الحدث:
بعد سلسلة العمليات الفدائية الأخيرة داخل فلسطين المحتلة، وخروج اثنين من منفذيها من مدينة جنين شمال الضفة الغربية، أعلنت أوساط عسكرية في جيش الاحتلال صباح الأحد، العاشر من نيسان/ أبريل، عن تحضيرات لتنفيذ عملية عسكرية في قلب مدينة جنين ومخيمها، بهدف استئصال بؤر المقاومة فيها وملاحقة الخلايا المسلحة وإعادة السيطرة الأمنية، رغم أن الحديث يدور عن عملية مصغرة وليست واسعة، على غرار السور الواقي في 2002.
الرأي:
تشير التحضيرات "الإسرائيلية" إلى أننا إزاء تنفيذ هذه العملية بين لحظة وأخرى، في ضوء تزايد العمليات الفدائية من جهة، والضغوط السياسية والأمنية التي تمارس على قيادة جيش الاحتلال من جهة أخرى، واتهامها بالفشل في توفير الأمن لـ"لإسرائيليين"، خاصةً على صعيد الثغرات القائمة على طول الجدار الفاصل بين الضفة الغربية وفلسطين المحتلة48، مع أن مثل هذه العملية، حال حدوثها، لا تتوفر ضمانات بعدم انزلاقها لمناطق أخرى في البلدات المحيطة بجنين ومخيمها، وبالتالي انفجار مجمل الأوضاع المتوترة أصلًا في عموم الضفة. لذلك، فإن الإشارات تتحدث عن عملية مصغرة وليست موسعة، خاصةً وأن انضمام غزة للمواجهة سيكون محتملًا في حال توسعت، ما يفاقم من توتر الوضع الأمني برمته في كافة أرجاء فلسطين المحتلة، بما فيها أراضي48، في تكرار لا يرغب الاحتلال رؤيته لمعركة "سيف القدس".
في الوقت ذاته، يخشى الاحتلال أن يبقى محجمًا عن التوجه إلى جنين، ما يرسخ أسطورة أنها عصية على قواته، وذلك يعني زيادة الدافعية لدى باقي الشبان لتنفيذ المزيد من العمليات من جهة، والانضمام للأجنحة المسلحة في المخيم من جهة أخرى، وتحوله إلى قلعة استقطاب في كافة أرجاء الضفة من جهة ثالثة.
بناءً على ذلك، فإن هذه العوامل مجتمعة ترجح فرضية أن يذهب الاحتلال إلى تنفيذ عملية محدودة، تتمثل في اقتحام تدريجي للمخيم من أطرافه البعيدة، في مهمة تشمل تقطيع أوصاله، وتركيز القناصة على أسطح المنازل، ومداهمة البيوت المشتبه بوجود مسلحين فيها، حتى الوصول إلى قلب المخيم، لكنّ هذا لا يضمن للاحتلال أن يبقى الوضع مقتصرًا على جنين، في ظل حالة التأهب التي تخيم على مجمل الأراضي المحتلة.