الحدث:
أعلن الجيش "الإسرائيلي" مقتل أربعة من ضباطه وجنوده وإصابة 12 آخرين بينهم ثلاثة إصابتهم خطرة، وذلك في هجوم استهدف موقع كرم أبو سالم العسكري شرق مدينة رفح. وأفادت إذاعة الجيش "الإسرائيلي" بأن الهجوم الذي تبنته "كتائب القسام" نُفذ بواسطة نحو 14 قذيفة، علمًا بأن "القسام" كانت أعلنت قصف تحشيدات قوات الاحتلال في الموقع ومحيطه بمنظومة صواريخ "رجوم" قصيرة المدى، فيما وصفت وسائل الإعلام "الإسرائيلي" الحدث بالنوعي والخطير.
الرأي:
يأتي استهداف موقع كرم أبو سالم العسكري في ظل التجهيزات العسكرية "الإسرائيلية" الأخيرة لشن هجوم بري على رفح، ومن ثم فإنه يعتبر رسالة تحد واضحة من قبل المقاومة بأنها مستعدة لصد الهجوم. ورغم أن الموقع محصن بشكل كبير لكن عملية قصفه أظهرت قدرة المقاومة على التغلب على أنظمة الاعتراض والإنذار المبكر، التي يستخدمها الجيش "الإسرائيلي". كما إن وقوع خسائر بشرية بهذا الشكل يشير إلى مدى تطور القدرات الاستطلاعية للمقاومة، ورصدها لتحركات جيش الاحتلال بشكل دقيق سواء داخل القطاع أو على حدوده، ومن ثم استهدافه بشكل دقيق رغم صعوبة الوضع الميداني واستمرار تحليق الطيران "الإسرائيلي".
وقد جاء استهداف الموقع بعد وقت قصير جدًا من استهداف وحدات الجيش "الإسرائيلي" المتمركزة في محور "نتساريم"، الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه؛ حيث كثّفت المقاومة من استهدافها للجنود "الإسرائيليين" في المحور، سواء بعمليات القنص أو القذائف قصيرة المدى، ما أدى لمقتل وإصابة العديد منهم مؤخرًا. وقد ترددت أصداء هذا الاستهداف في "تل أبيب"، وطرح عدة علامات استفهام حول ادعاءات المستويين السياسي والعسكري بتحقيق إنجازات تكتيكية وتفكيك كتائب المقاومة شمال غزة ومحيط المحور، لا سيما وأن تكثيف استهداف المحور جاء بعد عمليات برية قام بها جيش الاحتلال على جانبي المحور شمالًا وجنوبًا من أجل تأمينه.
من جهة أخرى، فإن هذه العملية تشير إلى قدرة المقاومة على استنزاف الجيش "الإسرائيلي" في أماكن تمركزه داخل القطاع أو على تخومه، وهو ما سيعيد للواجهة الجدل بشكل كبير داخل "إسرائيل" فيما يتعلق بأهداف الحرب ومدى تحقيقها، وكذلك جدية "نتنياهو" وحكومته في إبرام صفقة لاستعادة الأسرى.