الحرس الثوري - كردستان العراق

الحرس الثوري الإيراني يوقف هجماته في كردستان العراق مع تراجع حدة الاحتجاجات

الساعة : 15:45
10 أكتوبر 2022
الحرس الثوري الإيراني يوقف هجماته في كردستان العراق مع تراجع حدة الاحتجاجات

الحدث:

أوقف الحرس الثوري الإيراني، بدايةً من الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري الهجمات والقصف الصاروخي والمدفعي، الذي بدأ شنه منذ الـ24 أيلول/ سبتمبر الماضي ضد مقرات ومواقع الجماعات الكردية الإيرانية المعارضة في إقليم كردستان العراق. وأكدت وكالة "تسنيم" الإيرانية نقلًا عن مصدر مطلع أن عدم تجدد الهجمات الإيرانية يأتي ضمن قرار بوقف حملة الحرس الثوري الأخيرة، ضد مقرات ومواقع الجماعات الكردية الإيرانية الأربعة المعارضة، مثل حزب "العصبة الثورية لكادحي كردستان" (كومله)، والحزب الديمقراطي، وحزب "باك"، وحزب "كردستان الحرة" و"حزب بجاك" وحزب "الحياة الحرة الايراني"، بحجة منح الفرصة لسلطات كردستان العراق لوقف أنشطة المعارضة الإيرانية ضمن أراضيها، وهو ما يتسق مع إعلان ممثل إقليم كردستان العراق في إيران، ناظم الدباغ، أنه تقرر إخلاء مقار الأحزاب الإيرانية الكردية من الإقليم تجنبًا لتكرار عمليات قصفها.

الرأي:

يتزامن القرار الإيراني مع تراجع حدة الاحتجاجات عقب وفاة الفتاة الكردية الإيرانية "مهسا أميني"، وضغوط الحكومة العراقية في بغداد لوقف الحملة العسكرية الأخيرة التي أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وهو ما جرت مناقشته خلال اتصال هاتفي في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر بين وزير الخارجية الإيراني، حسين عبد اللهيان، ونظيره العراقي، فؤاد حسين.

وتُعدّ الهجمات العسكرية للحرس الثوري على مواقع المعارضة الكردية الإيرانية، بمثابة تطبيق للعقيدة العسكرية الإيرانية الجديدة المعتمدة منذ عام 2018، والتي تنص على شن عمليات هجومية ضد مصادر التهديد خارج إيران. وقد حرص الحرس الثوري على استعراض قدراته العسكرية عبر شن هجمات متزامنة على نحو 42 موقعًا، باستخدام الصواريخ البالستية والقصف المدفعي والطيران المسير الانتحاري، وهو ما نجح وفقًا للفيديوهات المصورة في تحقيق خسائر مباشرة في الأماكن المستهدفة التي تعرضت لدمار واسع.

ورغم الحملة العسكرية الإيرانية التي تهدف بحسب طهران لتقويض مساهمة المعارضة الكردية في تأجيج الاحتجاجات داخل إيران، إلا أن الاحتجاجات تواصلت في المدن الكردية وصولًا لمقتل قائد وحدة النجدة في قوى الأمن بمدينة مريوان بمحافظة كردستان، المقدم داود عبد اللهي، ومقتل "غلام رضا بامدي"، أحد كوادر الحرس الثوري في محافظة كردستان غرب إيران، خلال الاحتجاجات التي وقعت في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري في مدينة سنندج مركز المحافظة، وهو ما يعني أن التوتر بين حكومة طهران والأحزاب الكردية الإيرانية لن يتوقف قريبًا، وإن توقفت العمليات العسكرية الإيرانية في كردستان العراق.