تطورات الأجهزة الأمنية
زار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي دمشق حاملاً رسالة شفهية من الملك عبد الله الثاني إلى بشار الأسد، حيث ركزت الزيارة، بحسب البيانات الرسمية، على مناقشة ملفات أمنية مثل عودة اللاجئين وتهريب المخدرات وسط التصعيد الإقليمي المتزايد. إلا أن المعطيات التي توفرت تشير إلى أن الرسالة التي حملها الصفدي هي بخصوص تموضع النظام ضمن محور المقاومة، ومحاولة الضغط عليه للبقاء على الحياد في ظل التصعيد الحالي.
وفي سياق آخر، اجتمع وفد من المخابرات التركية مع وفد ضباط من المخابرات والشرطة العسكرية الروسية في القاعدة الروسية والمعروفة بـ"المنشرة" على الاتوستراد m4 قرب مدينة سراقب بريف إدلب، وذلك لمناقشة التطورات في شمال سوريا، وخطوات سير إعادة العلاقات بين تركيا وسوريا بوساطة الروس، إضافة إلى التصعيد الروسي بالقصف الجوي على منطقة إدلب.
وفي الجنوب السوري، أجرت قوات النظام والقوات الروسية تدريبات عسكرية مشتركة على طول "خط وقف إطلاق النار" عند الحدود مع الجولان السوري المحتل، باستخدام السلاح الثقيل، حيث شارك في التدريبات عدد من عناصر قوات النظام وجنود روس في عدد من النقاط العسكرية الروسية التي نشرت سابقاً في المنطقة، وتهدف التدريبات إلى تعزيز نفوذ القوات الروسية وقوات النظام في المنطقة منعاً لأي اختراقات من الجانب "الإسرائيلي" والمجموعات الموالية للقوات الإيرانية و"حزب الله" هناك.
وعلى صعيد التعيينات، أصدر الرئيس الأسد أربعة مراسيم تقضي بإنهاء تعيين "إبراهيم خضر السالم" وتعيين "عامر إسماعيل هلال" بدلاً عنه محافظاً لمحافظة اللاذقية ، وإنهاء تعيين "محمد نتوف" ، وتعيين "ثائر ناصح سلهب" بدلاً عنه محافظاً لمحافظة إدلب ، وإنهاء تعيين "همام صادق دبيات" وتعيين "نمير حبيب مخلوف "محافظاً لمحافظة السويداء بدلاً عنه، وإنهاء تعيين "مروان إبراهيم شربك".. وتعيين "لؤي خريطه" محافظاً لمحافظة درعا.
وفي سياق منفصل، أعلن القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية قسد "مظلوم عبدي" وأعضاء قيادتها (روهلات عفرين، ولقمان خليل)، بعد سلسلة من الاجتماعات بحقل العمر النفطي، عن تعيين قائد جديد لـ"مجلس دير الزور العسكري" هو المدعو "عايد تركي الخبيل"، المعروف باسم "أبو علي فولاذ"، وهو ابن عم القائد السابق "أحمد الخبيل أبو خولة". كما تم تعيين مسؤولين عن خمس مجالس عسكرية محلية تتبع لمجلس دير الزور العسكري.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· صوّت "مجلس الشعب" على منح الإذن بملاحقة العضوين في المجلس "مجاهد إسماعيل" و"خالد زبيدي" من دون أن يذكروا الأسباب أو التفاصيل، كما تم إسقاط عضوية أحد النواب بسبب حمله للجنسية التركية.
· انسحبت القوات العسكرية الروسية المتواجدة في تل الحارة في ريف درعا الشمالي، بشكل مفاجئ، وأخلت جميع معداتها وأنزلت العلم الروسي من الموقع قبل انسحابها، دون توضيح الأسباب.
· انسحب عناصر "حزب الله" اللبناني من معسكري الطلائع والخُميني في الزبداني بريف دمشق، كما أخلى عناصر الحزب جميع المقرات والمستودعات داخل المعسكرين، من دون تحديد وجهة الانسحاب، في حين طلب عناصر من جيش النظام السوري من أصحاب الفيلات القريبة، على بعد نحو 1 كيلومتر من المعسكرين، إخلاءها بشكل فوري ومنع تأجيرها كإقامات سياحية خلال هذه المدة.
· سيّرت القوات الروسية دوريات بين النقاط المتواجدة في ريفي القنيطرة ودرعا الغربي قرب الجولان السوري المحتل، وتتألف الدوريات من بضعة مدرعات روسية برفقة عناصر من قوات النظام يستقلون سيارة دفع رباعي مزودة برشاش ثقيل، تتنقل بين محافظتي القنيطرة ودرعا بشكل شبه يومي.
· اعتقلت دورية تابعة للأجهزة الأمنية الرائد "علاء الحسن" من مقر عمله في كتيبة الرادار التابعة للدفاع الجوي والواقعة في حي القصور بمدينة حمص، حيث وجهت اتهامات له بالتخابر مع "جهات معادية وتسريب معلومات".
· أعلنت "مؤسسة الخطوط الجوية السورية" عن إعادة تشغيل رحلاتها الجوية بين مطاري دمشق وجدة وذلك بعد 8 سنوات من الانقطاع.
أبرز الأحداث الأمنية
· قامت مجموعة من جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بالتوغل نحو 500 متر داخل الأراضي السورية من جهة بلدة الحرية، في ريف القنيطرة الغربي، واجتازت السياج الفاصل مع الجولان، مدعومة بجرافات وآليات حفر هندسية، حيث عملت على استكمال أعمال التجريف في الطريق الحدودي مع الأراضي المحتلة في الجولان، بهدف حماية مواقعها، واستكمالاً لعمليات التحصين "الإسرائيلي" على طول الحدود مع الأراضي السورية، والتي بدأت من بلدة جباتا الخشب في ريف القنيطرة الشمالي، وصولاً إلى قريتي كودنة والعشة في الريف الجنوبي.
· شن الطيران الحربي "الإسرائيلي" غارات جوية استهدفت معبر جنتا "غير الشرعي" الذي يصل الأراضي السورية من جهة ريف دمشق مع جرود النبي شيت، كما طالت الغارات بلدتي علي النهري وحوش السيد علي ومدينة الهرمل على الحدود السورية– اللبنانية قرب مدينة القصير بريف حمص. كما استهدف معبر المصنع – جديدة يابوس في ريف دمشق عند الحدود السورية – اللبنانية، مما أدى لأضرار كبيرة وقطع طريق دمشق – بيروت، ويعتبر المعبر من أهم المعابر الشرعية بين البلدين.
· نفذ الطيران الحربي "الإسرائيلي" غارة جوية استهدفت نقطة تابعة للمخابرات العسكرية قرب مبنى الهجرة والجوازات في معبر الجوسية الذي يربط الأراضي اللبنانية بمنطقة ريف القصير جنوب غربي حمص، مما أدى لمقتل 3 عناصر من المخابرات العسكرية، وإلى خروج المعبر عن الخدمة بشكل كامل.
· هز انفجار عنيف حي المزة فيلات غربية بدمشق، ناجم عن استهداف مبنى سكني يتألف من 3 طوابق، يتردد إليه قيادات في حزب الله والحرس الثوري الإيراني، ما أسفر عن مقتل 5 هم: شقيقتان، وصهر حسن نصر الله، وعنصرين من الحزب، بالإضافة إلى عنصر يعمل مع الميليشيات الإيرانية يحمل جنسية غير سورية. كما استهدف الاحتلال مبنى يتردد إليه عناصر يتبعون للقوات المدعومة من إيران في حي المزة بمحيط أبنية 14 غرب دمشق، ما أدى لمقتل 10 أشخاص بينهم 4 أطفال.
· قُتل مدني وعنصران من حزب الله أحدهما مسؤول التسليح في الحزب المدعو "علي غريب"، بهجوم "إسرائيلي" استهدف سيارة مقابل فندق قرب مبنى وزارة الإعلام، كان يستقلها في حي المزة قرب مجلس عزاء السنوار أقيم في المزة.
· نفذت المقاتلات الحربية الروسية 28 غارة جوية مستخدمة الصواريخ الفراغية، على عدة مناطق في ريفي إدلب واللاذقية، حيث شملت الضربات 5 غارات على مناطق غرب محافظة إدلب، و5 أخرى طالت حرش بسنقول بريف إدلب، و3 غارات مواقع في تلال الكبينة بريف اللاذقية الشمالي، و4 غارات على حرش باتنتا، و4 غرب معرة مصرين قرب منطقة الشيخ بحر، و7 على محيط قرى الكندة ومرعند والشيخ سنديان بريف جسر الشغور، ما أدى لمقتل 4 من "هيئة تحرير الشام" يعملون في المجال الطبي في مرعند.
· قتل ضابطان روسيان و3 من قوات النظام السوري، بينهم 2 برتبة عميد جراء قصف مدفعي لم يحدد مصدره، استهدف المنطقة الواقعة بين خشام وحطلة بريف دير الزور، في مناطق تسيطر عليها قوات النظام والميليشيات الإيرانية، حيث كانت تتواجد قوات روسية برفقة قوات النظام.
· نفذّت الطائرات الحربية الروسية ضربات الجوية على مناطق انتشار تنظيم “الدولة الإسلامية” بمناطق متفرقة من بادية حماة وحمص ودير الزور والرقة، حيث شنت أكثر من 55 غارة، ما أدى لمقتل 3 من عناصر التنظيم وإصابة 9 منهم بجراح.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· تشير إعادة تموضع القوات الروسية وقوات حزب الله إلى حالة التشكل التي تشهدها الساحة السورية على وقع فتح جبة لبنان في المواجهة مع الاحتلال. التحركات السياسية والواقع الميداني تؤكد أن الاحتلال لا يفصل الجبهة السورية عن مجمل خطته لإضعاف حزب الله باعتبار أن الحدود السورية اللبنانية حيوية لاستمرار إمدادات الحزب الرئيسي. بالإضافة لذلك؛ فإن حاجة الاحتلال لاستعادة شعور الأمن يتطلب تأمين حدود الاحتلال مع سوريا وفق إجراءات جديدة تلائم الهواجس الأمنية المتزايدة.
· تعد منطقة جبل الشيخ استراتيجية للجانب "الإسرائيلي" لوجود المرصد المعروف على سفح هذا الجبل والذي يستخدم لعمليات التجسس والمراقبة. ومن المتوقع أن يتابع جيش الاحتلال توسيع سيطرته على بعض المناطق في الشريط الحدودي لضمان عدم تسلل عناصر لحزب الله، خاصة أن هذا الشريط بالأصل شهد توغلاً "إسرائيلياً" لتدمير مراصد تابعة لحزب الله، ثم الانسحاب منها في عامي 2021 و2022.
· يختبر النظام السوري حاليا حدود ما يمكن تقديمه إزاء التزامه تجاه إيران بإبقاء الإمدادات متدفقة لحزب الله عبر سوريا، وفي نفس الوقت حاجته لتجنب التورط في المواجهة والتعرض لعمليات عسكرية "إسرائيلية" وهو الهدف الذي تدعمه فيه روسيا. وعلى الرغم من بوادر الضعف التي لحقت بإيران ومستوى التهديد الإسرائيلي، لازال من المبكر توقع أن دمشق ستذهب تجاه خيار فك الارتباط عن "محور المقاومة".