على وقع نقاش تطبيق القرار 1701

رسائل متبادلة بين "إسرائيل" و"حزب الله" عبر توسيع دائرة الاستهداف

الساعة : 15:00
12 ديسيمبر 2023
رسائل متبادلة بين

الحدث:

استهدف الجيش "الإسرائيلي"، الأحد الماضي، معظم القرى والبلدات الحدودية جنوب لبنان، بقصف عنيف بالمدفعية والطيران الحربي والمسيّرات، مركّزًا على استهداف أبنية ومنازل سكنية بزعم أنها "مواقع أو مقرات لحزب الله". وقد نالت بلدة "عيترون" النصيب الأوفر من القصف الذي دمر شارعًا بكل منازله، في مشهد مماثل سبقتها إليه بيوم واحد بلدة "عيتا الشعب" الحدودية. وتزامن القصف مع تحليق الطيران "الإسرائيلي" في الأجواء اللبنانية من الجنوب إلى الشمال مرورًا بالعاصمة بيروت وضواحيها والبقاع، كما رُصد تحليق مكثّف لطائرات تجسسية في أجواء مدينة النبطية الجنوبية.

وجاء التصعيد الصهيوني بعد ما نفذ "حزب الله" عملية نوعية باستهدافه، وللمرة الأولى، مقر قيادة مستحدث للجيش "الإسرائيلي" جنوب ‏ثكنة "يعرا" (على بعد 2كلم من الحدود) بطائرتين مفخختين، ما أسفر عن مقتل ستة جنود "إسرائيليين".

الرأي:

يعدّ هذا القصف المدفعي والجوي الأعنف منذ بداية معركة "طوفان الأقصى"؛ من حيث استهداف أحياء سكنية ومنازل بقذائف ذات قدرات تدميرية كبيرة، والأوسع من حيث النطاق الناري في الجنوب لا سيما في القطاع الأوسط، في مشهد أعاد إلى الأذهان وتيرة المعارك التي شهدها الجنوب في حرب عام 2006. بالمقابل، يشكل استهداف الحزب لموقع "يعرا" ومن قبله بأيام موقع "بيت هيلل" تقدمًا في طبيعة ونوعية الأهداف، والتركيز على تحقيق إصابات  مباشرة ضد الجنود "الإسرائيليين".

وينطوى هذا التصعيد "الإسرائيلي"، من خلال " التدمير  وتوسيع نطاق الاستهداف"، على  رسائل تهويل وتهديد وردع في آن معًا بأن ما لحق ببلدتي "عيترون" و"عيتا الشعب" من دمار ما هي إلا نماذج مصغرة عن ما يجري في قطاع غزة، وما يمكن أن تسير  عليه الأمور في حال استمرار "الوضع المشتعل" على الجبهة الجنوبية بهذه الوتيرة، مع تزايد احتمال "خروج الأمور عن نطاق السيطرة" تزامنًا مع التهديدات"الإسرائيلية"، ورسائل الوسطاء الدوليين إلى لبنان من مغبة "الانزلاق إلى حرب شاملة".

فضلًا عن ذلك، يشكل التصعيد "الإسرائيلي" ضغطًا على كل من "حزب الله" ولبنان والمجتمع الدولي، بضرورة التحرك والاستجابة للمطالب الدولية التي نُقلت إلى لبنان عبر الموفدين الأمريكيين والفرنسيين بضرورة تطبيق القرار 1701، وإبعاد الحزب عن جنوب الليطاني، وهو ما ركز عليه التصريح الأخير لرئيس الأركان "الإسرائيلي"، هرتسي هليفي، بأن "الوضع الأمني الحالي على جبهة الشمال يحتاج تغييرًا واضحًا".

 بالمقابل، ورغم التصعيد المتبادل من الجانبين إلا أن القتال على الجبهة اللبنانية يشهد ارتفاعًا وانخفاضًا في وتيرته منذ بداية معركة "طوفان الأقصى"،  وسيبقى مضبوطًا إلى حد كبير وضمن قواعد الاشتباك رغم استهدافات من جانب "إسرائيل" أو "حزب الله"، لأهداف  تتوسع بين الحين والآخر إلى مسافة جغرافية أبعد في العمق، أو تكون أكثر "تأثيرًا" على المستوى المادي والبشري.