تحديات كثيرة تلوح في أفق السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط أكبرها من الداخل

الساعة : 15:00
27 ديسيمبر 2023
تحديات كثيرة تلوح في أفق السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط أكبرها من الداخل

المصدر: ميدل إيست إنستيتيوت

ترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات

الرابط: لقراءة وتحميل الترجمة / اضغط هنا

تمهيد:

نشر "معهد الشرق الأوسط" دراسة مطولة عبارة عن عدة مقالات لمجموعة من الباحثين والخبراء والأمنيين الغربيين، حول ملامح مستقبل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "MENA" خلال عام 2024، وقد قام مركز "صدارة" باختيار مجموعة منها سيتم ترجمتها ونشرها تباعًا.

تحديات كثيرة تلوح في أفق السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وأكبر التحديات سيكون من الداخل الأمريكي

بقدوم عام 2024، تواجه الولايات المتحدة تحديات كثيرة في الشرق الأوسط الكبير؛ حرب مستعرة ومستمرة بين "إسرائيل" و"حماس" في قطاع غزة، وتحديات أمنية مزمنة ترهق نظام الدولة في المنطقة، وتهديدات مستمرة من قبل كل من وإيران وشبكة وكلائها والشبكات "الإرهابية" مثل فلول "تنظيم الدولة الإسلامية"، إضافةً إلى تهديدات أخرى. لكن أكبر التحديات التي ستواجه السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط خلال العام الجديد قد تأتي من الداخل، وقد ينتهي الأمر بجهاز السياسة والنظام السياسي في أمريكا إلى أن يصبح واحدًا من ألدّ خصومها فيما يتعلق بتعزيز استراتيجية متماسكة في المنطقة، وذلك على ثلاث جبهات مهمة:

فعلى الجبهة الأولى: تواجه إدارة "بايدن" بعض التحديات الكبرى التي تتعلق بالنظام التشغيلي لجهاز الأمن القومي. وإذا أضفنا ذلك إلى الافتقار للتركيز الاستراتيجي والأولويات الواضحة في سياستها الخارجية الشاملة، فإن هذا قد يعيق قدرة أمريكا على تطوير استراتيجية أكثر تفاعلًا في مختلف قضايا الشرق الأوسط. وسوف تستمر حرب روسيا ضد أوكرانيا ونشاط الصين في آسيا ومختلف أنحاء العالم في استهلاك كثير من الوقت والاهتمام أيضًا.

وعلى الجبهة الثانية: فقد يؤدي وجود دافع أساسي لدى إدارة "بايدن" لتجنب تبني موقف استباقي في نهجها الدبلوماسي والعسكري في الشرق الأوسط، إلى إطالة أمد الصراعات مثل الحرب بين "إسرائيل" و"حماس". كما إن ذلك قد يؤدي أيضًا على المدى القصير إلى تفويت الفرص لتعزيز بعض خطوات المشاركة الأكثر استباقية، التي كانت إدارة "بايدن" تتبعها قبل السابع من أكتوبر، بما في ذلك توسيع عمل "منتدى النقب"، والمضي قدمًا في التطبيع بين السعودية و"إسرائيل"، واتخاذ خطوات نحو تنفيذ مشروعات مثل "الممر الاقتصادي" بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا "IMEC".

أما الجبهة الثالثة والأخيرة: فإن عام 2024 هو عام انتخابي، وستكون المنافسة الرئاسية، بالتوازي مع السباق على مقاعد مجلسي النواب والشيوخ، في تشرين الثاني/ نوفمبر بمثابة بداية للخلافات الحزبية الشرسة المعتادة حول كل القضايا تقريبًا في المجال العام، بما في ذلك قضية سياسة الشرق الأوسط. إن دوافع جعل السياسة الخارجية الأمريكية قضية حزبية في السياسة الداخلية الأمريكية ما زالت قوية إلى حد كبير، وقد لا يحمل العام الانتخابي الحالي اختلافات كبيرة، لكنه قد يكون أكثر تعقيدًا بسبب الانقسامات الشائكة داخل كل حزب بين الجمهوريين والديمقراطيين، بشأن بعض المسائل المتعلقة بالسياسة في الشرق الأوسط.

ومن المؤكد أن الأصوات المختلفة التي ستظهر في هذا النقاش السياسي المعقد سترسل إشارات متضاربة، إلى الأصدقاء والأعداء على حد سواء في الشرق الأوسط. وبالتالي، فإن المخاوف من تأرجح "البندول" في السلطة بحلول عام 2025 قد تحفز الجهات الفاعلة الرئيسية في المنطقة على مواصلة التحوط في رهاناتها. والخلاصة: إن الولايات المتحدة أمامها عدد من التهديدات في الشرق الأوسط، لكن العائق الأكبر أمامها هو التحديات التي تواجهها من داخل سياساتها.

براين كاتوليس

نائب المدير للسياسة بمعهد الشرق الأوسط