سعيٌ إماراتي لدور فاعل في الملف الفلسطيني

دعم الإمارات لممر المساعدات البحري إلى غزة يأتي ضمن تفاهمات أمنية أوسع مع تل أبيب

الساعة : 12:45
12 مارس 2024
دعم الإمارات لممر المساعدات البحري إلى غزة يأتي ضمن تفاهمات أمنية أوسع مع تل أبيب

الحدث:

شدد رئيس الإمارات، محمد بن زايد، الإثنين، خلال اتصال هاتفي مع نظيره القبرصي على "ضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة ومباشرة برًا وبحرًا وجوًا لنقل المساعدات الإغاثية إلى غزة ". وتناول الاتصال المبادرة التي أُعلنت مؤخرًا من قبل كل من الإمارات وقبرص والمفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وتتضمن تفعيل ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. في السياق ذاته، كشفت وسائل إعلام عبرية أن مسؤولًا كبيرًا في الجيش الإماراتي أجرى زيارة سرية إلى "تل أبيب"، بحث خلالها إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما كشفت عن زيارة كل من السكرتير العسكري لرئيس وزراء الاحتلال، آفي غيل، ومنسّق أنشطة الحكومة "الإسرائيلية" في الأراضي الفلسطينية، غسان عليان، إلى الإمارات لبحث الملف ذاته. وأكدت مصادر عبرية أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع عن طريق البحر سيتم تمويله من قبل الإمارات؛ حيث ستقوم بإرسال سفينة محملة بمساعدات إنسانية "واسعة النطاق" إلى قبرص، وهناك سيتم فحص المساعدات من قبل الأمن "الإسرائيلي"، ومن ثم نقلها وإفراغها على شاطئ غزة.

الرأي:

تسعى الإمارات لتعزيز حضورها في الملف الفلسطيني عبر الانخراط في ترتيبات مشتركة مع حكومة الاحتلال والولايات المتحدة، خاصةً وأن ملف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع لم يعد منفصلًا عن التصور الأمريكي "الإسرائيلي" لمستقبل غزة ومجمل الترتيبات الأمنية في القطاع. فمن جهتها، تنظر حكومة الاحتلال لمسألة التحكم في المساعدات باعتبارها انعكاسًا لمستقبل السلطة الأمنية والمدنية في غزة، لذلك تحرص على وضع آليات تضمن إبعاد "حماس" والجهاز المدني البيروقراطي في القطاع، الذي تعتبره "إسرائيل" تابعًا لها، عن التحكم في توزيعها؛ لأن ذلك يقوض أحد أهداف الحرب الأساسية وهو إنهاء حكم "حماس" وإبعادها عن مستقبل الحكم في غزة.

ومن هنا، يشير دور الإمارات الفاعل في مشروع إدخال المساعدات بحريًا عبر رصيف عائم مؤقت بدأ الجيش الأمريكي بالفعل في خطوات تدشينه، إلى تفاهمات أمنية واسعة بين أبوظبي وتل أبيب بخصوص مستقبل غزة، أو على الأقل عدم رفض الإمارات للهدف "الإسرائيلي" الذي عبّر عنه وزير دفاع الاحتلال بالقول إن الآلية البحرية لإدخال المساعدات سوف تساهم في تقويض حكم "حماس".

وبينما تلعب قطر دورًا رئيسيًا كوسيط في المفاوضات، وتقود السعودية النقاش الإقليمي حول اليوم التالي، فإن الإمارات تعمل على الاستفادة من علاقاتها مع الاحتلال لتثبت أنها أيضًا فاعلة في الملف الفلسطيني الذي أصبح أبرز ملفات السياسة الإقليمية. بدوره، يريد "نتنياهو" تجنب إبعاد أبوظبي عنه بعد أن هددت الإمارات بوقف تشغيل الجسر البري التجاري إذا استمر الاحتلال في إعاقة دخول المساعدات، نظرًا لأن ذلك يضع الإمارات في مواجهة غضب الرأي العام العربي والإسلامي.