العلاقات القطرية الأمريكية ستواجه رياحًا معاكسة هذا العام لكنها ستظل متماسكة

الساعة : 13:00
4 يناير 2024
العلاقات القطرية الأمريكية ستواجه رياحًا معاكسة هذا العام لكنها ستظل متماسكة

المصدر: ميدل إيست إنستيتيوت

ترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات

الرابط: لقراءة وتحميل الترجمة / اضغط هنا

تمهيد:

نشر "معهد الشرق الأوسط" دراسة مطولة تضمنت عدة مقالات لمجموعة من الباحثين والخبراء والأمنيين الغربيين، حول ملامح مستقبل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "MENA" خلال عام 2024، وقام مركز "صدارة" باختيار مجموعة منها لترجمتها ونشرها تباعًا، وهذا هو الجزء الرابع من هذه السلسلة.

الجزء الرابع:

العلاقات القطرية الأمريكية ستواجه رياحًا معاكسة هذا العام لكنها ستظل متماسكة

شكّل الهجوم الصادم الذي شنته حركة "حماس" ضد "إسرائيل" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ضربة قوية لصورة قطر ومكانتها في الغرب، خصوصًا بين بعض الأمريكان؛ حيث سلط الضوء على العلاقات المثيرة للجدل بين هذه الدولة الخليجية وتلك الجماعة الفلسطينية المسلحة. لكن من المرجح أن يتم تخفيف ذلك القلق بشأن علاقة قطر مع الجهات المناهضة لأمريكا في الشرق الأوسط، من خلال دورها الفاعل في التوسط لإطلاق سراح مزيد من الرهائن "الإسرائيليين"، وفي تهدئة الصراعات الإقليمية. وبالتالي، فإن هذا التوتر بين التصور الأمريكي العام لقطر مقابل دورها الإقليمي الرئيسي وكيفية تنقل الدوحة بينهما، سيحدد مكانتها مع أهم حليف استراتيجي لها خلال عام 2024.

من ناحيتها، ستضطر قطر على الأرجح لمواجهة انتقادات متزايدة خلال سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية وانتخابات الكونجرس أيضًا؛ حيث سيسعى السياسيون الأمريكيون إلى كسب تأييد المانحين المؤثرين والناخبين. ومن هنا، فإن العلاقة الأمريكية القطرية ستوضع تحت المجهر، وستواجه على الأغلب تحديات عديدة، قد تشمل جلسات استماع في الكونجرس وتجديد الدعوات لإعادة النظر في الضمانات الأمنية الأمريكية لهذه الدولة الصغيرة والغنية جدًا في الوقت نفسه.

في هذ الإطار، يُتوقع أن يشكك بعض صناع السياسة الأمريكيين المؤيدين لـ"إسرائيل" في حاجة "البنتاغون" إلى الاحتفاظ بمقره الإقليمي وقاعدته الأكبر في الشرق الأوسط في قطر. وقد يحاول بعض منافسي قطر في الخليج العربي الاستفادة من هذه الفرصة، من خلال تقديم عروض لإقامة قواعد بديلة للجيش الأمريكي بهدوء، إلى جانب الحوافز المالية واللوجستية. وقد يجدد الجمهوريون وبعض الديمقراطيين المؤيدين لـ"إسرائيل" بقوة الدعوات لإعادة النظر في الوضع المفضل لقطر، كحليف رئيسي من خارج "الناتو" وفي اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة.

بالمقابل ورغم كل ذلك، ستتاح لقطر الفرصة للحفاظ عن علاقتها المميزة مع الولايات المتحدة، من خلال إظهار قيمتها كشريك إقليمي لا غنى عنه، خاصة وأن الإدارة تبحث عن طرق دبلوماسية لإنهاء الصراع في غزة. وفي الأشهر القادمة سيبدأ حتمًا إرهاق الحرب في "إسرائيل" والمنطقة، ما سيوفر لقطر فرصة للاستفادة من مواردها المالية الهائلة وعلاقاتها المتنوعة، ومنها بالطبع علاقاتها مع كل من إيران وحماس و"حزب الله"، تجاه احتواء الصراع ابتداءً ومن ثم التوصل إلى نتيجة تفاوضية.

رغم ذلك، ستظل علاقة قطر مع أمريكا على الأغلب مليئةً بالمطبات خلال هذا العام، لا سيما فيما يتعلق بتصورها العام. لكن مع كل هذه التحديات قصيرة المدى، ستظل قطر متوافقة مع الأهداف الأمريكية طويلة المدى؛ مثل تهدئة التوترات في الشرق الأوسط بهدف نشر مزيد من الموارد الأمريكية، والاهتمام بالتهديدات المتزايدة من قبل الصين وروسيا. كما إن البراجماتيين في كل من واشنطن والدوحة قادرون على تثبيت هذه العلاقة المهمة والحفاظ عليها، بل وحتى تعميقها، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات الأمريكية من نهايتها.

فراس مقصد

مدير التواصل الاستراتيجي بمعهد الشرق الأوسط