تصعيد قد يقود لمواجهة شاملة

إعلان جنين منطقة عسكرية مغلقة يزيد فرص توسع المواجهات مع الاحتلال في الضفة الغربية

الساعة : 15:15
29 نوفمبر 2023
إعلان جنين منطقة عسكرية مغلقة يزيد فرص توسع المواجهات مع الاحتلال في الضفة الغربية

الحدث:

أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" جنين منطقة عسكرية مغلقة، وذلك بعد تطويق المدينة بقوات كبيرة والدفع بعشرات الأليات العسكرية، وانتشار قناصة على أسطح المباني المرتفعة. وذكرت وكالة "وفا" أن قوات كبيرة من الجيش اقتحمت المدينة من عدة محاور وداهمت عدة أحياء وفرضت حصارًا على مخيم جنين من جميع الجهات، وسط اشتباكات عنيفة مع مقاومين فلسطينيين واعتقالات وإصابات واستهداف وحصار للمستشفيات والطواقم الطبية.

الرأي:

بينما ينصب التركيز على العملية العسكرية في غزة ودفعات تبادل الرهائن الجارية حاليًا خلال الهدنة المؤقتة، أطلقت حكومة الاحتلال يد الجيش للبطش بالضفة الغربية المحتلة، والتي أصبحت تعيش على وقع تصعيد "إسرائيلي" متصاعد وغير مسبوق؛ حيث تهدف الحكومة "الإسرائيلية" لاستغلال الفرصة للقضاء على مجموعات المقاومة الفلسطينية دون اكتراث للتكلفة البشرية.

وبوتيرة يومية متصاعدة يواصل الجيش "الإسرائيلي" اقتحام المدن الفلسطينية في مختلف أنحاء الضفة، واستخدام الطائرات المسيّرة في عمليات القصف مع التركيز على مدينة جنين بشكل ملحوظ؛ حيث ارتقى فيها أكثر من 50 شهيدًا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وقد لجأ جيش الاحتلال إلى استخدام العنف بشكل موسع، وتدمير البنية التحتية وحصار المستشفيات واستهداف الطواقم الطبية، وحصار المدينة من مختلف الجهات لتكبيد اقتصادها خسائر فادحة في محاولة للضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة.

ويعكس التركيز على مدينة جنين اعتبارها أحد المعاقل التاريخية للمقاومة الفلسطينية في الضفة؛ فقد سبق أن تم اجتياحها بشكل كبير عام 2002، إلا أنها عادت وبقيت كمعقل للمقاومة في الضفة. وحتى قبل عملية "طوفان الأقصى"، فقد شهدت المدينة خلال العام الجاري محاولات متواصلة من جيش الاحتلال لاقتحامها وتنفيذ عمليات جراحية ضد مجموعات المقاومة المتمركزة فيها، بلغت حد استخدام طائرات الأباتشي للمرة الأولى منذ حوالي 20 عامًا.

لذلك؛ فإن ثمة مخاوف حقيقية من أن يلجأ جيش الاحتلال إلى خيار الاجتياح البري الكامل للمدينة، أو تكرار ما يحدث في قطاع غزة من تدمير للبنية التحتية واستهداف تهجير المواطنين للقضاء على مجموعات المقاومة. وسواءً لجأ الاحتلال إلى هذا الخيار أم واصل وتيرة عملياته الراهنة، فإن ذلك سيؤدي إلى مزيد من تقويض السلطة الفلسطينية التي تظهر عاجزة عن حماية المواطنين الفلسطينيين، كما يزيد من احتمالات تدحرج الأمور نحو هبة شاملة تشمل أنحاء واسعة من الضفة.