إجماع أمني "إسرائيلي" على وقف التصعيد خلال رمضان

تزايد المخاوف من تفجر الوضع الأمني في القدس خلال شهر رمضان

الساعة : 13:45
7 مارس 2023
تزايد المخاوف من تفجر الوضع الأمني في القدس خلال شهر رمضان

الحدث:

كشفت أوساط أمنية "إسرائيلية" أن محادثات أجراها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مع قادة الأجهزة الأمنية، من بينهم رئيس أركان الجيش، هيرتسي هاليفي، والمفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، ورئيس "الشباك"، رونين بار، وسكرتير "نتنياهو" العسكري، آفي غيل، أظهرت إجماعًا لدى تلك الأجهزة على ضرورة وقف سياسة وزير الأمني القومي، إيتمار بن غفير، شرقي القدس خلال شهر رمضان لا سيما هدم البيوت، وذلك لمنع تدهور الأوضاع الأمنية في المدينة. كما كشف تسريب سُمع فيه "بن غفير" وهو ينتقد بشدة النية لإغلاق المسجد الأقصى أمام اقتحامات المستوطنين لمدة عشرة أيام خلال رمضان، واصفًا الأمر بالجنون والاستسلام للإرهاب.

الرأي:

يسعى "نتنياهو" لكبح سياسة حليفه المتطرف "بن غفير"، من خلال تجنيد المنظومة الأمنية ورئاسة أركان الجيش "الإسرائيلي" وجهاز "الشاباك" ضده، نظرًا لخطورة الوضع الأمني الحالي في مدينة القدس؛ حيث شهدت المدينة احتجاجات واسعة وعصيانًا مدنيًا ضد الإجراءات الأمنية "الإسرائيلية"، التي يحاول "بن غفير" دفع الشرطة "الإسرائيلية" لمواصلتها خلال شهر رمضان. وتأتي مساعي "نتنياهو" في ظل الضغوط الإقليمية والأمريكية عليه للالتزام بتفاهمات عدم التصعيد، التي أقرتها قمة العقبة الأمنية برعاية أمريكية.

من ناحية أخرى، يعتبر شهر رمضان مناسبة حساسة للغاية؛ حيث يتوافد الفلسطينيون إلى المسجد الأقصى بالآلالف من أجل الصلاة خلال الشهر الكريم، وهو ما يؤدي لزيادة الاحتكاكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال "الإسرائيلي"، والتي تنشر مئات الحواجز الأمنية لإعاقة وصول الفلسطينيين للأقصى. لكن هذه المرة يتزامن الشهر الكريم مع وضع متفجر للغاية في الضفة الغربية، وزيادة في ظاهرة العمليات الفردية سواء في القدس أو مناطق شمال الضفة، علاوةً على تداعيات سياسات وزراء حكومة "نتنياهو" المتطرفة والتي تدفع نحو المزيد من العنف تجاه الفلسطينيين.

بدورها، تخشى أجهزة الأمن "الإسرائيلية" من أن تفجير الوضع على نحو واسع في مدينة القدس، ومن ثم انتقاله إلى كامل الأراضي الفلسطينية، سيعمل على استنزاف الشرطة وأجهزة الأمن، لا سيما مع استمرار المظاهرات داخل "إسرائيل" ضد التعديلات القضائية التي تسعى حكومة "نتنياهو" لإقرارها.

في سياق متصل، يأتي لقاء كبار المسؤوليين الأمنيين "الإسرائيليين" مع السفير القطري، محمد العمادي، في تل أبيب للمساهمة في تخفيض التصعيد ومنع تدهور الأمور خلال شهر رمضان، والضغط على الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة للإبقاء على الوضع الحالي، وعدم الدخول على خط المواجهة؛ حيث تحذر تقديرات الاستخباراتية "الإسرائيلية" من هجمات انتقامية تشبه معركة "سيف القدس"، في ظل زيادة عدد الإنذارات وموجة العمليات في الأشهر الأخيرة.