عملية مستوطنة "شدموت مخولا" ستدفع الاحتلال إلى زيادة وتيرة استهداف خلايا المقاومة

الساعة : 15:45
12 أغسطس 2024
عملية مستوطنة

الحدث:

قُتل مستوطن "إسرائيلي" وأصيب آخر بجروح في عملية إطلاق نار في شارع رقم 90 قرب مستوطنة "شدموت مخولا"، في الأغوار الشمالية شرق الضفة الغربية، فيما أعلن جيش الاحتلال أنه دفع بتعزيزات عسكرية للمنطقة وشرع في علميات بحث عن المنفذين، مشيرًا إلى أن المسلحين أطلقوا النار على عدة مركبات قرب المستوطنة. وأفصحت وسائل الإعلام "الإسرائيلية" أن القتيل "يوناتات دويتش" من سكان مستوطنة "بيت شان"، وكان مقاتلًا في "كتيبة ماجلان" الخاصة في الجيش وأنهى خدمته القتالية في غزة قبل أسابيع.  من جانبها، أعلنت "كتائب القسام" مسؤوليتها عن العملية وقالت إنه تم قتل أحد جنود الاحتلال من مسافة صفر قبل انسحاب المنفذين بسلام.

الرأي:

تشكل هذه العملية اختراقًا نوعيًا جديدًا للمؤسسة الأمنية "الإسرائيلية"؛ حيث تشهد هذه المنطقة استنفارًا أمنيًا بشكل دائم وتنتشر فيها الحواجز العسكرية لجيش الاحتلال وكاميرات المراقبة. ورغم ذلك، نجح المنفذون في اختراق كل الإجراءات الأمنية في المنطقة وتنفيذ العملية ثم الانسحاب من المنطقة بسلام، الأمر الذي دفع رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، للإقرار بالفشل في القبض على منفذي العملية ومنع الهجوم وذلك خلال تفقده لموقع العملية؛ حيث أجرى تقديرًا للموقف بمشاركة قائد المنطقة الوسطى وقائد منطقة الأغوار والشرطة و"الشاباك" وممثلي مجالس المستوطنات، وتوعد بالاستمرار في ملاحقة المنفذين.

في غضون ذلك، جاءت العملية بعد عملية تحريض كبيرة من قبل رؤساء مجالس المستوطنات ضد شمال الضفة الغربية، إلى جانب تحريض وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، ضد مخيم جنين والدعوة لتدميره بنفس الطريقة التي يدمر بها جيش الاحتلال قطاع غزة، وذلك بعد لقائه بمجموعة من رؤساء مجالس المستوطنات "ييشع"، على خلفية مناقشة الوضع الأمني في الضفة المحتلة. ومن هنا، فإن العملية تشكل تحدًيا جديدًا للاحتلال ومستوطنيه؛ حيث لم يمنع الاستنفار الأمني والإجراءات المشددة منذ السابع من أكتوبر الماضي عمليات المقاومة من الانتشار بشكل أفقي وفي مناطق جديدة، رغم تصعيد الاحتلال من استهداف نشطاء المقاومة والتوسع في استخدام الطائرات المسيرة لاستهدافهم وتحديدًا في طولكرم وجنين.

ولا شك أن إعلان "القسام" المسؤولية عن العملية يزيد من التحدي الأمني؛ إذ يرسل رسالة بأن جنود الجيش المشاركين في الحرب على غزة ليسوا بمأمن بعد عودتهم إلى مناطقهم في الضفة. ومن المرجح أن يرفع الاحتلال من وتيرة عمله الأمني والاستخباراتي لمنع مثل هذه العملية، فضلًا عن زيادة التدابير الأمنية القاسية في استهداف نقاط ترمز خلايا المقاومة في الضفة.

اقرأ المزيد