المعلومات العلنية:
- كشفت معلومات أن الرئيس المخلوع بشار الأسد تجاهل فعلًا نصائح أردنية قيلت له وجها لوجه عندما التقى وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي مؤخرًا، كانت تحثّه على المبادرة للتفاعل مع حوار سوري داخلي يجمع المعارضين وبحث الحل السياسي للصراع، والانفتاح على تركيا وترتيب مصالحة معها تجنبًا لأي أدوار سلبية لها في تحريض الفصائل السورية المسلحة. وأضافت المعلومات بأن "الصفدي نصح الأسد بالتخفيف من وجود مجموعات الحرس الثوري الإيراني والحرص على تسهيل عودة اللاجئين. (صحيفة رأي اليوم)
- ذكرت وسائل إعلام عبرية أن "إسرائيل" لم تكن تعلم مسبقًا بهجوم فصائل المعارضة المسلحة، وفوجئت بالوتيرة السريعة لهذه التطورات وصولًا إلى دخول الفصائل إلى دمشق، مشيرةً إلى أن مسؤولي الاستخبارات فوجئوا بانهيار خطوط دفاع الجيش السوري بشكل أسرع من المتوقع، حيث إن تقدير شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" حتى الأيام الأخيرة كان أن "الأسد" مستقر، وأن الدعم الروسي له قوي، وأنه يجري ترميم الجيش السوري. (موقع عرب 48)
- أفاد مسؤولون إيرانيون بأن الحكومة الإيرانية، صدمت في البداية من تقدم المعارضة السورية السريع، مشيرين إلى أن المزاج تحوّل بحلول منتصف الأسبوع الماضي إلى ذعر كامل، حيث كانت المعارضة المسلحة تواصل سيطرتها على المدينة تلو الأخرى، من حلب إلى حماة إلى دير الزور ودرعا. ولفت المسؤولون إلى أن "هيئة تحرير الشام" أرسلت إلى إيران رسالة دبلوماسية خاصة وعدت فيها بأنها ستوفر الحماية للمواقع الدينية الشيعية والأقليات الشيعية وطلبت من إيران عدم أمر قواتها بالقتال. بدورها، طلبت إيران من الجماعة السماح بمرور آمن لقواتها خارج سوريا وحماية الأضرحة الشيعية. (صحيفة العربي الجديد)
- أفادت مصادر بأن مسؤولين مصريين وأردنيين حثوا الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، على مغادرة البلاد وتشكيل حكومة في المنفى، وذلك قبل أيام من سقوط نظامه. في حين أفاد مسؤولون أمنيون سوريون وعرب بأن "الأسد" طلب من تركيا التدخل لوقف المعارضة، وسعى للحصول على أسلحة ودعم استخباراتي من دول عربية، بينها الإمارات ومصر والأردن والعراق، لكن طلباته قوبلت بالرفض. من جانبها، نفت مصر والأردن رسميًا وبشكل قاطع صحة هذه التقارير. (صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية)
- كشف مصدر رفيع في وزارة الخارجية الإيرانية أن مستشار المرشد الإيراني، علي لاريجاني، أبلغ الأسد بالصعوبات التي تواجهها إيران في دعمه، مشيرًا إلى أن طهران طلبت من "حزب الله" سحب قواته من سوريا، كما انسحب "الحشد الشعبي العراقي" وعناصر الحرس الثوري وحلفاؤها، مع نقل الأسلحة إلى لبنان أو تسليمها للقواعد الروسية. وأضاف المصدر أن القرار الإيراني جاء جزئيًا بسبب معلومات استخباراتية أشارت إلى أن الأسد كان يحاول الابتعاد عن النفوذ الإيراني في محاولة لإصلاح علاقاته مع العرب والغرب. (صحيفة الجريدة، الكويت)
- كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن حصول تفاهم تركي- روسي - أمريكي سهّل إسقاط النظام السوري، وأنّ موسكو أخذت ضمانات من أنقرة بعدم المسّ بالمصالح الروسية والقواعد المنتشرة على الساحل السوري، وضمان نفوذها وعدم تكرار تجربة ليبيا، لافتةً إلى أنّ الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بادر إلى طرح مسألة حلّ الحرب الروسية – الأوكرانية، لذلك حصلت التفاهمات التي أدّت إلى إنهاء النظام السوري مقابل حلّ مرتقب للحرب في أوكرانيا بما يحفظ مصالح الروس. وأوضحت المصادر أنّ سوريا ذاهبة نحو التقسيم أو الفدرالية القريبة إلى الحكم الذاتي كالتالي:
- الساحل السوري، سيكون منطقة حكم علويّ وليس بعثيًا أسديًا.
- مناطق الأكراد في شرق سوريا، ستتمتّع بحكم ذاتي شبيه بما يحصل في العراق.
- منطقة السويداء، واحتمال ضم مناطق أخرى قريبة وربما من دول الجوار، سيحكمها الدروز.
- باقي مناطق سوريا، التي هي المنطقة الأكبر، سينال السنّة حكمها والسيطرة عليها. (صحيفة نداء الوطن، لبنان)
- كشفت المعلومات أنّ تركيا فتحت قناة تواصل بين إيران وزعيم "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع، الذي أكّد ضمان الأقليتين الشيعية والعلوية وأمن المقامات الدينية هناك، موضحة أنّ مستشار المرشد الإيراني، علي لاريجاني، زار دمشق وأبلغ "الأسد" بقرار إيران سحب المستشارين العسكريين من سوريا، وأنّ المرشد يرحّب بـ"الأسد" إن قرّر اللجوء إلى إيران. ولفتت المعلومات إلى أنّ العراق أبلغ إيران أنّه لن يفتح الحدودَ لعبور المقاتلين إلى سوريا، بعد تلقي بغداد تحذيرات أمريكيّة جدّيّة أنّ التحالف الدولي لن يتوانى عن استهداف أيّ رتلٍ عسكريّ يعبر من القائم العراقيّة نحو البوكمال. (موقع أساس ميديا، لبنان)
- كشفت مصادر إيرانية مطلعة أنّ الرئيس المخلوع، بشار الأسد، طلب من إيران خلال الأشهر الأخيرة، "تقليص القوات الإيرانية على الأراضي السورية"، مشيرةً إلى أن هذا التوجه الذي أصبح يتخذه "الأسد" ومواقفه "الباهتة الغائبة" منذ العدوان على غزة ثم لبنان "شكّلا مصدر قلق لإيران". (صحيفة العربي الجديد)
- ذكرت معلومات أن "الأسد" اتخذ قرار الهروب بعد إبلاغه من طهران وموسكو، أن عملية إنقاذه والدفاع عنه لم تجد ذات جدوى، بعد تخاذل جيشه وانهياره أمام ضربات المعارضة والخوف من عمليات ثأرية. ووفقًا لمصادر أمنية في دمشق، فقد كانت مغادرة بشار الأسد على متن الطائرة الصغيرة سرية ومفاجئة، ولم يعلم بها حتى رئيس جهاز الأمن الوطني التابع للنظام، اللواء كفاح ملحم. (موقع الجزيرة نت)
- كشفت مصادر أمنية لبنانية رفيعة عن اختباء كبار رجالات نظام الأسد في بيروت وفنادقها، وبحماية من جهاز "أمن الدولة" وغطاء من "حزب الله"، ومن ضابط الأمن العام عند الحدود اللبنانية أحمد نكد، مشيرة إلى أن أبرز هذه الرموز علي مملوك، والدة رامي مخلوف، فراس عيسى شاليش، رجل الأعمال السوري المُقرّب من ماهر الأسد خالد قدّور والمدرج على لائحة العقوبات الأميركية. ولفتت المصادر إلى أن حراسة مشددة من دوريات أمن الدولة، تحيط بالفنادق في بيروت حيث تختبئ هذه الشخصيات (تصل لـ3 دوريات للفندق الواحد). (صحيفة نداء الوطن، لبنان)
- أفاد ضباط "إسرائيليون" بأن احتلال الجيش "الإسرائيلي" للمنطقة منزوعة السلاح غايته أن يُستخدم ورقة مساومة بالنسبة للمستوى السياسي "الإسرائيلي" في المستقبل، وعندما تصل قوة أخرى وتجري اتصالات ستتمكن "إسرائيل" من المطالبة بشروط من أجل استمرار نزع السلاح في هذه المنطقة واستقرارها. وإذا لم يحدث هذا، فالجيش "الإسرائيلي" لن ينسحب. (موقع عرب 48)
- أفاد مسؤولون أمريكيون بأن واشنطن مررت عبر تركيا مؤخرًا رسائل للمعارضة السورية طلبت في إحداها عدم السماح لتنظيم "داعش" بالمشاركة في هجومها، وهو ما أكّد الثوار أنهم لن يسمحوا به. (موقع عربي 21)
- كشف اللواء احتياط في الجيش "الإسرائيلي"، اسحاق بريك، أن الجيش يعزز حاليًا قواته في هضبة الجولان بجنود أخذهم من قواعد التأهيل بسبب النقص الشديد في بالقوات البرية. (مركز الناطور للدراسات والأبحاث)
- أصدر وزير الحرب "الإسرائيلي"، يسرائيل كاتس، وفي أعقاب احتلال جبل الشيخ السوري ونقاط أخرى جنوبي سوريا، تعليمات للجيش "الإسرائيلي" بـ"استكمال السيطرة على المنطقة العازلة في سوريا والنقاط الإستراتيجية"، وبالعمل على خلق منطقة أمنية خالية من الأسلحة الإستراتيجية الثقيلة، وما وصفها بأنها "بنى تحتية إرهابية في جنوب سوريا (بما يتجاوز المنطقة العازلة) يمكن أن تهدد أمن إسرائيل"، وذلك مع الحفاظ على التواصل مع السكان الدروز في المنطقة وسكان آخرين. (موقع عربي 21)
- عُلم أنّ عشرات بل ربما مئات العسكريين من الجيش السوري النظامي ولا سيّما من "الفرقة الرابعة" التي كان يرأسها ماهر الأسد، فرّوا الى لبنان عبر معابر غير شرعية في البقاع الشمالي، وقد عمِل "حزب الله" على تأمين المأوى لهم. (موقع ليبانون فايلز)
- أفادت تسريبات بأن تعليمات أُعطيت لضباط في الجيش السوري قبل عدة أيام من سقوط النظام، تقضي بترك مواقعهم وخلع بزاتهم العسكرية، والتحوّل إلى اللباس المدني والتزام منازلهم، وكان المؤشر الأساسي لهذا الأمر هو إخلاء القوات الروسية لمواقعها، وتفكيكها، والعمل على نقل العتاد الروسي إلى قواعده الأساسية خارج سوريا قبل عدة أسابيع. (موقع ليبانون فايلز، لبنان)
التحليلات:
- رأى محللون أن فشل إيران بمنع سقوط "الأسد" أرسل رسائل سلبية إلى كل من جماعة "الحوثي" وقوى الإطار التنسيقي في العراق، وتشير المعطيات إلى أن الطرفين يراجعان خياراتهما خشية تعاطي إيران السلبي مع أي محاولة لاستهدافهما على غرار ما حصل مع "حزب الله" و"الأسد"، وبالتالي فإن النفوذ الإيراني المستقبلي في العراق واليمن بات محل شك. ولفت المحللون إلى أن طهران ستختبر مستقبلاً إمكانية التواصل مع الأطراف السورية الفاعلة حالياً من أجل ضمان مصالحها، وستحتاج في هذا السياق إلى وساطة تركية، وغالباً هذا سيقابله مطالب تركيا بتعديل أكبر لسلوك طهران خاصة فيما يتعلق بوقف الدعم الإيراني لحزب "العمال الكردستاني" الذي ينشط شمال العراق على مقربة من الحدود التركية، بالإضافة لعدم عرقلة المصالح الأمنية والاقتصادية التركية في العراق أيضاً. (صحيفة المدن، لبنان)
- يرد المتابعون الانهيار السريع للجيش السوري بانسحاب قطعاته سواء في حلب أو في حماة. إلى عوامل عدّة:
- أن قوّات المعارضة اعتمدت استراتيجة جديدة بالتوجّه نحو المدن الرئيسة، واكتفت بالمرور بالأرياف كمحطّات.
- توجيه الرسائل المتتالية من قبل الجولاني والائتلاف الوطني السوري المعارض وحكومة الإنقاذ التي تدير المناطق المحرّرة، لطمأنة الطائفة العلوية في حلب وحماة ومحيطها، وهذا ساهم في تحييد تشكيلات "الدفاع الوطني" من الميليشيات التي أنشأها النظام وجلّها من العلويين والأقلّيات.
- أن أكثرية جنود الجيش النظامي من الطائفة السنّية عانوا من تفاهة رواتبهم مع التدهور المتواصل للّيرة السورية، وقد فقد هؤلاء حوافز القتال بالتزامن مع معاناة أهاليهم ومناطقهم من هيمنة رجال "الأسد". (موقع أساس ميديا، لبنان)
- أشار الكاتب "الإسرائيلي،" يوآف ليمور، إلى أن سقوط نظام "الأسد" سيقود لمعركة على الشرق الأوسط من جديد، وبيّن أن كل أجهزة الاستخبارات في الغرب (وعلى ما يبدو في الشرق أيضًا) لم تكن مستعدة لانهيار النظام، مشيراً إلى أن ما حدث في سوريا سيصل صداه لكل الشرق الأوسط، حيث أن انهيار النظام وصعود قوة سنية متطرفة يوفران فرصة لـ"إسرائيل" وحلفائها لكنهما ينطويان على مخاطر لا بأس بها أيضًا. وأوضح الكاتب تداعيات ما حدث في سوريا قد تستمر نحو الجنوب أي الأردن والذي يعاني من مشاكل كثيرة وحكم مهزوز، موضحًا خشيته من أن تقوم جهات بالدفع نحو الانجراف جنوبًا إلى الأردن، مطالبًا "إسرائيل" بالتدخل لمنع ذلك، لأن هذا سيكون كابوسًا أمنيًا لـ"إسرائيل" وذلك من خلال تقديم المساعدة العسكرية للأردن لمنع سقوط النظام. إلى جانب ذلك، أشار ليمور إلى التخوفات لدى الأنظمة السنية الأخرى في مصر وحتى السعودية والإمارات، موضحاً أنه قبل أسبوع كان أبرز تحد لها محور إيران، أما الآن لديها تحديًا إضافيًا من جانب السنة المتطرفة التي تشكل تهديدًا هامًا لأول مرة منذ عقد. (مركز الناطور للدراسات)
- رأت مجلة "فورين أفيرز" أن استيلاء "المتمردين" على سوريا يمثل تحوّلاً تكتونياً في الشرق الأوسط يترك القوى الإقليمية والدولية الكبرى غير متأكدة من كيفية الرد، موضحة أن سقوط "الأسد" يظهر مدى ترابط الصراعات المختلفة في المنطقة، وبطرق لا يمكن التنبؤ بها، وما يمكن أن يحدث عندما يتم إهمالها أو تطبيعها. واعتبرت المجلة بأن زوال "الأسد" سوف يسبب موجات صدمة تتجاوز سوريا بكثير في ظل تعقيدات المنطقة وتأثرها ببعضها البعض. كما أشارت إلى أنه لا يمكن تجاهل احتمال اندلاع حرب أهلية جديدة والمزيد من عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة. (صحيفة رأي اليوم)
- كتب المحلّل والكاتب السياسي الأميركي في "نيويورك تايمز"، توماس فريدمان، ملاحظات سريعة حول سقوط نظام "الأسد"، معتبرًا أن سوريا هي حجر الزاوية في الشرق الأوسط بأكمله، وأن انهيار النظام خلق مخاطرًا وفرصًا جديدة هائلة سيستغلّها لاعبو المنطقة ويتفاعلون معها، حيث حذر إدارة "ترامب" من البقاء بعيدًا عن ذلك. وأشار فريدمان إلى أن ما حدث في سوريا على المدى الطويل سيؤدي إلى انتفاضة مؤيدة للديمقراطية في إيران، وسيكون هناك صراعًا على السلطة بين المعتدلين هناك الرئيس، مسعود بزشكيان، ونائبه وزير الخارجية السابق، جواد ظريف، وبين المتشدّدين في الحرس الثوري. (موقع أساس ميديا، لبنان)
- رأى تقرير لموقع "نيوز ري" الروسي، أن مستقبل القواعد العسكرية للقوات المسلحة الروسية في "اللاذقية" و"طرطوس" مجهول في ظل التطورات الأخيرة، وقد تم تفكيك المنشآت العسكرية الروسية في بقية أنحاء سوريا، وسحب الوحدات نحو قاعدة "حميميم"، فيما لا زالت بعض الوحدات المكلفة بالحراسة والدعم في المواقع الاستراتيجية في وسط سوريا وأشار التقرير إلى أنه ورغم تخفيض القوات العسكرية الروسية وجودها في وسط البلاد، فإنها لا تزال تحتفظ بوجودها في المناطق الكردية ومنطقة شرق الفرات، وقد انتقلت وحدات العمليات الموجودة في "كويرس" و"دير الزور" إلى هناك.
ولمّح التقرير إلى أن روسيا قد تضطر إلى التخلي عن القاعدتين في ظل استحالة إمكانية تمديد الاتفاقيات السابقة مع القيادة الجديدة لسوريا بشأن استمرار وجود القواعد العسكرية الروسية على أراضيها. بالمقابل، اعتبر المترجم العسكري الروسي السابق، أندريه مورتازين، أن استمرار الوجود العسكري الروسي في الساحل السوري بات مرهوناً بوصول سياسيين موالين لتركيا لسدة الحكم وقدرة الرئيس التركي، أردوغان، على الضغط عليهم في إطار اتفاقاته المحتملة مع نظيره الروسي. (موقع عربي 21)
- رأى المحلل السياسي، زكريا الغول، أن من تداعيات سقوط نظام الأسد على لبنان والتركيبة السياسية اللبنانية، بداية تراجع نفوذ حلفاء النظام السوري، حيث أنّ حزب الله سيواجه تحديات كبيرة، خصوصاً مع فقدان خط الدعم الخلفي وجهة الإمداد الرئيسية للسلاح، ممّا يضعف دوره العسكري في الداخل اللبناني، ويشكل ضربة كبرى أخرى للحزب بعد خسائره الكبيرة جراء الحرب الأخيرة"، مضيفاً أنّ الأحزاب السياسية الحليفة قد تجد نفسها معزولة أو مضطرة إلى تعديل مواقفها للتكيف مع المعادلة الجديدة. وأوضح"الغول" أن القوى السياسية المعارضة للنظام السوري، مثل أحزاب القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي والكتائب اللبنانية، ستستفيد من غياب التأثير السوري، ما يمنحها مجالاً أكبر لتعزيز مواقفها وإعادة هيكلة التحالفات، معتبراً أنّ "قوى إقليمية مثل السعودية وتركيا ستسعى لتعزيز نفوذها في لبنان على حساب النفوذ السوري- الإيراني". (صحيفة العربي الجديد)
- استعرض الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن التركي، سمير صالحة، أولويّات تركيا في "اليوم التالي" على نجاح الثورة السورية في خلع "بشّار الأسد" ونظامه، حيث أوضح أنّ القيادة التركية تستعدّ للمرحلة المقبلة في سوريا، مع التركيز على الكثير من التهديدات والمخاطر الأمنيّة والسياسية التي تذهب باتّجاه أنّ الأمور لم تنتهِ، وأنّ هناك أكثر من جبهة لا تزال مشتعلة أو غامضة محلّيًا وإقليميًا في التعامل مع الملفّ السوري، مُشيرًا إلى أنّ أنقرة ستتعامل مع الملفات الطارئة على الساحة السورية كالتالي:
- ماذا ستفعل تركيا مع المسألة الكرديّة؟، ستواصل تركيا تعزيز وجودها العسكري في شمال سوريا مع زيادة الانخراط في حسم مسألة &qut;قوات سورية الديمقراطية" ومشروعها السياسي وعلاقتها بواشنطن، خصوصًا بعد تمدّدها الجغرافي الأخير:
- إمّا أنّها ستنفّذ عمليّتها العسكرية التي تصرّ عليها بعد التفاهم مع واشنطن.
- وإمّا أنّها ستترك الفصائل السورية المعارضة تحسم المسألة على طريقتها كما حدث بإسقاط الأسد.
- كما ستسعى إلى الحفاظ على الفرصة الإضافية والدور الفاعل الذي وصلت إليه في صياغة الحلّ السياسي في سوريا، عبر تعزيز تعاونها مع روسيا وأمريكا واللاعب العربي، خاصة مصر والسعودية والعراق.
- تركيا ترعى الحوار الإقليميّ
- ستسهم تركيا في بناء منصّة الحوار الإقليمي الجديدة مع إيران في ضوء المتغيّرات، على أمل أن يدفع ذلك طهران نحو تموضع جديد في التعامل مع ملفّات سياسية وأمنية بينها لبنان وسوريا واليمن، إذا ما كانت الأخيرة تريد نسيان ما حصل في سوريا والعراق.
- ستخطّط لمسائل إعادة الإعمار في شمال سوريا وتوفير الدعم الاقتصادي لهذه المناطق من أجل تحقيق استقرار طويل الأمد وضمان بيئة آمنة للّاجئين السوريين العائدين.
- ستعمل على تسريع عملية رفع العقوبات الدولية عن سوريا لتمكينها من مواجهة التحدّيات المالية والاقتصادية التي تعيشها البلاد والتعامل مع متطلّبات المرحلة الجديدة.
- إضافة إلى مواصلة جهود بناء المنصّة الإقليمية الجديدة لدعم وتسريع الحلحلة في سوريا عبر تشكيل آليّة سياسية تسهّل مرحلة التسليم والتسلّم والانتقال السياسي والدستوري بناءً على القرار الأممي 2254 وبما يلبّي تطلّعات الشعب السوري.
- ليونة إضافيّة للإسلاميّين في سوريا، في أولويّات تركيا أن تدفع &qut;هيئة تحرير الشام" نحو المزيد من التحوّل والليونة والقطع مع رواسب أفكار التطرّف التي حملتها معها من رواسب "جبهة النصرة"، وتسهيل استمرارية التنسيق بين الفصائل السورية كما حدث في عملية "ردع العدوان". (موقع أساس ميديا، لبنان)
- رأى الخبير الإيراني في الدراسات "الإسرائيلية" والفلسطينية، هادي برهاني، إن سقوط "الأسد" في سوريا إن لم يكن بمثابة كارثة جيوسياسية لإيران، فإنه يمثل خسارة كبيرة لها، مشيرًا إلى أنّ طهران قلقة على أمن الشيعة السوريين وعتباتهم المقدسة في دمشق، والتواصل مع "حزب الله". واستبعد برهاني توجّه القادة الجدد في سوريا نحو الانتقام من إيران، متوقعًا أن تنتهج "هيئة تحرير الشام" نموذج سياسة "طالبان" بعد سيطرتها على الحكم عام 2021 و"اتباعها سياسة معتدلة وعقلانية، كما أن الدور التركي يشكل عاملًا مساعدًا في ذلك.
وأوضح "برهاني" أنّ القادة الجدد في سوريا سيجدون أنفسهم قريبًا أمام معضلة الاعتداءات "الإسرائيلية"، من دون أن يستبعد أن تؤسس "هذه المشكلة المشتركة لتعاون بين الحكومة السورية الجديدة وإيران و"حزب الله"، معتبرًا أنّ محور المقاومة لن يبقى بشكله السابق المعهود في المنطقة. ولفت "برهاني" إلى أن التطورات الأخيرة في المنطقة "تلحق ضربة صعبة بمؤيدي فكر محور المقاومة في داخل إيران وداعمي الحضور العسكري في المنطقة"، متوقعًا أن تخسر هذه القوى "موقعها السابق داخل إيران مما يعزز التيار المنافس المتمثل اليوم في حكومة الرئيس، مسعود بزشكيان، الداعمة للعمل السياسي مع دول المنطقة وحل الخلافات معها وتوسيع التعاون مع الدول العربية وتعزيز التضامن الإسلامي". (صحيفة العربي الجديد)
- اعتبر الخبير الإقليمي في مؤسسة "سيتا البحثية"، جان آكون، لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أنّ لدى تركيا أولويتان رئيسيتان في سوريا وهما تسهيل المصالحة بين مختلف مجموعات المعارضة المسلحة السورية العاملة في المناطق من إدلب إلى دير الزور، والمساعدة في إنشاء حكومة مؤقتة تمثل كافةالفصائل السياسية في البلاد. ورجح "آكون" أنّ تلعب مؤسسات الدولة التركية دورًا مباشرًا في دعم الحكومة الانتقالية في المستقبل القريب، حيث ستقوم بإنشاء آلية لدعم هذه العملية من خلال توفير القدرة الفنية ومعالجة الاحتياجات الحرجة، خاصةً أنّ تركيا تعتبر أنّ الحفاظ على المؤسسات القائمة أمر ضروري. وأوضح "آكون" أنّ الحكومة الانتقالية التي تتخذ من دمشق مقرًا لها سوف تحتاج إلى معالجة قضايا رئيسية مثل الوصول إلى موارد الطاقة وإمدادات المياه والمناطق الزراعية، التي تخضع لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، لافتًا إلى أنّ تركيا لن تتسامح مع سيطرة "قسد" على المدن الرئيسية داخل المناطق ذات الأغلبية العربية، وأنّ أنقرة قد تشن عمليات عسكرية في المستقبل القريب لإزالة "قسد" من المناطق الحدودية، اعتمادًا على المناخ السياسي. وأضاف أنّه من القضايا الحاسمة الأخرى التي تواجه تركيا عودة أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري يقيمون حاليًا داخل حدودها، وأنّه من المتوقع أن تكون عودة اللاجئين تدريجية، وتتأثر بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية. (موقع لبنان 24)
- رأى الخبير العسكري والعميد المنشق عن قوات النظام مصطفى فرحات، أن إعادة هيكلة الجيش والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية وقوى الأمن الداخلي لن تكون مهمة صعبة إذ إن عدد المنشقين من ضباط وصف ضباط عملياً هو جيش كامل وحقيقي، لافتًا إلى أنه وفي عام 2013 أعدت لجنة مؤلفة من سبعة ضباط في ذلك الوقت دراسة كاملة تتضمن خطة لإعادة هيكلة الجيش والقوات المسلحة، وتم تقديم الخطة إلى عدة جهات دولية بما فيها الولايات المتحدة وتحديدا الكونغرس، ولكن الظروف لم تكن ناضجة في ذلك الوقت. (صحيفة العربي الجديد)
الاستنتاجات
- من المبكر الجزم بأي توجهات نهائية من قبل الأطراف الخارجية إزاء الملف السوري، الذي ما يزال مفتوحاً على كافة الاحتمالات، وبنسب متقاربة. ويرجع هذا الغموض بصورة أساسية إلى عامل المفاجأة، الذي فرض على كافة الأطراف، بمن فيهم القوى السورية نفسها، واقعاً جديداً لم يكن مخططا له أن يحدث بهذه الوتيرة المذهلة. لذلك؛ فإن الأسابيع القليلة القادمة تمثل في الأساس فترة اختبار نوايا وتقييم للواقع الجديد، وسيكون من المحتمل فيه أن تتخذ أطراف خارجية مواقف أولية ثم تتراجع عنها بناء على عوامل أساسية، هي:
- أولا: توجهات النظام الجديد في دمشق. حيث ستمثل إجابات &qut;الشرع" على الأسئلة المتعلقة بمصالح الأطراف الخارجية، وكيفية تعامله معها عاملاً مؤثراً في تشكيل مواقف تلك الأطراف، بدءاً من الانفتاح على التطبيع مع الوضع الجديد، أو معاداته بصورة صريحة.
- ثانيا: التنافس بين الأطراف الخارجية وتعارض مصالحها. فمن المرجح أن تسعى بعض الأطراف الإقليمية للاستفادة من التغيير في سوريا للتأسيس لنفوذ طويل لها، مما سيدفع منافسين إقليميين آخرين إلى معاداة هذا الواقع الجديد الذي يرون أنه يخدم منافسيهم.
- يمثل الدور التركي عاملاً محورياً في مستقبل النظام الجديد في سوريا؛ ليس باعتباره حليفاً فحسب، ولكن من خلال دوره المرتقب كوسيط ضروري لتحييد بعض التهديدات الخارجية، واحتواء مخاوفها. لكن في المقابل فإن النفوذ التركي المتوقع في دمشق من المحتمل أن تكون له تداعيات سلبية على موقف "قسد" من التوصل لتفاهم وطني سوري يجنب البلاد الانقسام، وهو ما ينذر بتوترات داخلية من المبكر تقدير إلى أي مدى يمكن أن تتصاعد. مع الأخذ في الاعتبار أن "قسد" ستكون حليفاً مفضلاً لكل من "إسرائيل" والإمارات، وربما لإيران أيضاً التي تتمتع بعلاقات معقدة مع امتداد "قسد" في شمال العراق.
- لا ينبغي التقليل من فداحة خسارة إيران في سوريا، وهي خسارة ستكون لها تداعيات واسعة على مجمل موقع إيران الإقليمي، ومصداقيتها لدى وكلائها، مع الأخذ في الاعتبار أن الحوثيين يتجهون أكثر لمزيد من الاعتماد على روسيا. يعني هذا أن إيران، رغم مظاهر ضعفها الإقليمي، ستعمل على الدفاع عن مصالحها في سوريا، وإن كان من غير المؤكد بعد أي استراتيجية ستتبناها لتحقيق ذلك.