تطورات الأجهزة الأمنية
ذكرت مصادر سعودية وأمريكية أن الولايات المتحدة والسعودية تجريان محادثات بشأن توقيع اتفاقية أمنية "محدودة" قبل انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن، لا تشمل تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، ولا تصل إلى مستوى معاهدة دفاع مشترك كاملة، لتجنب الحاجة لموافقة الكونغرس التي لن تكون ممكنة دون التطبيع. على صعيد آخر، أجرى رئيس هيئة الأركان السعودي، فيّاض الرويلي، زيارة "نادرة" إلى طهران، على رأس وفد عسكري، التقى خلالها بنظيره الإيراني، محمد باقري، ومساعدَ رئيس هيئة الأركان لشؤون الاستخبارات والأمن الإيرانية، غلام محرابي، في وقت وردت فيه تقارير أن السعودية عارضت استئناف القتال بين القوات الحكومية والحوثيين أو شن عملية برية ضد الحوثيين لطردهم من مدينة الحديدة.
على صعيد آخر، كشفت مصادر عن جهود إماراتية بالتعاون مع الأردن لإقناع الرئيس السوري، بشار الأسد، بالتخلي عن تحالفه مع إيران و"حزب الله"، حيث عرضت الإمارات على الأسد إغراءات مالية كبيرة وأبدت استعدادها لإطلاق مبادرة إعادة إعمار شاملة في سوريا. من جهتها، علقت الخارجية القطرية وساطتها في مفاوضات غزة مؤقتًا بسبب عدم جدية الأطراف، بينما نفت الوزارة إغلاق مكتب حماس في الدوحة، وذلك بعد تقارير أمريكية أفادت بأن واشنطن ضغطت على قطر لإنهاء استضافة حماس، بهدف الضغط على الحركة لتقديم تنازلات في المفاوضات.
خليجيًا، استضافت الدوحة الاجتماع الحادي والأربعين لوزراء داخلية دول مجلس التعاون، والذي أعلن إنجاز 90% من مشروع تطوير الأنظمة وتبادل المخالفات المرورية بين دول المجلس، واعتماد استراتيجية لمكافحة المخدرات للفترة 2025-2028، بالإضافة إلى الترحيب بإعداد إستراتيجية مكافحة جرائم غسل الأموال. إلى ذلك، فازت قطر بمقعد في اللجنة التنفيذية لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول"، فيما استقبل وزير الداخلية القطري، خليفة بن حمد، رئيس إف بي آي الأمريكي.
من جهته، وقع وزير الداخلية السعودي، عبد العزيز بن سعود، ووزير العدل المغربي، في الرياض، 3 اتفاقيات لتعزيز التعاون في المجال القضائي والأمني بين البلدين، شملت تنظيم المساعدة المتبادلة في المسائل الجنائية، ووضع إطار قانوني لنقل المحكوم عليهم، بالإضافة إلى تنظيم عمليات تسليم المطلوبين بين الدولتين، فيما استضاف وزير الداخلية البحريني، راشد بن عبد الله، نظيره السعودي، في الاجتماع الثالث للجنة الأمنية المنبثقة عن مجلس التنسيق السعودي – البحريني. وعقدت الفرق الفنية المشتركة بين الإمارات والكويت، اجتماعًا لمناقشة تعزيز العمل الثنائي في مجالات العمل الشرطي، بينما زار وفد أمني قطري معسكر قوات الأمن الخاص في الكويت، في إطار تعزيز التعاون الأمني.
وفي الكويت، استقبل وزير الداخلية الكويتي، فهد اليوسف، مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرج. كما وقّع اليوسف، عقدين مع حكومة الإمارات وشركة "SRT Marine Systems" البريطانية، لتطوير الزوارق البحرية والمنظومة الرادارية بالإدارة العامة لخفر السواحل، لتعزيز الأمن البحري الكويتي.
في شؤون داخلية، أصدر أمير قطر، تميم بن حمد، تعديلًا وزاريًا تضمن تولي "سعود بن عبد الرحمن" منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع، خلفًا لـ"خالد العطية"، وتعيين "خلفان الكعبي" رئيسًا لجهاز أمن الدولة، والفريق الركن طيار "جاسم المناعي" رئيسًا لأركان القوات المسلحة. كما صادق أمير قطر على التعديلات الدستورية لعام 2024 بعد موافقة 90.6% من الناخبين في الاستفتاء، والتي ألغت انتخاب أعضاء مجلس الشورى، حيث بات كافة الأعضاء معينين من قبل الأمير، كما عدّلت شرط عضوية المجلس وتولي الوزارة ليكون "قطري الجنسية"، دون أن تكون "جنسيته الأصلية القطرية". وفي الكويت، أصدر الأمير مشعل الأحمد الصباح، مرسومًا بتعيين "مبارك حمود الصباح" رئيسًا للحرس الوطني.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· أعلنت شركة طيران الإمارات تعليق رحلاتها من وإلى العراق حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، ومواصلة إلغاء الرحلات من وإلى بيروت حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول، فضلًا عن تعليق جميع رحلاتها من وإلى "تل أبيب" حتى إشعار آخر.
· أعلنت وزارة الداخلية الإماراتية بدء تنفيذ إجراء دخول المواطنين الإماراتيين إلى برنامج "الدخول العالمي" وفقًا للاتفاقية الموقعة مع واشنطن، والذي يوفر سهولة الوصول إلى الولايات المتحدة.
· رفعت الداخلية الإماراتية الحظر الجزئي المشروط لعودة عمليات الطيران للطائرات بدون طيار "الدرونز" على مراحل، بما يضمن سلامة الأجواء وأمن وحماية المجتمع والأشخاص والممتلكات.
· قدم السناتور الأميركي، كريس فان هولين، مشروع قرار يسعى إلى وقف مبيعات الأسلحة الأميركية إلى الإمارات على خلفية اتهامها بتسليح "الدعم السريع" في السودان.
· قدّمت الإمارات مقترحًا للولايات المتحدة لتشكيل ائتلاف عسكري يدمج تحالف "حارس الازدهار"، الذي أطلقته واشنطن نهاية العام الماضي، مع تحالف عربي لتأمين البحر الأحمر وخليج عدن.
· أرسلت الولايات المتحدة فريقًا من الخبراء العسكريين وأجهزة عسكرية حديثة إلى محافظة "شبوة" لإنشاء غرفة عمليات أميركية، بهدف رصد عمليات الحوثيين في البحر العربي.
· قررت السلطات الكويتية سحب الجنسية من 4601 شخص خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، من بينهم رجل الأعمال الملياردير، معن الصانع، بسبب اكتسابها بطرق غير قانونية.
· بدأت الإدارة العامة للمرور في الكويت، في تركيب 252 كاميرا ضمن منظومة الرصد الآلي لمخالفات عدم ربط حزام الأمان واستخدام الهاتف النقال أثناء القيادة.
· قامت الإدارة العامة للدفاع المدني في الكويت بتشغيل تجريبي لصفارات الإنذار بجميع مناطق الكويت، لاختبار جاهزيتها، إلى جانب توعية المواطنين والمقيمين حول مدلولات صفارات الإنذار والإجراءات الواجب اتباعها.
· أصدرت السلطات الكويتية أحكامًا بحبس ثلاثة مغردين لمدة سنتين مع الشغل والنفاذ لإدانتهم بـ"الطعن في حقوق سمو الأمير، وإذاعة أخبار كاذبة"، وأحكامًا بحبس محاميين اثنين لمدة 3 سنوات لإذاعتهما أخبارًا كاذبة عن وزيرة الأشغال. كما قررت حبس عسكري في وزارة الداخلية مدة 10 سنوات بتهمة تحريض عسكري آخر على تفجير معسكر عريفجان، وتعلم صناعة المتفجرات ونشر فيديوهات مؤيدة لتنظيم "داعش".
· نفذت السلطات السعودية أحكامًا بالإعدام بحق 6 مواطنين، ومواطنيْن يمنييْن، وذلك بعد إدانتهم بـ"خيانة الوطن، والانضمام لكيانات إرهابية".
· أفرجت السلطات السعودية عن شخصيات بارزة بعد انتهاء محكومياتهم في قضايا التعبير عن الرأي، أبرزهم الصحفيين عبد الله المالكي ومالك الأحمد، والكاتب، جميل فارسي، وأستاذ الشريعة، يوسف القاسم. كما أفرجت عن الصحفي السوداني، أحمد علي عبد القادر، وتم ترحيله إلى بلاده بعد انتهاء عقوبته.
أبرز الأحداث الأمنية
· أعلنت الإمارات مقتل الحاخام "الإسرائيلي" المبعوث لفرع منظمة "حاباد" اليهودية في أبو ظبي، تسفي كوغان، على أراضيها، على يد ثلاثة مواطنين أوزبكيين ألقي القبض عليهم في إسطنبول في عملية سرية نفذتها أجهزة المخابرات والشرطة التركية، قبل تسليمهم إلى الإمارات.
· كشف وزير النقل اليمني السابق ونائب رئيس مجلس محافظة شبوة، صالح الجبواني، عن توافد طائرات عسكرية من الإمارات إلى محافظة شبوة، قد تكون مقدمة لتحضير عمل ما.
· قُتل ضابطان سعوديان وأُصيب ثالث، في هجوم نفذه منتسب لوزارة الدفاع اليمنية داخل معسكر لقوات التحالف بمدينة سيئون التابعة لمحافظة حضرموت شرق اليمن، وذلك نتيجة مشادة كلامية.
· كشف تحقيق لمنظمة العدل الدولة، أن التكنولوجيا العسكرية الفرنسية المستخدمة في ناقلات الجنود المدرعة المصنعة في الإمارات "نظام غاليكس"، تُستخدم في المعارك الدائرة في السودان من قبل ميليشيا الدعم السريع.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· يشير التحول الذي طرأ على مفاوضات السعودية والولايات المتحدة إلى اتساع الهوة بين ما يمكن لنتنياهو تقديمه للرياض وبين مطالب بن سلمان، إذ قد يؤدي أي تعهد ذي مغزى بخصوص الضفة أو دولة فلسطينية تهديداً مباشراً لتماسك حكومة اليمين المتطرف، في حين أن التطبيع دون مقابل سيكون مكافأة سعودية لنتنياهو عقب حرب الإبادة في غزة وهو ما يحرص ولي العهد السعودي على تجنب تداعياته محليا. ومع هذا؛ ليس من المؤكد بعد ما الذي سيقدمه ترامب للجانبين من الحوافز والضغوط لتجاوز هذه العقبة.
· سيعزز مقتل الحاخام "الإسرائيلي" من الاستنفار الأمني في الإمارات تجاه مواطني الاحتلال، خاصة مع توقع تدفق سياح "إسرائيليين" إلى أماكن مثل دبي. ويسلط الحادث الضوء على المشاعر المعادية للاحتلال في المنطقة بسبب الحرب في غزة، ومن المرجح أن تواجه دول أخرى قامت بتطبيع العلاقات مع الاحتلال مثل البحرين مخاطر من وقوع هجمات مماثلة من جانب جهات منفردة أو خلايا صغيرة ضد أفراد وشركات "إسرائيلية".
· من المرجح أن تواصل السعودية معارضة أي تصعيد في اليمن ضد الحوثيين طالما لم تتحصل الرياض على ضمانات أمنية واضحة من قبل الولايات المتحدة. ولا شك أن التقارير التي تزعم تبني الإمارات لتوسيع العملية البحرية ضد الحوثيين تستدعي مزيد من التدقيق؛ في ظل تجنب الإمارات الدخول في مواجهة مباشرة مع الحوثيين. في حين أن غرفة العمليات الأمريكية ستعمل بصورة أساسية كمحطة استخبارية لرصد عمليات وتحركات الحوثيين.