ووكالات دولية قبل يومين.

في التفاصيل، وقع الانفجار في الـ30 من كانون الأول/ ديسمبر أسفل سيارة دعم تتبع فريق السيارات الفرنسي "سوديكارز"، بعد قليل من مغادرة الفندق في مدينة جدة متوجهًا إلى السباق. وفتحت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب تحقيقًا أوليًا، بتهمة "محاولة اغتيال متعلقة بمنطمة إرهابية"، وأرسلت فريقًا إلى السعودية لإجراء تحقيق وأخذ عينات من حطام السيارة المستهدفة، كما استمعوا إلى السائق "بوترون" الذي تعرض لإصابة بالغة خاصةً في ساقه. من جهته، دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، السعودية إلى "التزام أكبر قدر ممكن من الشفافية"، مشيرًا إلى التفكير في إلغاء السباق.

الرأي:

تُمثّل هذه العملية الهجوم "الإرهابي" الأول منذ أشهر طويلة في السعودية، ورغم أن المؤشرات حتى الآن ترجح أن العبوة الناسفة المستخدمة بدائية ولا تعكس قدرات نوعية تقف وراء العملية، إلا أن تمكن المنفذ من الوصول إلى سيارة الفريق ووضع العبوة يكشف عن خلل أمني واضح، خاصةً وأن الفرق المشاركة في السباق من المفترض أنها تحظى بتأمين خاص خلال تحركاتها وفي أماكن إقامتها. وهذا ما يؤثر بصورة فادحة على الصورة التي تسعى السعودية لتأكيدها، كبيئة مستقرة وآمنة للفعاليات الدولية ونشاط الأعمال.

من اللافت أيضًا عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم رغم مرور أكثر من شهرين، وهو ما يثير تساؤلات حول من يقف وراءه، خصوصًا وأن "تنظيم الدولة" يتبنى دائمًا المسؤولية عن الهجمات التي ينفذها. ومن ثمّ فإن الاحتمالات قد تشير لحادث فردي لا روابط خارجية له، أو ما يعرف بـ "الذئب المنفرد"، أو ربما جهة خارجية لا تنوي الكشف عن هويتها، خاصةً وأن الضحية فرنسي الجنسية، مكتفيةً بتوجيه رسالة أمنية ضمنية لأهداف سياسية، وهنا لن يكون من المستبعد أن تصل الخيوط إلى طهران أو أطراف موالية لها.