الحدث:
أجرت القوات البحرية الإيرانية والروسية والصينية مناورة مشتركة بعنوان "حزام الأمن البحري 2023"، في الفترة من 15 إلى 19 آذار/ مارس الجاري في بحر عمان، ضمن النسخة الثالثة من مناورات جرت سابقًا في عامي 2019 و2022.
الرأي:
تأتي هذه المناورة ضمن نهج "التوجه شرقًا" الذي تتبناه إيران منذ انسحاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي عام 2018؛ حيث تراهن طهران على تعزيز علاقاتها السياسة والاقتصادية والأمنية والعسكرية مع الدول الشرقية، خصوصًا روسيا والصين، وهو ما تجلى في انضمامها لمنظمة شنغهاي للتعاون العام الماضي، وتقديمها طائرات مسيرة إلى روسيا في حرب أوكرانيا، وقرب تلقيها صفقة طائرات "سوخوي 35" من موسكو.
وقد اتسمت المشاركة الروسية والصينية في المناورة بالرمزية؛ حيث شاركت فيها الفرقاطة الروسية "أدميرال جورشكوف" والمدمرة الصينية "نانجينغ"، بينما شاركت من الجانب الإيراني الوحدات البحرية والطيران التابع للجيش وقوات البحرية التابعة للحرس الثوري، وذلك ضمن مسرح عمليات امتد على مساحة 17 ألف كيلومتر مربع، بهدف تعزيز أمن التجارة البحرية الدولية، ومكافحة القرصنة والإرهاب البحري، وتبادل المعلومات والخبرات العملياتية والتكتيكية في مجال الإنقاذ البحري.
من جهة أخرى، تتزامن المناورة مع ضم إيران 95 زورقًا حاملًا للصواريخ إلى القوات البحرية، وبدء عمل سفينة "الشهيد مهدوي" البالغ طولها 230 مترًا، والتي تحمل مروحيات وطائرات مسيرة وأنظمة دفاع جوي، لتعزيز قدرتها على تأمين مصالحها في المياه العميقة ودعم حلفائها، وردع خصومها عبر استهدافهم من محاور متعددة حال خوض صراعات مسلحة، وهو ما تفتقده دول الجوار حيث تعمل قواتها البحرية في نطاق مياهها الإقليمية والاقتصادية.
على صعيد ذي صلة، رست سفينتان حربيتان إيرانيتان في ميناء ريو دي جانيرو خلال توجههما إلى فنزويلا خلال الشهر الجاري، رغم الاعتراضات الأمريكية و"الإسرائيلية" المقدمة إلى الحكومة البرازيلية، وهو ما اعتبرته طهران إنجازًا عسكريًا يعزز من علاقاتها مع دول أمريكا اللاتينية، ويعضد جولة وزير الخارجية، حسين عبد اللهيان، الشهر الماضي إلى نيكاراغوا وفنزويلا وكوبا للقاء رؤساء الدول الثلاثة، وذلك في رسالة إلى واشنطن بأن إيران متواجدة سياسيًا وعسكريًا في حديقة أمريكا الخلفية.