سقوط نظام الأسد سيدفع إيران لرسم سياسة ردع جديدة بعد تقلص نفوذها في سوريا وانعكاسه على نفوذ حزب الله في لبنان

الساعة : 15:35
11 ديسيمبر 2024
سقوط نظام الأسد سيدفع إيران لرسم سياسة ردع جديدة بعد تقلص نفوذها في سوريا وانعكاسه على نفوذ حزب الله في لبنان

الحدث

عقدت لجنة الأمن القومي في مجلس النواب الإيراني اجتماعاً مغلقاً بحضور قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي لمتابعة التطورات في سوريا وتداعياتها، فيما صرح مرشد الثورة علي خامنئي اليوم بأن السبب الرئيسي لما حدث في سوريا كان مدبرًا في غرفة القيادة الأميركية و"الإسرائيلية"، وأن حكومة مجاورة لسوريا لها دور في ذلك أيضاً. وأكد خامنئي أن إيران قوية وسوف تصبح أكثر قوة، وأن المقاومة ستغطي المنطقة كلها أكثر من أي وقت مضى، متعهدا "برد الجميل" إلى النظام السوري الذي دعم إيران في حربها ضد صدام حسين.

الرأي

تعيش القيادة الإيرانية صدمة على واقع الانهيار السريع لنظام بشار الأسد، فيما تبرز تخوفات من تداعيات ذلك على نفوذ طهران في المنطقة. فسوريا تحت حكم الأسد كانت تمثل الحلقة الذهبية في محور المقاومة، والتي تتيح نقل الأسلحة والإمدادات اللوجستية إلى حزب الله في لبنان، فضلا عن إمكانية استخدام الجنوب السوري كمرتكز لشن هجمات بالجولان. وبالتالي فإن خروج القوات الإيرانية من سوريا مؤخرا، وسيطرة فصائل الثوار على الحكم، يضعف من القدرة على إعادة تسليح حزب الله، كما قد يضعف نفوذ حزب الله في لبنان لصالح أطراف أخرى، وفي مقدمتها المكوّن السني اللبناني، والذي سيجد له ظهيراً في سوريا الجديدة، بينما سيعاني حزب الله من الحصار.

إن إضعاف حزب الله، وسقوط نظام الأسد، يهدد خط دفاع إيران الأمامي، ويفتح الباب أمام "إسرائيل" لتهديد المنشآت النووية الإيرانية بشكل مباشر مع قلق أقل من تداعيات ذلك على الداخل "الإسرائيلي". وبالتالي ستحتاج طهران لرسم سياسة ردع جديدة لا تعتمد على الوكلاء بدرجة كبيرة، وربما يدفعها التدهور في وضعها الاستراتيجي لمراجعة عقيدتها النووية، والخطو سريعا نحو امتلاك سلاح نووي.

داخلياً، تواجه القيادة الإيرانية أسئلة حول جدوى المراهنة على الأسد خلال السنوات الماضية، والتي استنزفت ما بين 30 إلى 50 مليار دولار من الميزانية الإيرانية، فضلا عن نحو 7308 قتيلا ومصابا إيرانيا في المعارك بسوريا بحسب أمير حسين قاضي زاده هاشمي، رئيس مؤسسة الشهيد الإيرانية، حيث ذهبت تلك التكاليف سدى، واضطرت طهران إلى سحب كافة مستشاريها العسكريين وإخلاء دبلوماسييها من سفارتها بدمشق وقنصليتها بحلب.

وعلى الرغم من أن تصريحات خامنئي تنذر بعدم استسلام إيران، وربما سعيها للعمل ضد النظام الجديد في دمشق وتقويضه، لكن يظل من المحتمل أن تحاول إيران بناء علاقات مع النظام الجديد في سوريا رغم العداء السابق بين الطرفين، وإن كان هذا المسار يواجه صعوبات لأسباب موضوعية تتعلق بدعمها للأسد ومشاركتها المتطرفة في التصدي لقوة الثورة لأكثر من عقد.

اقرأ المزيد