الحدث
اندلعت اشتباكات عنيفة بين أجهزة السلطة الفلسطينية ومسلحين في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، وتمكّن المسلحين من الاستيلاء على مركبتين تابعتين لأجهزة السلطة، وذلك ردًا على اعتقال أجهزة السلطة لعدد من المطاردين المطلوبين للاحتلال "الإسرائيلي". وأفادت، مصادر محلية بجنين أن "كتيبة جنين" هي من سيطرت على مركبتي أجهزة السلطة، فيما عززت أجهزة السلطة من تمركزها في محيط مخيم جنين في محاولة لمحاصرته ونشرت القناصة على أسطح البنايات.
الرأي
تأتي هذه الاشتباكات العنيفة في ظل محاولة أجهزة السلطة بسط سيطرتها على شمالي الضفة بهدف تفكيك خلايا ومجموعات المقاومة، وضمن سياق تصعيد تلك الأجهزة لملاحقة المقاومين وتفكيك العبوات الناسفة التي يستخدمونها في التصدي لاجتياحات جيش الاحتلال للمناطق الفلسطينية. إلى جانب ذلك، تأتي هذه الاشتباكات وسط رفع أجهزة السلطة لوتيرة الاعتقال السياسي وغيابها الكامل عن مواجهة اعتداءات المستوطنين واقتحامات جيش الاحتلال للمدن الفلسطينية.
وفي هذا السياق، لا تعد هذه الاشتباكات الأولى من نوعها، ولكنها الأعنف والأوسع انتشارًا، حيث انتقلت إلى طولكرم ومخيمها وكذلك إلى طوباس، في ظل تجاوز أجهزة السلطة للخطوط الحمراء وإعدام الشاب، ربحي الشلبي، في جنين، كما وثقته الكاميرات. وبذلك فإن شمالي الضفة يعيش على صفيح ساخن في ظل حصار مخيم جنين ونشر المدرعات المصفحة والقناصة على أسطح المنازل، وهو ما يعيد للأذهان ممارسات جيش الاحتلال أثناء الاقتحامات.
وتعد هذه التطورات فصلًا جديدًا تعيشه تلك المنطقة في ظل فشل الاحتلال في إنهاء حالة المقاومة في مخيم جنين، الذي يعد أبرز المعاقل التاريخية للمقاومة الفلسطينية في الضفة، في حين تعتقد أجهزة السلطة بقدرتها على "حسم المواجهة" في شمالي الضفة لصالحها، لتأكيد موقعها لدى الإدارة الأمريكية والعديد من الأطراف العربية كجهة قادرة على تحقيق المتطلبات الأمنية، ضمن سعيها لإعادة سيطرتها على قطاع غزة في ظل استمرار الرفض "الإسرائيلي" لذلك.
من ناحية أخرى، إن تصاعد الاشتباكات في الضفة قد يفجر المباحثات الجارية بين حركتي فتح وحماس بالرغم من الجهود المصرية لحسم النقاط الخلافية حول ما بات يعرف بـ"لجنة الإسناد المجتمعي" لإدارة قطاع غزة في المرحلة المقبلة، الأمر الذي قد يقود لتوسع التوترات والاشتباكات لمناطق جديدة، حيث أنه حتى على المستوى الشعبي والفصائلي، هناك رفض متزايد لسلوك السلطة وأجهزتها.