تحرك قد يُفضي لتقارب أمني بين بغداد وأنقرة

لقاء أمني تركي عراقي لاحتواء تفاقم التصعيد الأمني بين أنقرة والسليمانية

الساعة : 15:30
11 أبريل 2023
لقاء أمني تركي عراقي لاحتواء تفاقم التصعيد الأمني بين أنقرة والسليمانية

الحدث:

أجرى وفد أمني تركي برئاسة نائب رئيس جهاز المخابرات التركي، موتلو توكا، مباحثات في بغداد مع مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، في العاشر من نيسان/ أبريل الجاري. وقال المكتب الإعلامي لمستشار الأمن القومي العراقي، إنه جرى خلال اللقاء وضع خارطة طريق لحل المشكلات الأمنية بين البلدين وضبط الحدود.

الرأي:

أغلقت تركيا مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية من وإلى السليمانية في إقليم شمال العراق، في الثالث من الشهر الجاري لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بسبب ما قالت إنه تصاعد نشاط عناصر "حزب العمال الكردستاني" هناك، و"اختراق" الحزب لمطار السليمانية. وجاء هذا القرار بعد أن قُتل تسعة أعضاء في "العمال الكردستاني"، إثر تحطم مروحيتين في ضواحي محافظة دهوك الحدودية مع تركيا الشهر الماضي، بينهم ابن شقيقة قائد قوات سوريا الديموقراطية "قسد" مظلوم عبدي، والذي نجا لاحقًا في السابع من نيسان/ أبريل الجاري، من محاولة اغتيال استهدفته في مطار السليمانية بصاروخ أطلقته طائرة مسيرة يرجّح أنها تركية، تعمدت عدم إصابته واكتفت برسالة تحذيرية لأنه كان رفقة ثلاثة عسكريين أمريكيين.

في هذه الأجواء، فإن هذه التطورات تُزيد من التوتر بين تركيا و"حزب الاتحاد الوطني الكردستاني" المسيطر على السليمانية، والذي يبدو أنه يقوم بتنسيق واسع مع كل من "حزب العمال الكردستاني" و"قسد". من جهته، اتهم وزير الخارجية التركي "الاتحاد الوطني الكردستاني" بالحصول على مروحيات من فرنسا وتخصيصها لـ"الإرهابين"، في إشارة لحادثة تحطم المروحيتين. لذلك، فإن قرار تعليق الرحلات الجوية يمثل عقوبة اقتصادية من قبل أنقرة على "الاتحاد الوطني الكردستاني"، كما يصب في مصلحة غريمه "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، الذي تربطه علاقات قوية مع أنقرة، والذي يسيطر على مطار أربيل وسيحقق بالتالي عوائد مالية متزايدة.

ومن هنا، يمكن قراءة اللقاء الأمني التركي العراقي في هذا السياق المتوتر؛ فاتهامات تركيا لـ"الاتحاد الوطني الكردستاني" بفتح جسر جوي بين معقل "قسد" شمال شرق سوريا ومعاقل "حزب العمال الكردستاني" شمال العراق تثير احتمالات أن تكون بعض أصول الحزب وبنيته التحتية هدفًا محتملًا للعمليات التركية شمال العراق، وهو الأمر الذي ستعمل بغداد على تجنبه واحتواء المخاوف التركية لمنع تصاعد التوتر. من ناحية أخرى، فإن دخول "قاسم الأعرجي" على الخط ربما يشير إلى سعي بغداد لتوقيع اتفاقية أمنية مع أنقرة، على غرار الاتفاقية التي وقعها "الأعرجي" مؤخرًا مع نظيره الإيراني، علي شمخاني، والتي بموجبها سيتحمل الجيش العراقي، وليس البيشمركة، مهمة ضبط الحدود وسيضع قيودًا أوسع على أي أنشطة كردية تستهدف تركيا