ثلاث قضايا غير محسومة ستحدد شكل سياسة "ترامب" في الشرق الأوسط

الساعة : 19:02
4 ديسيمبر 2024
ثلاث قضايا غير محسومة ستحدد شكل سياسة

نشر موقع "ذا هيل" الأمريكي مقالًا تحت عنوان " ثلاثة أسئلة ستحدد شكل سياسة ترامب في الشرق الأوسط"، تناول بالتحليل ثلاث قضايا رئيسية لم يحسمها "ترامب" بعد، تتعلق بسياسته المحتملة تجاه الشرق الأوسط في فترة رئاسته الثانية، مع التركيز على تأثير هذه القضايا على الخريطة الاستراتيجية للمنطقة؛ وفيما يلي ملخص لأهم النقاط الواردة بالمقال:

أولًا: هل سيعيد "ترامب" الالتزام بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية؟

اتفق الرؤساء الأمريكيون السابقون جميعًا على ضرورة منع إيران من الحصول على أسلحة نووية، وذلك باستخدام وسائل دبلوماسية (مثل الاتفاق النووي الإيراني)، أو العقوبات الاقتصادية، أو التهديدات العسكرية، لكن "ترامب" وشريكه الانتخابي "فانس" لم يلتزما بشكل واضح وصريح بهذا المبدأ؛ بل على العكس أيد "فانس" دعم "إسرائيل" في ضرب المنشآت النووية الإيرانية. وعليه، فإن عدم الالتزام الأمريكي الصريح قد يؤدي إلى تحول نحو سياسة الاحتواء بدلًا من المنع، ما سيؤثر بشكل كبير على الاستراتيجية الأمريكية وعلاقاتها في الشرق الأوسط.

ثانيًا:  هل سيواصل "ترامب" الانخراط العسكري الأمريكي لدعم التعاون العربي-الإسرائيلي؟

لقد أدى دمج "إسرائيل" في القيادة المركزية الأمريكية خلال فترة "ترامب" الأولى إلى تعاون دفاعي غير مسبوق بين العرب و"الإسرائيليين"، كما ظهر في مواجهة الهجوم الإيراني بالصواريخ والطائرات المسيرة. بالمقابل، يعارض بعض مستشاري "ترامب" الانتشار العسكري الأمريكي الكبير في الشرق الأوسط، خشية الانزلاق نحو حرب واسعة النطاق أو تحويل التركيز عن مواجهة الصين. وبالتالي، فإن استمرار الحضور الأمريكي قد يعمّق الشراكات الدفاعية العربية-"الإسرائيلية"، بينما قد يهدد تقليصه بتفكيك تلك الشراكات ويترك العرب و"إسرائيل" يواجهون إيران بمفردهم.

ثالثًا: هل سيدعم "ترامب" ضم "إسرائيل" لأراضي الضفة الغربية؟

كان الأساس الذي قامت عليه "اتفاقيات أبراهام" عام 2020 هو تعليق "إسرائيل" لخطط ضم الضفة الغربية مقابل التطبيع مع الإمارات. ومع انتهاء فترة التعليق التي تم تحديدها سابقًا، قد تسعى حكومة "نتنياهو" اليمينية المتطرفة إلى الضم، ما سيؤدي إلى توتر العلاقات مع الدول العربية والديمقراطيات الغربية والرأي العام الأمريكي. ورغم تحفظ "ترامب" سابقًا، فقد رشح الآن "مايك هاكابي" المؤيد لضم الضفة الغربية سفيرًا للولايات المتحدة لدى "إسرائيل". وفي هذا الإطار، قد تطالب الرياض بتنازلات كبيرة من "إسرائيل"؛ مثل تحقيق تقدم نحو إقامة دولة فلسطينية، ومن الولايات المتحدة؛ مثل معاهدة دفاع مشترك. بالمقابل، فإن وضوح موقف "ترامب" بشأن ضم الضفة الغربية قد يساعد "نتنياهو" في إدارة التوقعات داخل ائتلافه وتجنب الأزمات الدبلوماسية.

الخلاصة

ستحدد مواقف الولايات المتحدة تجاه إيران، إضافةً إلى الدور العسكري والسياسة "الإسرائيلية" تجاه الضفة الغربية، مدى تأثيرها الاستراتيجي في المنطقة. ومن هنا، فإن عدم معالجة هذه القضايا بشكل واضح قد يؤدي إلى زعزعة التوازن الدقيق للشراكات التي حققتها "اتفاقيات أبراهام"، وإضعاف القيادة الأمريكية في مواجهة إيران. كما إن مشاركة السعودية المحتملة في توسيع الاتفاقيات ستقدم فرصًا وتحديات، مع مطالب كبرى، لكل من الولايات المتحدة و"إسرائيل". وستكون مواقف "ترامب" تجاه هذه القضايا حاسمة في تشكيل سياسة إدارته للشرق الأوسط، ما سيؤثر على الديناميكيات الإقليمية والصورة العالمية للقيادة الأمريكية.