الحدث
أعلن الأمن العام الأردني مقتل شخص أطلق النار على رجال الأمن بمحيط السفارة "الإسرائيلية" في العاصمة عمّان، ما تسبب في إصابة 3 من رجال الأمن. وأفادت المعلومات أن الفاعل شاب ينتمي لعشيرة أردنية من مدينة الكرك تعرض أولاً لإطلاق نار من قبل دورية أمنية تحرس السفارة، عند محاولته اقتحام مكاتب السفارة لإحراقها بزجاجات مولوتوف حارقة. وفي تعليق رسمي على الحادثة، قال وزير الاتصال الحكومي محمد المومني إن الاعتداء نفذه شخص وصفه بالخارج عن القانون ومن أصحاب السجلات الإجرامية.
الرأي
منعت معلومات قدمها أقارب وأصدقاء منفذ عملية إطلاق النار، تفرد الرواية الرسمية في تقديم رؤيتها للحادث، وشكلت رواية موازية للرواية الرسمية، حيث كشفوا أن الشاب عبد الرحمن عطا الله بخيت المعايطة (23 عاما)، من سكان الكرك، قُتل في اشتباك مع دورية تحرس السفارة "الإسرائيلية"، وهو يهم في إلقاء زجاجات مولوتوف على مكاتب السفارة، فيما ترددت معلومات أنه قاد سابقاً مجموعة متطوعين للذهاب إلى غزة، لكنه مُنع من السفر.
وتمثل الحادثة استمراراً لردود أفعال الشباب الأردني مع الحرب في غزة، حيث سبقتها عمليتان مسلحتان استشهد منفذاها على الحدود، وأسفرتا عن مقتل وجرح "إسرائيليين". كما تعكس مقدار الغضب، وتنوع وسائل التعبير عنه، وتباين المواقف بين الحالة الشعبية والموقف الرسمي، الذي بات يخشى من تحوّل حالة الغضب الشعبي من التظاهر إلى أشكال أخرى أكثر خشونة.
وتضيف العملية عبئاً جديداً على الأجهزة الأمنية الأردنية التي تعيش حالة طوارئ منذ بدء العدوان على غزة، حيث باتت المملكة ساحة للتعبير عن الغضب ضد الاحتلال "الإسرائيلي"، من خلال محاولات اختراق الحدود، وعمليات تهريب الأسلحة، واستهداف التواجد "الإسرائيلي" فيها. وفي ظل احتمالات تصاعد الأمور في الضفة الغربية إذا قررت سلطات الاحتلال تغيير الوضع القائم، فإن البيئة الأمنية في الأردن ستكون عرضة للاضطرابات بشكل كبير.