استهداف إسرائيلي لسوريا

تجدد هجمات إسرائيل على سوريا يكشف استعادة التفاهم مع روسيا

الساعة : 11:45
27 أكتوبر 2022
تجدد هجمات إسرائيل على سوريا يكشف استعادة التفاهم مع روسيا

الحدث:

شن طيران الاحتلال "الإسرائيلي" فجر السبت 22 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري غارات جوية على مدينة دمشق، بعد توقف لأكثر من شهر كامل، فيما قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن الغارات الجوية استهدفت بعض النقاط في محيط مدينة دمشق، وأسفرت عن خسائر مادية فقط. وتجدد القصف يوم الإثنين في الـ24 من الشهر الجاري أيضًا، لكن هذه المرة نهارًا للمرة الأولى؛ حيث استهدف، بحسب المرصد السوري، كتيبة للدفاع الجوي في منطقة خربة الشياب التابعة للكسوة بريف دمشق، إضافةً إلى المطار الشراعي في الديماس بريف دمشق والذي يتبع "حزب الله" اللبناني. وزعمت "سكاي نيوز عربية" نقلا عن مصادر في دمشق، أن الغارات في الديماس استهدفت اجتماعًا ضم ثلاثة قيادين تابعين لـ"الحرس الثوري الإيراني" و"حزب الله" اللبناني.

الرأي:

يشير تجدد الهجمات الجوية "الإسرائيلية" في سوريا إلى أن آلية التنسيق "الإسرائيلية" مع روسيا تعمل كما ينبغي، أو للدقة عادت للعمل كما ينبغي، بعد فترة التوتر السابقة الناتجة عن تطورات الحرب في أوكرانيا والدعم "الإسرائيلي" لكييف. فبينما تلقت موسكو طائرات بدون طيار إيرانية، زودت "إسرائيل" كييف بمعلومات استخباراتية حول مواقع القوات الروسية والطائرات الإيرانية، كما تصاعدت دعوات داخل حكومة الاحتلال لمدّ أوكرانيا بأسلحة هجومية ردًا على ظهور السلاح الإيراني في المعركة.

لكنّ الضغوط الروسية على تل أبيب واحتمال أن يؤدي تزويد "إسرائيل" لأوكرانيا بأسلحة هجومية إلى انهيار آلية التنسيق في سوريا، خصوصًا بعد أن فعّلت روسيا بالفعل منظومة "إس 400" ضد طائرات "إسرائيلية"، كل هذا دفع حكومة الاحتلال إلى إنهاء الجدل والإعلان رسميًا بصورة واضحة رفض تزويد أوكرانيا بأنظمة أسلحة هجومية. ولم يكن من قبيل المصادفة أن يأتي هذا الإعلان يوم الإثنين تزامنًا مع تجدد قصف دمشق؛ حيث أجرى وزير دفاع الاحتلال، بيني غانتس، اتصالًا بنظيره الأوكراني، مشدّدًا على أن "القيود العملياتية التي تواجهها دولة إسرائيل" جعلها غير قادرة على تقديم أنظمة أسلحة لأوكرانيا، بحسب بيان جيش الاحتلال.

في ظل هذه التطورات، من المرجّح في الفترة القادمة أن تستعيد هجمات الاحتلال على سوريا وتيرتها السابقة قبل موجة التوتر الأخيرة مع روسيا، وبينما ستظل أولوية "إسرائيل" الأمنية أن تتمتع بحرية للعمل في سماء سوريا، فإن أولوية روسيا الأمنية ستظل ضمان عدم تلقي أوكرانيا أنظمة أسلحة "إسرائيلية" هجومية.