الموجز الأمنـي السوداني - أكتوبر 2024

الساعة : 16:00
4 نوفمبر 2024
الموجز الأمنـي السوداني - أكتوبر 2024

تطورات الأجهزة الأمنية

التقى رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان في مدينة بورتسودان بوزير خارجية جيبوتي، الذي سلمه رسالة خطية من رئيس بلاده "إسماعيل عمر جيله" الرئيس الحالي لمنظمة "الإيجاد"، حيث تناول اللقاء إمكانية عودة السودان إلى منظمة "الإيجاد" بعد أن جمد السودان عضويته فيها احتجاجاً على مشاركة "حميدتي" في القمة الاستثنائية التي عقدتها المنطمة في أوغندا.

وفي سياق آخر، اتهم قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) مصر بالمشاركة في الضربات الجوية على قواته في منطقة جبل موية وسط البلاد، وقال حميدتي، في مقطع فيديو مسجل إن قواته في جبل موية بولاية سنار "قتلوا وضربوا غدرا بالطيران المصري"، وفق تعبيره، كما اتهم حميدتي القاهرة بتدريب الجيش السوداني وإمداده بطائرات مسيّرة مع استمرار الحرب في السودان بين قوات الجيش والدعم السريع.

وفي تطور لافت، أعلن الجيش السوداني أن قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة "أبوعاقلة كيكل" مؤسس ما يسمى بقوات "درع السودان" إنحاز للقوات المسلحة برفقة مجموعة من قواته، معلناً العفو عنه وفقاً لأوامر القائد العام. وجاءت هذه الخطوة بعد تفاوض طويل شاركت فيه عدة أطراف، وتبعها بأيام إعلان خمسة من أعضاء المجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع انشقاقهم أيضاً، وانحيازهم إلى الجيش متهمين قائدهم السابق "حميدتي" بالتخطيط للاستيلاء على السلطة، وأن فشل طموحاته قاد إلى اندلاع الحرب قبل 18 شهرا.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·      أعلنت مجموعة أسمت نفسها "الأورطة الشرقية" وهي فصيل عسكري يتبع للجبهة الشعبية للتحرير والعدالة التي يرأسها "الأمين داؤود" وهو من الموقعين على إتفاق جوبا للسلام، عن نشر قواتها في ولاية كسلا شرقي السودان، وقالوا إن الخطوة تمت بعد مشاورات فنية وعسكرية مع القوات المسلحة وأن قواتهم هي الآن جزء من القوات المسلحة، مشيراً إلى أن ذلك قد يؤدي إلى حالة من الفوضى في الولاية خصوصاً بعد إعلان مجموعات قبلية رفضها للخطوة والتهديد بالتصعيد.

·      أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على مدير منظومة الصناعات الدفاعية في السودان الجنرال "ميرغني إدريس" لقيادته جهود القوات المسلحة للحصول على أسلحة لاستخدامها في حربها ضد قوات الدعم السريع، وفي ذات الوقت فرضت عقوبات على شقيق قائد قوات الدعم السريع الأصغر، القوني حمدان دقلو، لمسؤوليته عن تدفق الأسلحة والعتاد العسكري للقوات.

·       أقر المجلس السيادي بتوزيع مقار الوزارات على ولايات كسلا والقضارف، شرقي البلاد، ودنقلا ومروي وعطبرة الدامر في شمالها، فيما ستبقى وزارتا الخارجية والمالية والاقتصاد في بورتسودان، في حين نقلت بعض المصادر نية رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهن نقل مقر إقامته من بورتسودان إلى ولادية عطبرة وسط البلاد.

·      طرح مجلس الوزراء السوداني سبع وظائف قيادية للتنافس العام في سابقة نادرة بعد أن كانت هذه الوظائف تخضع للمحاصصات الحزبية. فقد تم الإعلان عن فتح باب الترشح لشغل منصب الأمين العام لديوان الضرائب القومي، ومنصب مدير عام شركة الخطوط البحرية السودانية، بجانب مدير عام ديوان المراجعة الداخلية لأجهزة الدولة القومية، فضلًا عن مدير عام وحدة النقل البري والمعابر، ومدير عام مصلحة الملاحة النهرية.

أبرز الأحداث الأمنية

·      استعاد الجيش سيطرته على سلسلة جبال موية ذات الموقع الاستراتيجي الذي يربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض، بعدما كانت قوات الدعم السريع قد استولت على الموقع في أواخر حزيران/ يونيو الماضي. كما استعاد سيطرته على مدينة السوكي بولاية سنار جنوب شرق، بعد أقل من 24 ساعة من سيطرته على محلية الدندر ذات الموقع الإستراتيجي الرابط بين ولايتي سنار والقضارف في شرق السودان.

·      أعلنت عناصر من قوات الدعم السريع السيطرةعلى قرية "كلبس" القريبة من الحدود مع تشاد، والتي كانت تخضع لإدارة أهلية تابعة لقبيلة القمر، باعتبار المنطقة المقر الرئيسي لسلطنة القبيلة التي نجحت في إقناع الدعم السريع بعدم مهاجمة المدينة إبان سيطرته على قرى ومدن غرب دارفور.

·      شن الجيش السوداني أكبر عملية عسكرية منذ اندلاع النزاع القائم، استطاع خلالها استعادة السيطرة على مواقع في الخرطوم والخرطوم بحري ونجح في عزل قوات الدعم السريع عن بعضها في هذه المناطق.

·      شنت القوات المسلحة هجوماً كبيراً انطلاقاً من محور الفاو شرقي السودان، بهدف التقدم نحو مدينة ود مدني، وذلك بالتزامن مع وصول مساعد قائد الجيش، الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، برفقة عدد من كبار القادة العسكريين، إلى محور الفاو لتفقد القوات والإشراف على سير العمليات.

·      تحطمت طائرة شحن تابعة للجيش السوداني في منطقة المالحه شمالي ولاية شمال دارفور ما أسفر عن مقتل طاقمها المكوّن من ثلاثة سودانيين واثنين من الروس. ووفقًا للمصادر فإن الطائرة هي طائرة شحن روسية من نوع "يوشن"، كانت في مهمة إسقاط جوي لمعدات عسكرية وأدوية في مقر قيادة الجيش بالفاشر، لكنها سقطت في منطقة المالحه عند عودتها.

·      أحرقت قوات الدعم السريع نحو 45 قرية في ولاية شمال دارفور غربي السودان خلال الأسبوعين الماضيين، بينها 4 قرى أضرمت فيها النيران، مما أدى إلى فرار نحو 20 ألف شخص باتجاه تشاد المجاورة.

·      اجتاحت قوات الدعم السريع أكثر من 100 قرية في ولاية الجزيرة، وسط السودان، وقامت بعمليات إعدام وتصفية على أساس الهوية، حيث استهدفت المواطنين المنحدرين من قبيلة "الشكرية" التي ينتمي إليها قائد الدعم السريع بالجزيرة المنشق أبو عاقلة كيكل، وقامت بتصفيتهم أيا كانت أعمارهم انتقاماً من كيكل.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·      يشير تحطم طائرة الدعم إلى تواجد روسي داع لقوات الجيش، وهو ما يعزز من مؤشرات تغير موقف روسيا في الصراع لصالح دعم الجيش ووقف انخراط قوات فاغنر السابق مع قوات الدعم السريع. في المقابل، يتوقع أن يعطي قادة الجيش موافقتهم على تواجد روسي بحري لوجيستي على البحر الأحمر.

·      بعد انشقاق "أبو عاقلة كيكل" ودخول "قوات الدعم السريع" في معارك مع القبائل الموجودة في ولاية الجزيرة وقيامها بعميات إعدام وتصفية على الهوية، من الصعب أن تستطيع إبقاء هذه المناطق تحت سيطرتها في الفترة القادمة. وفي حال انسحابها باتجاه الغرب ستكون مناطق الوسط والشمال في يد تحالف سياسي عسكري بين الجيش والقوى السياسية المتحالفة معه، ومناطق دارفور وكردفان في يد تحالف قبلي وإثني يقوده "الدعم السريع".

·      من المتوقع أن يتجه الموقف المصري مع "الدعم السريع" إلى التصعيد بعد ازدياد النبرة العدائية من جانب تلك القوات تجاه مصر والتي تجلت في خطاب حميدتي، مقابل وصف الخارجية المصرية تلك القوات للمرة الأولى بـ"الميليشيا". كما تجلى ذلك بقيام قوات الدعم السريع بمنع تصدير البضائع من المناطق التي تسيطر عليها إلى مصر.