الموجـز الأمنـي العراقي - نوفمبر 2024

الساعة : 15:44
12 ديسيمبر 2024
الموجـز الأمنـي العراقي - نوفمبر 2024

تطورات الأجهزة الأمنية

بعثت الولايات المتحدة برسالة للعراق، أبدت فيها قلقها المتصاعد من أنشطة الفصائل المسلحة في العراق، مشيرة إلى جهود الإدارة الأمريكية في التهدئة وإبعاد بغداد عن الصراع الإقليمي وتطوراته، ومشددة على ضرورة وأهمية فهم خطورة المشهد بشكل عام وأن الولايات المتحدة لن تتوانى في الدفاع عن أمن "إسرائيل". وبحسب المعلومات، فإن الرسالة لم تحمل تحذيرات مباشرة أو تهديد، لكنها أشارت إلى أن تطور المشهد قد يقود إلى ردود دون بيان طبيعتها.

من ناحيته، كشف وزيرُ الخارجية، فؤاد حسين، عن حصول العراقِ على تعهدات إيرانية بعدم استخدام أراضيه للهجوم على "إسرائيل"، فيما استبعد النائب الإيراني آبادي، أن إيران تخطط للرد على "إسرائيل" عبر الأراضي العراقية، قائلاً "نحن نحترم العراق وسيادته ونرفض زجه في أي مشاكل". وفي هذا السياق، زار مستشار الأمن الوطني، قاسم الأعرجي، طهران، لتجديد رفض العراق استخدام أجوائه للتجاوز على إيران أو أي دولة أخرى.

إلى ذلك، بحث وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، مع نظيره الإيراني اسكندر مؤمني في طهران الملفات المشتركة بين البلدين، فيما قام وزير الدفاع محمد سعيد العباسي بتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون العسكري المشترك مع نظيره السعودي الأمير خالد بن سلمان، خلال زيارة أجراها العباسي إلى السعودية. كما جرى الاتفاق على إقامة دورات وتمارين عسكرية مشتركة بين الجيشين، إضافة لمناقشة موضوع إرسال الجرحى من الجيش العراقي للعلاج داخل المملكة.

كما بحث العباسي، خلال زيارته لقطر، مع نظيره القطري، التطورات الأمنية في المنطقة ضمن إطار التعاون الإقليمي المشترك بين العراق ودول الجوار، كما نوقشت آلية للتدريب والتمارين العسكرية المشتركة بين القوات العراقية والقوات القطرية، إضافة لمناقشة موضوع إرسال الجرحى من الجيش العراقي للعلاج داخل المستشفيات القطرية.

على صعيد آخر، استلم قائد شرطة ديالى الجديد اللواء الركن محمد كاظم عطية مهامه رسميا، بدلاً من اللواء علاء غريب الزبيدي والذي تم تعيينه بمنصب معاون عميد المعهد العالي للتطوير الأمني والإداري.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·      أصدر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تعميما بقيام القوات المسلحة والأجهزة الأمنية كافة، بمنع وملاحقة أي نشاط عسكري خارج إطار سيطرة الدولة.

·      لوحظ استخدام القوات الأمريكية مسيرات صغيرة وقليلة الضوضاء ضمن تكتيكات جديدة لتأمين قاعدة "عين الأسد"، وذلك من أجل تعزيز قدرات الرصد من خلال الزج بالتقنيات الحديثة في حماية قواعدها العسكرية سواء في العراق أو بقية البلدان.

·      شكّلت وزارة الداخلية لجنة عليا لمتابعة "الصندوق الأسود" (ملف عتاة الإرهاب) ممن هربوا خارج حدود العراق، وذلك من خلال تعاون وثيق مع الشرطة الدولية "انتربول" في هذا الاتجاه. وقد تم بالفعل استعادة العديد من قيادات خطيرة في الأشهر الماضية.

أبرز الأحداث الأمنية

·      استمرت الفصائل العراقية المدعومة إيرانيًا، خلال هذا الشهر استهدافها للكيان الصهيوني، لكنها أحجمت مؤخرا عن الإعلان عن هجماتها في بيانات على مواقعها الرسمية، مؤكدة أن "توقف البيانات لا تعني توقف عملياتنا".

·      قامت قوة أمنية مشتركة بعملية أمنية على ثلاثة محاور في "بزايز بهرز" جنوب محافظة ديالى، وذلك ضمن إجراءات تأمين المناطق الزراعية التي تشكل بوابة بعقوبة الجنوبية.

·      قُتل 4 عناصر من تنظيم داعش، بضربة جوية في سلسلة جبال حمرين بمحافظة كركوك، و5 آخرين بضربة أخرى في وادي زغيتون بالمحافظة نفسها.

·      قُتل ضابطان برتبة عقيد، مع جندي آخر، وأُصيب ثلاثة إثر انفجار عبوة ناسفة برتل عسكري في قضاء طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين.

·      قَصَفَت طائرات تركية قرى في جبل قنديل على حدود محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق، فيما قُتل ثلاثة عناصر من حزب العمال الكردستاني، بضربة من طائرة مسيرة تركية لسيارتهم في محافظة دهوك شمال العراق. وفي مدينة سنجار، قُتل شخصان بعد استهداف سيارتهما من قبل طائرة مسيرة يُعتقد أنها تركية، إلا أنه لم يتم التعرف على القتيلين بسبب احتراق الجثتين بالكامل.

·      تعرضت ستة منازل في منطقة الزعفرانية جنوب شرقي بغداد للتهديد بـ"الرحيل أو القتل" على خلفية يرجح أنها طائفية.

·      تعرَّض مقر لميليشيا سرايا السلام بناحية كنعان في محافظة ديالى لاستهداف مسلح أدى لإصابة عدد من الأشخاص داخله، فيما ألقت القوات الأمنية القبض على 5 من المشتبه بهم على خلفية الحادث.

·      ألقت القوات الأمنية القبض على 60 متورطًا بواقعة نزاع عشائري بسبب خلاف على قطعة أرض زراعية في منطقة الكرمة بمحافظة المثنى، والذي أسفر عن مقتل شرطي وإصابة آخر.

·      تم اعتقال 10 أفراد من جماعة حركة (القربان السلوكية) أو بما يعرف بـ"العلاهية" وهي جماعة محظورة، في محافظة ميسان، حيث ذكرت شرطة ميسان أن "المحافظة وبعض المحافظات الأخرى شهدت حالات انتحار مؤخراً".

·      قام الحشد الشعبي باعتقال 29 متهماً بالانتماء والترويج لحزب البعث المحظور، فيما قام الأمن الوطني بالإطاحة بشخص مجّد البعث ونظامه البائد عبر تطبيق "تيك توك" في الأنبار.

·      قُتل آمر فوج في الشرطة الاتحادية برتبة مقدم خلال اشتباكات مع تجار مخدرات في منطقة النهروان جنوب العاصمة بغداد، فيما قُتل شرطي وأصيب ضابط باشتباك مسلح مع تجار مخدرات في محافظة ذي قار.

·      تواجه الثكنات التركية تهديداً لم يكن بالحسبان، حيث يتم استهداف نقاط المراقبة التركية باستخدام طائرات انتحارية صغيرة تدعى بالكاميكازي.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·      من المرجح أن تتراجع عمليات الفصائل العراقية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ليس نتيجة الضغوط والتهديدات الأمريكية فحسب، ولكن نتيجة القرار الإيراني بالتهدئة واحتواء التصعيد، والذي تجلى في فصل الجبهة اللبنانية عن جبهة غزة. كما أن التطورات في سوريا ربما تكون أكثر أهمية حاليا، وستكون إيران أكثر حذرا من تعريض نفوذها في العراق أيضا لاستهداف أمريكي إسرائيلي.

·      شعور الحكومة العراقية بخطورة التصعيد الإقليمي، واحتمالية رد "إسرائيل" على العراق، يعزز من نزعة قوى سياسية عراقية شيعية من التمييز بين مصالح إيران ومصالح العراق الوطنية. لكن تظل المجموعات المسلحة أكثر ولاءً لإيران، وهو ما يدفع الحكومة لمزيد من إجراءات التحذير والمراقبة لأنشطتها، ومحاولة إقناع إيران بتجنيب العراق تبعات هذه المواجهة.

·      تظهر العصابات العاملة في تجارة المخدرات شراسة في مقاومة أجهزة الأمن، والتي تواجه صعوبة في التصدي لها، وهو الأمر الذي يتجلى في عدد ضحايا القوات الأمنية خلال عمليات التصدي لها.

·      تواصل الأجهزة الأمنية العراقية تتبع ما تصفه بالخلايا السرية التابعة لحزب البعث المنحل، وبالأخص في مناطق جنوب العراق. وليس من الواضح مدى دقة هذا التوصيف الرسمي، وما إذا كان مجرد غطاء لاستهداف مجموعات معارضة أخرى.