توترات بين برلين وطهران لن تصل إلى مستوى القطيعة

طهران تقضي بإعدام ألماني من أصل إيراني لتأكيد سياسة الحسم في قضايا التجسس

الساعة : 14:00
27 فبراير 2023
طهران تقضي بإعدام ألماني من أصل إيراني لتأكيد سياسة الحسم في قضايا التجسس

الحدث:

أعلنت وزارة الخارجية الألمانية طرد اثنين من الدبلوماسيين الإيرانيين واستدعاء القائم بالأعمال الإيراني في برلين، ردًا على إصدار القضاء الإيراني حكمًا بالإعدام على المواطن الألماني من أصل إيراني، جمشيد شارمهد، بتهمة التجسس، فيما طالب ممثل المرشد في صحيفة "كيهان"، حسين شريعتمداري، بمنع أعضاء السفارة الألمانية من مغادرة طهران، واستدعاء ومحاكمة ضابط الارتباط الألماني بالسفارة، الذي ربط "شارمهد" مع الاستخبارات الألمانية.

الرأي:

يمثل القرار الألماني أحدث حلقة في سلسلة التوتر الإيراني الأوروبي المتصاعد، إثر انخراط إيران في دعم روسيا بالطائرات المسيرة في حرب أوكرانيا؛ فلم تكد عاصفة التوتر بين طهران ولندن تهدأ إثر إعدام مساعد وزير الدفاع الإيراني السابق وحامل الجنسية البريطانية، علي رضا أكبري، بتهمة التجسس لصالح لندن، حتى اندلعت الأزمة الجديدة مع برلين، والتي ردت بحدة غير معتادة منها تجاه إيران، في حين يرسل القرار الإيراني رسالة مقصودة للغرب مفادها الحسم في التعامل مع المتورطين في التجسس.

من جهتها، تتهم طهران "شارمهد" بقيادة تنظيم "تندر" المصنف ضمن الجماعات الإرهابية في إيران، والوقوف خلف تنفيذ خمس هجمات مسلحة أبرزها تفجير حسينية سيد الشهداء في مدينة شيراز عام 2008، الذي أسفر عن مقتل 14 شخصًا، والمساعدة في اغتيال العالم النووي الإيراني، مسعود علي محمدي. وقد تمكنت الأجهزة الأمنية الإيرانية من اختطاف "شارمهد" عام 2020، خلال سفره في رحلة ألمانيا إلى الهند أثناء توقفه في دبي لعدة أيام، وهو ما يشير إلى الأهمية التي توليها طهران للرجل، ما استدعى تنفيذ عملية أمنية معقدة للقبض عليه.

كما يضيف حكم الإعدام عامل توتر إضافي للعلاقات الإيرانية الألمانية، خصوصًا عقب كشف تحقيق أجراه القضاء الألماني في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عن وقوف خلية إيرانية خلف سلسلة من الهجمات في ألمانيا، تضمنت إطلاق النار على كنيس يهودي في إيسن وإلقاء قنابل حارقة على كنيس آخر في بوخوم، ومحاولة حرق كنيس ثالث في دورتموند. كما أعلنت استخبارات الحرس الثوري في الشهر ذاته اعتقال شبكة مكونة من 12 شخصًا داخل إيران، لارتباطهم بعناصر معارضة تقيم في المانيا وهولندا وتخطط لتنفيذ هجمات داخل البلاد.

على جانب آخر، فإن وجود جالية إيرانية كبيرة في ألمانيا يمثل تهديدًا متبادلًا للدولتين؛ حيث تتهم طهران السلطات الألمانية بغض الطرف عن أنشطة المعارضين الإيرانيين الموجودين على أراضيها، فيما تتهم برلين طهران بتجنيد أشخاص للتجسس وتنفيذ هجمات ضد معارضين إيرانيين وأهداف يهودية داخل ألمانيا، وهو ما يكرر دورات التوتر بين البلدين على خلفية الإجراءات التي يتخذها كل منهما ردًا على الآخر، مع مراعاة تجنب الوصول إلى مستوى القطيعة في ظل حرص ألمانيا بشكل عام على تبني سياسات غير عدائية تجاه إيران.