الحدث:
حذرت كبيرة الاقتصاديين في البنك الدولي، كارمن راينهارت، من أن ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا قد يفاقم مخاوف الأمن الغذائي القائمة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وقد يؤدي إلى تنامي الاضطرابات الاجتماعية. هذا، فيما بدأت أسواق الأردن تتأثر بتداعيات الحرب؛ حيث نتج عن المخاوف حول انتظام إمدادات السلع الاستراتيجية والأساسية كالقمح والذرة والزيت، ارتفاع أسعار السلع، تزامنًا مع الارتفاع العالمي في أسعار النفط.
الرأي:
جاءت الحرب الروسية الأوكرانية في توقيت حرج بالنسبة لصانع القرار في الأردن؛ فالضغط الاقتصادي والحالة المعيشية المتراجعة بقوةـ، خاصةً منذ تداعيات فيروس "كورونا"، باتا يشكلان قنبلة شعبية موقوتة. وأصبحت هذه التداعيات الأمنية المحتملة لهذه التطورات الاقتصادية حاضرة على جدول أعمال صانع القرار والأجهزة الأمنية؛ حيث لا تزال التظاهرات التي أطاحت بحكومة "هاني الملقي" في حزيران/ يونيو 2018، ماثلة في ذهن المواطن والدولة على حد سواء.
وتتزامن هذه المخاوف مع لجوء صانع القرار خلال الفترة الأخيرة إلى سياسة العصا الأمنية، وعودة تدخل دائرة المخابرات بقوة في المشهد السياسي، ما يؤذن برفع موانع عودتها لمعالجة العقد السياسية والاجتماعية برضى القصر الملكي، الذي بات أكثر اعتمادًا على الأجهزة الأمنية، التي أصبحت أكثر نفوذًا وجرأة بعد تبعيتها لمجلس الأمن القومي ذي الصلاحيات الواسعة.
ويزيد من فرص تفجر التظاهرات بالشارع أن هذه الضغوط الاقتصادية تأتي في ظل حديث الأردنيين عن التسريبات الغربية، حول أملاك وقصور وأرصدة الملك "عبد الله الثاني" المليونية في أوروبا والولايات المتحدة.