توجّه مصر للصين لتطوير قدراتها الجوية القتالية لن يؤثر على شراكتها الأمنية مع الولايات المتحدة

الساعة : 15:00
12 سبتمبر 2024
توجّه مصر للصين لتطوير قدراتها الجوية القتالية لن يؤثر على شراكتها الأمنية مع الولايات المتحدة

الحدث:

قالت تقارير صحفية إن وزارة الدفاع المصرية قدمت طلبًا لشراء مقاتلات "ج-10سي" المعروفة باسم "فيجوروس دراجون" (J-10C Vigorous Dragon)، لتحل محل أسطولها القديم من مقاتلات "F-16 Fighting Falcons" الأمريكية. وأشارت التقارير إلى أن الطلب قدِّم في الـ19 من آب/ أغسطس الماضي لكنّ تم الكشف عنه تزامنًا مع فعاليات المعرض الجوي الدولي الأول في مصر، والذي اختتم الخميس الماضي وشهد حضورًا صينيًا كبيرًا، بما في ذلك عرض جوي للمقاتلة الصينية التي تصنف ضمن مقاتلات الجيل 4.5.

الرأي:

في حال مضى الجانبان في الصفقة، ستصبح مصر الدولة الثانية بعد باكستان التي تحصل على الطائرة المقاتلة الصينية، والتي دخلت الخدمة في الجيش الصيني عام 2004. وكثيرًا ما تتم مقارنة طائرة "J-10C" بالإصدارات المطوّرة من طائرات "F-16 Fighting Falcon" الأمريكية؛ حيث تتميز الأولى بهيكل شديد المرونة يوفر لها قدرات تشمل الاشتباك خارج مدى الرؤية والضربات الجوية الدقيقة، إضافةً للتزود بالوقود أثناء الطيران والحرب الإلكترونية.

ومن المرجح أن يكون قرار القاهرة بالتراجع عن تحديث أسطولها من طائرات "F-16" راجعًا إلى اعتبارات اقتصادية وأمنية وجيوسياسية؛ حيث تظل تكلفة تحديث الطائرات الأمريكية مرتفعة إذا ما قورنت بالحصول على طائرات مقاتلة جديدة ومتطورة. أما السبب الأمني فهو العقبات المتكررة التي تحول دون تحديث أسطول مصر من طائرات "F-16" القديمة التي تعود إلى الثمانينيات بأسلحة متقدمة، وتتنوع هذه العقبات بين سياسية بسبب تعقد علاقات القاهرة أحيانًا مع واشنطن، وأخرى نتيجة القيود الأمنية التي تفرضها واشنطن على مستويات التحديث التي تسمح بتزويد مصر بها، في ظل الالتزام الأمني الأمريكي بضمان تفوق "إسرائيل" العسكري في مواجهة جيرانها.

أما من الناحية الجيوسياسية، فإن مصر تتمسك بسياسة التنويع العسكري والتي تجلت خلال السنوات الأخيرة في تلقي واردات عسكرية كبيرة من كل من ألمانيا وفرنسا وروسيا. ومن ثم فإن التوجه إلى الصين يعزز من سياسة التنويع هذه بما يوفر للقاهرة بدائل اقتصادية وتقنية متعددة، ويخفف من مستوى تعرضها لضغوط مورد عسكري رئيسي واحد. ومقابل سيطرة الولايات المتحدة على قطع الغيار والقيود التشغيلية الصارمة على الطائرة التي أعاقت تطور القوة الجوية المصرية مقارنة بجيرانها، فعلى العكس من ذلك لن تكون هناك قيود مماثلة على الإمدادات العسكرية الصينية.

رغم كل ذلك، ما زال من الممكن أن تواجه القاهرة ضغوطًا أمريكية تعطل الصفقة مع الصين، خاصة وأن مصر سعت خلال السنوات السابقة للحصول على المقاتلات الروسية المتقدمة "سو-35"، لكنّها تراجعت لاحقًا عن الصفقة خوفًا من العقوبات الأمريكية. وحتى في حال إتمام الصفقة، فإنها لا تعني تراجع الشراكة الأمنية بين مصر والولايات المتحدة، بل قد تؤدي لمزيد من حرص واشنطن على تعزيز تلك الشراكة.