الحدث:
استعرض الجيش الإيراني، في الـ18 من نيسان/ أبريل الجاري، العديد من أسلحته الصاروخية والبرية والجوية خلال عرض عسكري أقامه في طهران بمناسبة يوم الجيش، وعرض لأول مرة للجمهور الطائرة المسيرة "كمان 22"، وهي طائرة استراتيجية يصل مداها إلى ثلاثة آلاف كلم، وتحمل 300 كلجم من الأسلحة والذخائر.
الرأي:
في ظل تصاعد التهديدات "الإسرائيلية" باستهداف البرنامج النووي الإيراني، وتزايد عمليات التطبيع الخليجية "الإسرائيلية" التي تستهدف مواجهة النفوذ الإيراني بالمنطقة، تحرص طهران على تكثيف استعراض أسلحتها النوعية محلية الصنع، وذلك لردع خصومها وإرسال رسالة لهم بأن تكلفة المواجهة مع إيران ستكون كبيرة.
في هذا الإطار، جاء الإعلان عن الطائرة المسيرة "كمان 22"، وهي طائرة ضخمة يبلغ طول جناحيها 17 مترًا، وتحاكي الطائرة المسيرة الأمريكية "إم كيو 9"، ويبلغ وزنها 1.5 طن، وتحمل صاروخين موجهين بالليزر فضلًا عن أربعة قنابل موجهة، ومزودة بمنظومة تشويش، ويمكنها التحليق المستمر لمدة 24 ساعة على ارتفاعات تصل إلى ثمانية كيلومترات.
ويأتي الإعلان عن الطائرة تزامنًا مع افتتاح قائد القوات الجوية الإيرانية، العميد حميد واحدي، قسم الطائرات المسيرة في جامعة الشهيد ستاري للعلوم والتقنيات الجوية، ضمن جهود طهران لتطوير قدراتها العلمية في مجال تصنيع الطائرات المسيرة محليًا، وبعد شهر واحد من كشف الحرس الثوري عن امتلاكه قاعدة طائرات مسيرة هجومية تحت الأرض يبلغ مداها 2000 كلم، ويمكنها إطلاق 60 طائرة بدون طيار في وقت متزامن.
ورغم رخص تكلفة إنتاج الطائرات المسيرة وسهولة تصنيعها مقارنة بالطائرات المقاتلة، وسعي إيران لاستخدامها بشكل استراتيجي، إلا أنها تواجه تهديدا جوهريا يتمثل في منظومة الدفاع الصاروخي والجوي الإسرائيلي العاملة بالليزر، والتي بدأ جيش الاحتلال في إجراء تجارب عملية عليها مؤخرا، وهي منظومة قادرة على عرقلة وصول الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية لأهدافها. وستتطلب عمليات تطوير مقابلة للأسلحة الإيرانية النوعية كي تتيح لها التهرب من عمليات الرصد والاستهداف الدقيقة بحيث تظل قادرة على تشكيل معادلة ردع.