حظر العراق لـ"حزب العمال الكردستاني" دلالة على تقدم التفاهمات الأمنية مع تركيا

الساعة : 16:00
18 مارس 2024
حظر العراق لـ

الحدث:

قرر مجلس الأمن القومي العراقي تصنيف "حزب العمال الكردستاني" "منظمة محظورة"، وذلك عقب الاجتماع الوزاري بين العراق وتركيا الذي عقد في بغداد بين وزراء الخارجية والدفاع والاستخبارات وقيادات أمنية رفيعة من الجانبين. بدورها، رحبت تركيا في البيان الختامي الصادر عن الاجتماع بالخطوة العراقية، كما أشاد كبير مستشاري "فيدان"، نوح يلماز، بهذه الخطوة وقال إن "القرار سيمثل نقطة تحول! سنرى النتائج تدريجيًا".

الرأي:

يمثل القرار العراقي تطورًا إيجابيًا في مسار بناء تفاهمات أمنية واسعة مع تركيا، تستهدف بغداد من ورائها الحد من العمليات العسكرية التركية شمال العراق. كما إن مشاركة مسؤولين أمنيين عراقيين في المباحثات من جهات عراقية متنوعة، تشمل وزير الدفاع ومستشار الأمن القومي ورئيس هيئة الحشد الشعبي ووزير داخلية إقليم كردستان ووكيل جهاز المخابرات، تشير إلى جدية العراق في إظهار عزمه للجانب التركي على احتواء أنشطة "حزب العمال"، والذي وصف البيان المشترك تواجده في العراق بأنه "يمثل خرقًا للدستور العراقي".

ومن المحتمل أن تتطور التفاهمات الأمنية بين الجانبين إلى توقيع اتفاقية أمنية ثنائية شاملة، لا تقتصر على مكافحة الإرهاب وضبط الحدود، لكنها تشكل جوانب أخرى تهم العراق في مقدمتها الأمن المائي؛ حيث تعتبر أولى أوليات العراق مع الجانب التركي موضوع الإطلاقات المائية القادمة من تركيا. إضافةً لذلك، فإن تركيا يمكنها تبادل الخبرات الاستخبارية مع الجانب العراقي فيما يتعلق بمكافحة تنظيم "داعش"، الذي مازال يمثل هاجسًا أمنيًا رئيسيًا لدى بغداد.

علاوةً على ذلك، فإن تطور التفاهمات الأمنية يفيد مشروع "الممر الاقتصادي" الواصل بين الخليج العربي إلى تركيا فأوروبا عبر العراق، والذي يحرص البلدان على إتمامه؛ حيث إن المخاوف الأمنية المتعلقة بتأمين المناطق التي يمر بها الطريق والمهددة أحيانًا بتواجد "حزب العمال"، مازالت تعوق تدفق الاستثمارات الخليجية اللازمة للمشروع.

ورغم التقارير التي تشير إلى أن الجانبين اتفقا على قيادة عملية أمنية متممة لعملية "المخلب-القفل"، لملاحقة "حزب العمال" في جبال كردستان، فلن يكون من المفاجئ أن تصطدم تلك الترتيبات الأمنية المستهدفة بصورة جزئية بالتعقيدات الداخلية العراقية؛ إذ ليس من المتوقع أن تكون أي عملية أمنية ضد تنظيم "حزب العمال" محل إجمال داخل إقليم كردستان، في ظل علاقات التنظيم العميقة مع قوى كردية، خاصة الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية. كما إن زيادة تواجد قوات الجيش العراقي في إقليم كردستان قد يثير قلق البيشمركة من فرض واقع أمني جديد في الإقليم. وقد سبق أن وقعت اشتباكات بين قوات من الجيش والبيشمركة، إثر سيطرة قوات الجيش علي نقاط حدودية انسحب منها مقاتلو "حزب العمال".