تحركات تؤكد جدية اتفاق الرياض وطهران

وفد سعودي يفاوض الحوثيين في صنعاء وآخر يزور طهران تدشينًا لمرحلة تهدئة طويلة

الساعة : 14:45
10 أبريل 2023
وفد سعودي يفاوض الحوثيين في صنعاء وآخر يزور طهران تدشينًا لمرحلة تهدئة طويلة

الحدث:

يُجري وفد سعودي برئاسة السفير "محمد آل جابر" محادثات مع الحوثيين في زيارة نادرة للعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، بحضور وفد عماني يقود الوساطة بين الجانبين في إطار سعي جديد لإحياء عملية السلام في اليمن بعد التقارب الأخير بين الرياض وطهران. وأظهرت صورة نشرتها وسائل إعلام تابعة للحوثيين الأحد الماضي السفير السعودي وهو يصافح القيادي الحوثي ورئيس المجلس السياسي في صنعاء، مهدي المشاط.

وفي اليوم السابق، ناقش مسؤولون سعوديون في طهران آليات إعادة افتتاح سفارة المملكة في العاصمة الإيرانية وقنصليتها العامة في مدينة مشهد، وذلك تنفيذًا لاتفاق استعادة العلاقات بين البلدين الذي تم بوساطة صينية الشهر الماضي. كما أُعلن في التاسع من نيسان/ أبريل الجاري أن وفدًا تقنيًا إيرانيًا سيزور السعودية هذا الأسبوع للتجهيز لإعادة فتح السفارة الإيرانية بالرياض.

الرأي:

تشير هذه التطورات المهمة إلى أن وتيرة استعادة العلاقات السعودية الإيرانية تمضي قدمًا وفق الجدول الزمني المتفق عليه في بكين، كما ترسل زيارة الوفد السعودي إلى اليمن رسالة واضحة أن الاتفاق مع إيران لا ينفصل عن تسوية ملف اليمن، باعتبار أنه يمثل التهديد الأمني المباشر لأراضي المملكة. فقد وضعت السعودية مسألة إنهاء الحرب كأولوية أمنية لوقف استهداف أراضيها، والتركيز على خطط التنمية الاقتصادية التي يقودها ولي العهد السعودي.

وقد جاءت زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء بعد أن أعلن الحوثيون عن استقبال 13 أسيرًا تابع لهم، مقابل الإفراج عن أسير سعودي، ضمن اتفاق تبادل الأسرى الذي ترعاه الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهو دلالة على أن مسار التهدئة بات مرجحًا بصورة كبيرة الفترة القادمة في ظل التزام إيران بالضغط على الحوثيين، حتى لو كان التوصل لاتفاق سلام شامل بين الحوثيين والحكومة الشرعية مازال غير متوقع على الفور.

من جهة أخرى، فإن استعادة التمثيل الدبلوماسي والقنصلي بين السعودية وإيران سيعزز من آليات التنسيق الأمني، خصوصًا فيما يتعلق بأمن الملاحة في الخليج العربي، لا سيما مع تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بين السعودية وإيران الموقعة عام 2001 كجزء من اتفاق عودة العلاقات.

اقرأ المزيد