التطورات:
عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في محافظة "حضرموت" تحت غطاء حماية القطاعات النفطية، ضمن ترتيبات تشمل إنشاء قاعدة عسكرية بالمنطقة الثانية لمكافحة "الإرهاب"، حيث أكدت مصادر محلية تمركز قوات أميركية في ميناء "الضبة" ومديرية "غيل باوزير". كما بدأت واشنطن تنسيق عمليات عسكرية مع التحالف السعودي - الإماراتي من خلال جملة من الترتيبات في أكثر من محافظة، حيث شرعت بتقييم مدارج مطاري "الغيضة" (المكلا) و"الريان" (المهرة)، وإنشاء مدرج للطيران الحربي في "ذوباب" (المخا)، كما رصد نشاط عسكري أميركي في جزيرة "عبد الكوري" (سقطرة).
على صعيد آخر، بحث وزير الدفاع اليمني، محسن الداعري، مع السفيرة البريطانية تطورات الأوضاع العسكرية، مشيدًا بالعلاقات الثنائية، حيث أكد الوزير أن الحوثيين يواصلون التحشيد واستهداف مواقع القوات المسلحة، مشددًا على ضرورة دعم الجيش لتحقيق الأمن والاستقرار وحماية الملاحة في البحر الأحمر و"باب المندب".
في الأثناء، أفادت وزارة النقل اليمنية بأن شركات الطيران الأفريقية "إكسبريس"، و"طيران جيبوتي"، والخطوط الملكية الأردنية تستعد لاستئناف رحلاتها إلى مطار عدن، في خطوة لتعزيز النقل الجوي. وقد أكد وزير النقل، عبد السلام حميد، أن الحكومة تمتلك ثلاث طائرات، مع خطة لإضافة طائرة رابعة في أبريل المقبل، إلى جانب تأهيل ثلاث شركات استثمارية خاصة للتعاون مع الخطوط الجوية اليمنية.
على صعيد آخر، انطلقت في شبوة دورة تدريبية لـ 23 صحفيًا من سبع محافظات حول "الأمن الرقمي والسلامة المهنية"، نظمها "مرصد الحريات الإعلامية" بالتعاون مع مؤسسة "قناء" وبدعم من الخارجية الهولندية.
الإجراءات:
· أصدر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمرا تنفيذيًا يعيد تصنيف الحوثيين في اليمن، كـ"منظمة إرهابية أجنبية".
· أعلنت الأمم المتحدة تعليق عملياتها الإنسانية في صعدة عقب احتجاز الحوثيين ثمانية من موظفيها، مشيرة إلى الحاجة لضمانات أمنية لاستئناف تقديم المساعدات.
· نفذت قوات "حراس الجمهورية"، التابعة لطارق صالح، حملة أمنية واسعة لخفر السواحل بهدف حماية السواحل القريبة من مناطق سيطرة الحوثيين، وقد أسفرت الحملة عن ضبط قارب كان يحمل مكونات صواريخ ومسيرات، ومعدات رادارات عسكرية، كانت مخفية داخل شحنة أسمدة قادمة من إيران إلى موانئ "الحديدة" الخاضعة للحوثيين.
· نفذت الأجهزة الأمنية في "أبين" و"حضرموت" حملة أمنية واسعة لملاحقة عناصر يشتبه بانتمائهم لجماعة الحوثي، أسفرت عن توقيف خليتين تابعتين للجماعة، كانتا تخططان لزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظات الجنوبية.
· حددت السعودية شروطًا جديدة لعبور السيارات اليمنية عبر منفذ "الوديعة" الحدودي، بهدف تحسين الإجراءات الأمنية، أبرزها حجز موعد مسبق عبر تطبيق "عبور"، وتقديم وثائق رسمية تشمل التصريح الجمركي وملكية السيارة.
الأحداث:
· استهدفت جماعة "الحوثي" طائرة أميركية مسيرة من طراز "إم كيو-9 ريبر" فوق اليمن، في أول هجوم يستهدف مقاتلة أميركية مباشرة، كما أطلقت الجماعة صواريخ "جو-أرض" على مقاتلة أميركية من طراز "إف-16" في البحر الأحمر دون إصابتها.
· قُتل أربعة حوثيين وأصيب خمسة آخرون خلال اشتباكات مع الجيش الحكومي في "بئر قناو" (الجوف)، وذلك عقب محاولة تسلل للحوثيين إلى مواقع الجيش. بالمقابل، تصدت القوات اليمنية لهجمات حوثية في محافظات "مأرب" و"الجوف" و"تعز"، مستهدفة مواقع حوثية ومدفعية ثقيلة. وقد أسفر القصف المدفعي وتبادل النيران عن سقوط قتلى وجرحى وذلك في ظل استخدام جماعة الحوثي الواسع للطائرات المسيرة لتعزيز هجماتها.
· شهدت محافظة "لحج" تمردًا عسكريًا بقيادة قائد اللواء الرابع في قوات "درع الوطن"، المدعومة سعوديًا، أسامة الردفاني، حيث تحركت القوات المنشقة من معسكر "رأس العارة"، إلا أن وحدات أخرى من "درع الوطن" اعترضت طريقها واستعادت المركبات والعربات العسكرية، وسط توتر داخل القوات التابعة لمجلس القيادة الرئاسي.
· قُتل القيادي في تنظيم "القاعدة"، السعودي أبو محمد الهذلي، بغارة أميركية استهدفت معقله في "المصينعة"(شبوة)، وتأتي هذه العملية عقب مقتل قياديين آخرين بظروف مماثلة في "مأرب"، ضمن تكثيف استهداف التنظيم في اليمن.
· قتل جنديان يمنيان في هجومين منفصلين شنّهما مسلحون يُعتقد أنهم من تنظيم "القاعدة" في "حضرموت" و"أبين"، حيث استهدف الهجوم الأول سيارة لقوات "درع الوطن" في صحراء حضرموت، ما أدى لمقتل جندي وإصابة آخر، فيما وقع الهجوم الثاني في أبين حيث قُتل جندي في عملية قنص.
· أحبطت الأجهزة الأمنية في "المهرة" محاولة تهريب خمسة ملايين حبة مخدرة على متن سفينة قبالة السواحل اليمنية، حيث أسفرت العملية عن ضبط 93 طردًا من المواد المخدرة واعتقال 6 مهربين، في إطار مكافحة تهريب المخدرات.
· أعلنت القوات الأمريكية في وقت سابق اعتراضها زورقًا شراعيًا في بحر العرب، كان يحمل أسلحة متجهة إلى الحوثيين، بينها مكونات صواريخ باليستية.
· ضبطت قوات "بونتلاند" الصومالية قاربًا عسكريًا يشتبه في قدومه من اليمن، محملاً بمعدات عسكرية يشتبه في أنه كان متجهًا لحركة "الشباب" الصومالية، حيث تمت العملية في مقاطعة "باري"، ضمن رصد عمليات تهريب الأسلحة بين الحوثيين والحركة.
· أعلنت البحرية الصينية إحباط هجوم محتمل على سفينة تجارية في خليج عدن، وسط تصاعد تهديدات القرصنة البحرية.
· اندلعت احتجاجات في "عدن" بسبب خروج المنظومة الكهربائية عن الخدمة، حيث أغلق المتظاهرون الطرق وأضرموا النيران في الإطارات، كما شهدت محافظة "أبين" تظاهرات ووقفات احتجاجية في عدة مديريات تنديدًا بتدهور الخدمات والفساد وانهيار العملة، وشهدت "زنجبار" مسيرات غاضبة وقطع طرقات احتجاجًا على تدهور المعيشة، داعين القيادة الرئاسية لاتخاذ إجراءات عاجلة لحل الأوضاع المعيشية والخدمية.
· توفي أحد موظفي برنامج الأغذية العالمي أثناء احتجازه لدى الحوثيين، ما أثار إدانات أممية ودعوات لتحقيق فوري.
الاستنتاجات:
· يبدو أن إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة "إرهابية" أجنبية، إلى جانب التوسع العسكري الأمريكي في حضرموت، يعكس تحولًا في تعامل واشنطن مع اليمن، يتجاوز مجرد الضغوط السياسية إلى خطوات ميدانية أكثر تأثيرًا. فبينما تسعى واشنطن إلى تقويض قدرات الحوثيين وإجبارهم على التراجع عن استهداف المصالح الأمريكية و"الإسرائيلية"، فإن وجودها العسكري في "حضرموت" يعزز قبضتها على الممرات البحرية والقطاعات النفطية، ما يعكس رغبة في إعادة رسم خارطة النفوذ بالمنطقة من خلال تأسيس نقطة ارتكاز أمريكية لمراقبة النفوذ الإيراني وضبط التوازنات الإقليمية. ومن غير المعروف ما إذا كانت هذه التحركات جزءًا من تكتيك مؤقت للضغط، أم أنها خطوة نحو تثبيت وجود دائم.
· رغم الضغوط الأمريكية لا يزال من المحتمل أن يستأنف الحوثيون هجماتهم ضد سفن الاحتلال أو حتى أراضيه على وقع التطورات في غزة، خاصة بعد قرار الاحتلال وقف دخول المساعدات وقطع الكهرباء، حيث ينظر الحوثيون لدورهم في ملف حرب غزة كاستراتيجية ردع استباقية لتحذير خصومهم من تكلفة القيام بعمل عسكري ضد مناطق سيطرتهم.
· تُسلط عمليات الضبط الأخيرة للمخدرات والأسلحة المهربة الضوء على شبكة التهريب المعقدة التي تستفيد منها جماعة الحوثي، والتي تمتد عبر البحر الأحمر وبحر العرب، وصولًا إلى القرن الأفريقي. فالقبض على سفن محملة بمعدات عسكرية متجهة إلى حركة "الشباب" الصومالية، واعتراض شحنات الأسلحة القادمة من إيران، يوضح استراتيجية الحوثيين لتعزيز النفوذ وخلق تحالفات غير تقليدية.