الملف السوري:
· كشفت مصادر مطلعة أن الإدارة الأمريكية تقف وراء حملة ضغط على العديد من الدول العربية بعنوان إظهار قدر أكبر من المرونة والتحاور والتفاهم ثم التعاون مع الإدارة الجديدة على أساس ضمانات من الدولة التركية بأن يتم التأسيس لحالة مدنية في الحكم في سوريا، وأن يتم حل كل الفصائل المسلحة. بالمقابل، أفادت المصادر بأن هناك انطباعًا شاملًا في الإمارات بأن ما حصل في سوريا خطأ فادح وسينعش أجواء ومناخات الربيع العربي ويعود بالإسلام السياسي إلى الواجهة، فيما يسود انطباع لدى المنظومة الأمنية المصرية بأن تنظيم "الإخوان المسلمين" سيتسلل إلى المؤسسة الجديدة التي ستحكم في سوريا. ولفتت المصادر إلى أن الأمن المصري طلب من الأمريكيين خلف الستارة الإنتباه لضرورة أن لا يشارك عدد كبير ممن يمثلون "الإخوان المسلمين" في المؤتمر الوطني الحواري المنوي عقده في سوريا قريبًا. (صحيفة رأي اليوم)
· أفاد مصدر فلسطيني بأنه جرى التوافق مع "إدارة العمليات العسكرية" على توقيف المتورطين من الفصائل الفلسطينية في ارتكاب جرائم في القتال إلى جانب النظام السابق ومحاسبتهم، موضحاً بأن إدارة العمليات وضعت يدها على مقرات ومعسكرات منظمات "الصاعقة" و"فتح – الانتفاضة" و"الجبهة الشعبية – القيادة العامة"، وتم التوافق على إمكانية أن يتطوع الأعضاء الموجودون فيها في صفوف إدارة العمليات. بدوره، ذكر مصدر في قيادة السلطة الفلسطينية، أن التوجه بخصوص جيش التحرير الفلسطيني سيكون نحو إيقاف التجنيد للفلسطينيين في سوريا، وبتحويل ثكناته إلى الجيش السوري الجديد، على أن يجري التفاهم بشأن تفصيلات ذلك في الفترة المقبلة. (صحيفة العربي الجديد)
· أفادت مصادر مطلعة بأن القاهرة وضعت شروطًا قبل زيارة وزير خارجيتها، بدر عبد العاطي، إلى دمشق، لإقامة علاقات دبلوماسية مع الإدارة الجديدة في سوريا، تتمثل في ضمان عدم استخدام الأراضي السورية ملاذًا للمعارضين المصريين أو قاعدة لانطلاق أي هجمات ضد مصر. وفي السياق ذاته، كشفت مصادر مطلعة أن الأجهزة الأمنية المصرية تعمل على إعداد قائمة بأسماء مصريين صنفتهم بأنهم "شديدو الخطورة" ينشطون ضمن "التنظيمات المسلحة" في سوريا. (صحيفة العربي الجديد + قناة الحدث)
· شددت الحكومة المصرية إجراءات منح الإقامات للسوريين بعد سقوط نظام الأسد، حيث باتت الإقامات الحالية تخضع لفحص أمني فضلًا عن إيقاف السلطات المصرية تجديد التأشيرات السياحية للسوريين، وفرضت اشتراطات أمنية جديدة على القادمين. (صحيفة الشرق الأوسط)
· أصدرت السلطات المصرية قرارًا يقضي بمنع الفلسطينيين القادمين من سوريا والسودان وليبيا والعراق واليمن بالدخول إلى مصر حتى إشعار آخر، وذلك بعد أيام من قرار مماثل بمنع دخول السوريين حاملي الإقامات الأوروبية أو الأميركية أو الكندية إلى مصر دون موافقة أمنية مسبقة. (قناة العربية)
· كشفت تقارير عن استعداد الإدارة الأمريكية لإصدار مذكرات توقيف دولية عبر الإنتربول بحق 74 من رموز النظام المخلوع، بمن فيهم "بشار الأسد" و"ماهر الأسد" و"علي مملوك"، بتهم القتل والخطف والاحتجاز القسري والتعذيب، مشيرة إلى أن سوريا تشهد حاليًا تحركات لتهريب شخصيات بارزة عبر الحدود. (صحيفة نداء الوطن، لبنان)
· كشفت مصادر عسكرية عراقية عن خطة شاملة لإبعاد الفصائل المسلحة عن الحدود مع سوريا، بهدف تعزيز الأمن ومنع التهريب، لافتة إلى أن القوات العراقية بدأت بإنشاء نقاط تفتيش ومراكز مراقبة جديدة على طول الحدود. وأكدت التقارير أن الخطة تشمل التنسيق مع قوات التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش، بالإضافة إلى تقديم دعم لوجستي من الولايات المتحدة لضمان نجاح العمليات. (صحيفة العربي الجديد)
· قدر الخبير العسكري العميد المنشق مصطفى فرحات عدد قوات النظام المخلوع بنحو 70 ألفاً ما بين ضابط وصف ضابط وعنصر، من بينهم نحو 35 ألف متطوع. (صحيفة العربي الجديد)
· أفادت المعطيات بأن الإدارة الأمريكية الديمقراطية الحالية وفرنسا تقودان محاولات التقريب بين المكونات الكردية في العراق وسوريا وتركيا، لتعزيز موقف المكون الكردي في مواجهة تركيا وحكومة بغداد المركزية والإدارة السورية الجديدة. (موقع المدن، لبنان)
· أوضحت وسائل إعلام عبرية أن ممثلي الأكراد السوريين تواصلوا مع المسؤولين "الإسرائيليين" من خلال قنوات مختلفة، سعيًا للحصول على المساعدة والحماية ضد قوات الجيش الوطني المدعوم من تركيا في شمال شرقي سوريا، مشيرةً إلى أن "إسرائيل" تعمل خلف الكواليس مع حلفائها الغربيين لضمان سلامة الأكراد باعتبارهم من وجهة نظرها "قوة صديقة موالية للغرب". (موقع عرب 48)
· نقلت وسائل إعلام عربية أن مسؤولين أتراك قدموا طلبًا عبر قنوات خاصة إلى "إسرائيل" لتنسيق العمل العسكري في سوريا، على غرار الآلية التي كان قد تم تبنيها بين "إسرائيل" وروسيا قبل عام 2015. (موقع عربي 21)
· أفادت مصادر سورية - أميركية بأن العمل جارٍ على إصدار رخصة "مؤقتة" مدتها عام، تسمح بإجراء معاملات اقتصادية كانت محظورة بموجب لوائح العقوبات الأميركية على سوريا، مشيرةً إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن لن تفاوض على إزالة العقوبات المفروضة على سوريا، وأن التوجه الحالي في واشنطن هو أن يتم ترحيل ملف العقوبات إلى إدارة ترامب القادمة، بسبب الملفات الكبيرة والشائكة، ومنها ملف الأسلحة الكيماوية، وملف المقاتلين الأجانب، وملفات الأمن الإقليمي، ومكافحة "الإرهاب"، ومستقبل الوجود الأميركي والروسي في سوريا. (صحيفة المدن، لبنان)
· كشفت صحيفة تركية أن السلطة الجديدة في دمشق ستنشئ جيشاً قوياً من 300 ألف جندي، وبدعم من الخبرات والاختصاصات التركية، مضيفة أن الجيش التركي سيعمل على إنشاء خمسة تجمّعات للجيش السوري في إدلب ودرعا والقنيطرة وشرق الفرات وغيرها، تبعاً للتطوّرات مع وحدات حماية الشعب الكردية. ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش السوري سيتشكّل بدايةً من 50 ألفًا هي قوات "الجيش الوطني السوري" التابع لتركيا، و50 ألفًا هي قوات "هيئة تحرير الشام"، وصولاً إلى أن يصبح العدد من 150 إلى 200 ألف جندي. (صحيفة العربي الجديد)
· بدأ الحديث يدور حول إمكانية توقيع اتفاقيات تسمح لتركيا بإقامة قواعد عسكرية في مناطق عديدة من سوريا، بالإضافة إلى ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، ما يعني منح أنقرة مزيد من الحرية في عمليات التنقيب عن النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط. بالإضافة إلى ذلك، يجري الحديث عن ربط تركيا بأنابيب النفط السورية، المتصلة أساساً بخط النفط العربي من جهة، وبخط نفطي قديم مع العراق، ما يعزّز الدور المحوري لتركيا باعتبارها حلقة وصل رئيسية لخطوط النفط في المنطقة، وبوابة النفط نحو أوروبا، الزبون الشره لهذه المادة. (موقع عرب 21)
· ذكرت مصادر عبرية أن تركيا تعتزم إنشاء قاعدتين عسكريتين كبيرتين بالقرب من مدينة حمص، حيث سيتم تجهيزهما بأنظمة دفاع جوي، وذلك كإجراء وقائي ضد الغارات الجوية "الإسرائيلية"، كما من الممكن إنشاء قاعدة ثالثة قرب دمشق. (قناة i24 العبرية)
· كشفت أوساط سياسية في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بأن سلسلة إجراءات ومشاريع ذات بعد أمني واستراتيجي وعسكري واقتصادي فعّال ستطلق بقرار من الرئيس أردوغان، لافتة إلى أن هناك فريقاً من الاستشارية الأمنية التركية يعمل لمساعدة الإدارة الجديدة كطاقم لتعزيز الأمن القوم. وأضافت الأوساط أن الأتراك ينوون كذلك صيانة وإنعاش النطاق العملياتي في 5 مطارات سورية وفي 3 موانئ على الأقل، فيما تعهّدت قطر بتقديم التمويل اللازم في هذا السياق، مشيرة إلى أن ثمّة غرفة عمليات تنسيقية ستُقام في مدينتي حلب ودمشق على مستوى أمني رفيع المستوى لتقديم استشارات في الوقت الذي تعج فيه دمشق بالمئات من الخبراء الإعلاميين التابعين للصحافة التركية وللأجهزة والقنوات الإعلامية التركية. (صحيفة رأي اليوم)
· كشف الكاتب المصري ، عماد الدين أديب، عن اجتماع مطوّل تمّ الأسبوع الماضي بين مسؤولين أميركيين و"إسرائيليين" للتوصّل إلى كيفية مقاربة الحكم الجديد في دمشق، سبق لقاء الوفد الأميركي بالقائد العامّ، أحمد الشرع، حيث خلص الاجتماع إلى أن " أنقرة هي مفتاح دمشق اليوم". بالمقابل، أفاد الكاتب بأن لقاءاً تمّ في دمشق بين مسؤولين أتراك وقطريين من أجل التباحث في النقاط التي أكّد عليها "الشرع" خلال لقائه بالأمريكيين، وأهمّها:
- التأكيد على عدم التدخّل في شؤون كلّ جيران سوريا.
- التأكيد على عدم اللجوء إلى أيّ عمل عسكري ضدّ "إسرائيل".
- التأكيد على عدم استخدام الأراضي أو المخازن أو الأفراد السوريين في نقل أو إيصال أيّ أسلحة برّاً أو بحراً أو جوّاً إلى الفصائل العراقية أو إلى الحزب في لبنان.
- التأكيد على إنهاء العلاقة الخاصّة بين الحكم الجديد في سوريا مع كلّ من إيران وروسيا.
- التأكيد على الرغبة السورية في فتح صفحة جديدة للتعاطي في كلّ المجالات مع الغرب بشكل عامّ، والولايات المتحدة بشكل خاصّ.
- السعي إلى انطلاق كلّ إجراءات بناء المؤسّسات السياسية والحوار المنفتح على الجميع دون استبعاد أيّ من القوى أو التيّارات بهدف بناء نظام مدني قانوني يعتمد على دستور عصري لنظام ديمقراطي. (موقع أساس ميديا، لبنان)
الملف اللبناني:
· أفادت معطيات بأن "حزب الله" باشر تجنيد نازحين سوريين ومساعدتهم لاحقًا للعودة إلى سوريا بغية تكليفهم بأعمال تجسّسية على النظام الجديد. (صحيفة نداء الوطن، لبنان)
· يتردّد أنّ جهات عربيّة تدخّلت لمنع تنفيذ فكرة أرادها بعض المشايخ اللبنانيين بأن ينتقل مفتي سوريا الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي، الذي انتخبته المعارضة السورية قبل سنوات، من تركيا إلى لبنان، حيث يرافقه وفد من العلماء إلى دمشق لتسلّم منصبه. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· يشير بعض المحسوبين على دار الفتوى في لبنان إلى انقسامٍ حاصل بين جناحٍ يؤيّد تريّث مفتي الجمهوريّة في التعاطي مع الملف السوري بعد تسلّم "هيئة تحرير الشام" الحُكم وذلك نتيجة عدم وضوح الموقف الخليجي وتحديداً السعودي، وبين جناح يقف في صف زيارة أمين الفتوى، الشيخ أمين الكردي إلى سوريا احتفالاً بسقوط النظام. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أشارت معطيات إلى أن الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، نقل إلى الشرع رسالة "جس نبض" من قبل الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، لاستكشاف موقف القيادة السورية من قضايا لبنانية وإقليمية استراتيجية، خصوصًا ما يتعلق بالمخاطر "الإسرائيلية" والعلاقة مع لبنان الرسمي. (موقع ليبانون فايلز)
· تشهد الحدود اللبنانية - السورية عند نقطة المصنع ازدحاماً لم تعرفه منذ سنوات، حيث تقدّر مصادر أمنية حدودية بأن نحو 4000 لبناني يعبرون الحدود إلى سوريا يوميًا ويعودون في اليوم نفسه، في حين استعادت حركة التصدير البرية عبر المصنع أكثر من 60% من نشاطها السابق لا سيما بعد فتح معبر نصيب على الحدود السورية - الأردنية. (موقع ليبانون فايلز)
ملف الكيان "الإسرائيلي"
· كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الاستخبارات "الإسرائيلية" بدأت تلاحظ علامات أولية على نوايا خلايا مقاومة للوصول إلى هضبة الجولان، مشيرةً إلى أن الجيش "الإسرائيلي" يقوم بجمع الأسلحة الموجودة في القرى التي دخل إليها مؤخرًا، والتي يصل عددها إلى نحو 20 قرية، ويحشد قواتا نظامية في الأراضي التي احتلها في سوريا بحجم لواءين. (شبكة قدس الإخبارية)
· أفادت القناة 12 العبرية أن الإدارة الأمريكية أوصت "إسرائيل" بفتح قنوات اتصال مع، أحمد الشرع، إلا أن "إسرائيل" أعربت عن شكوكها في نواياه، متهمة إياه بمحاولة تثبيت النظام الجديد دون تغيير جذري في السياسات. وفي سياق متصل، أفادت تقارير إعلامية بأن "إسرائيل" أرسلت رسائل مباشرة للإدارة السورية بأنها ستنظر في تسليم المنطقة العازلة للنظام السوري إذا أظهر التزامًا بالمسؤولية الأمنية، كما طالبته بقطع العلاقات مع إيران و"حزب الله" كشرط لتحسين العلاقات مع "تل أبيب"، وحذرت من أي محاولات لنقل أسلحة إلى جنوب سوريا. (صحيفة العربي الجديد)
التحليلات:
· رأى محللون أن القواعد الروسية في سوريا قد تكون ورقة رابحة في يد السلطات الجديدة في سوريا التي يبدو أنها على استعداد لتبنّي مقاربة براغماتية بالسعي إلى تحقيق توازن في علاقاتها الخارجية، لعدة أسباب:
- حاجة السلطات الجديدة إلى الاعتراف الدولي، في ظل أنّ الدول الغربية لا تزال متردّدة في الاعتراف بحكومة في سوريا تضمّ فصائل مدرجة عالمياً على لوائح الإرهاب.
- يمكن للسلطة الجديدة أن تقايض الوجود العسكري الروسي بالحماية من الهجمات "الإسرائيلية"، التي لم تتوقّف ضدّ الأراضي السورية والمقدّرات العسكرية السورية.
- في حال قرّرت الولايات المتحدة دعم المسلّحين الأكراد في قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، فإنّ بقاء القواعد العسكرية الروسية يمكن أن يشكّل عامل توازن مع الوجود العسكري الأميركي.
- قد تشكّل القواعد الروسية ورقة مهمّة في المفاوضات حول مستقبل سوريا، كما أنّ لروسيا إمكانات اقتصادية كبيرة وشبكة علاقات دولية واسعة وصاحبة فيتو في مجلس الأمن. (موقع أساس ميديا، لبنان)
· تُقدّر أوساط سياسية وبرلمانية أردنية بأن الاستجابة للواقع السوري هي الخيار الأفضل مرحليًا للبقاء على أقرب مسافة مجاملة ممكنة من قادة دمشق الجدد، وذلك من باب التعامل مع قوى الأمر الواقع، وتوفير ضمانات في المقابل إلى أن ما سيجري في سوريا لن يؤثر على الأردن والسعودية ومصر في جزئية "التيارات الإسلامية السلفية"، لافتة إلى أن الزيارة المهمة التي قام بها لدمشق وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي تندرج في هذا الإطار. وأشارت الأوساط إلى أن الاتصالات الدبلوماسية التي تشرف عليها عمان ابتداء من تجميع الأطراف واللاعبين الأساسيين عالمًيا وإقليميًا في اجتماع العقبة الشهير، مرورًا باللقاءات مع وزير الدفاع السعودي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هدفها وفقًا لمصادر سياسية تشكيل جبهة عربية بالمقام الأول وإقليمية بالمقام الثاني لمراقبة الوضع في الداخل السوري حديثًا. (صحيفة رأي اليوم)
· رأى تقرير عبري أن التطورات في سوريا تتطلب انتباها متزايدًا من جانب "إسرائيل" تجاه تركيا، خاصة وأنه لم يكن هناك تصادم مصالح بين تركيا و"إسرائيل" خلال الحرب السورية، إلا أن الاتساع الكبير في التأثير التركي على ما يحدث في سوريا كلها الآن يغير صورة الوضع. واعتبر التقرير أن أي دعم "إسرائيلي" لقوات سوريا الديموقراطية (قسد) سيُعتبر في تركيا أنه خرق للقواعد، وبالتالي فإن تحدي "إسرائيل" لمصالح تركيا في شمال سوريا سيزيد احتمالات نشر قوات الجيش التركي في جنوب سوريا (أي بالقرب من المنطقة العازلة التي احتلتها "إسرائيل" غداة سقوط نظام الأسد)، بذريعة الدفاع عن السيادة السورية، وذلك إضافة إلى المساعدة في تدريب الجيش السوري بعد إعادة تنظيمه، والذي على الأرجح أن يسلح من جانب الصناعات العسكرية التركية. (موقع عربي 21)
· لفتت دراسة بعنوان " ردع العدوان" زلزال جيوسياسي يبث الحياة في حركة الثورات العربية" إلى أن مسار الانتقال السوري يحمل تحديات داخلية، أبرزها: (1) مدى نجاح المعارضة في الحفاظ على وحدة موقفها وتنسيقها وتوزيع الأدوار فيما بينها. (2) احتواء التباين المرجح بين المعارضة المنتصرة في دمشق، وبين المجموعات الكردية. (3) إحكام السيطرة على مؤسسات الحكم القديمة، وضمان عدم إعاقتها لعملية بناء نظام حكم جديد. أما خارجيًا، فتتمثل أبرز التحديات في مواقف الأطراف الداعمة للنظام، روسيا وإيران، وإلى أي مدى ستميل إلى التطبيع مع الوضع الجديد أو العمل على تقويضه. وبينما تبدو فرص روسيا أفضل؛ إذ يحتاج النظام الجديد إلى هامش واسع للاستفادة من تباين مصالح القوى الدولية، فإن خيارات إيران تبدو أكثر تعقيداً وهي على الأرجح ما زالت محل تشكل.
ورأت الدراسة أنه ورغم المواقف الإيجابية التي عبرت عنها الولايات المتحدة، إلا أن من المبكر الجزم بانفتاحها على النظام الجديد، وفي ظل الوضع الإقليمي المرتبط بطوفان الأقصى، فإن مسألة أمن "إسرائيل" ربما تكون هي حجر الزاوية في تحديد موقف الغرب من نظام الثورة في دمشق. وأوضحت الدراسة أن خطوات النظام الجديد في دمشق ستمضي في بيئة إقليمية يغلب عليها العداء، فباستثناء تركيا وقطر، تنظر دول المنطقة المؤثرة للنظام الجديد كمحصلة تهديدين رئيسيين: الثورات العربية والإسلاميين، وستوحد هذه النظرة على الأرجح مواقف أطراف إقليمية، من المتوقع أن يعمل بعضها بصورة متسقة معا لإجهاض الحكم الجديد في دمشق. (موقع أسباب)
الاستنتاجات
· على الرغم من اعتدال موقف أحمد الشرع تجاه العلاقة مع روسيا، لكن المرجح في الأجل القريب أن تظل الأولوية لبناء الثقة مع الولايات المتحدة والغرب، باعتبار أن ذلك ضرورة لرفع العقوبات عن سوريا وبالتالي تعزيز شرعية الحكم الجديد، وبدء جهود إعادة الإعمار. وفي ظل ضعف روسيا في سوريا الذي تجلى في سقوط نظام الأسد، ليس من المتوقع أن تكون موسكو محل رهان متقدم لدى الإدارة الجديدة، وإن كان هذا لا يعني تبني موقفاً عدائياً ضدها.
· تتجه ديناميات الملف السوري إلى تكريس مواجهة جيوسياسية واسعة بين تركيا و"إسرائيل"، أكثر من أي جهات خارجية أخرى، حيث تتزايد المخاوف "الإسرائيلية" من واقع جديد تكون فيه القوات التركية على الحدود "الإسرائيلية"، وهو أمر يغير البيئة الأمنية للاحتلال بصورة لم تكن في الحسبان. وفي المقابل، فإن التحديين المحليين الرئيسيين للإدارة الجديدة في سوريا هما قسد والدروز، وكلاهما حليف محتمل لإسرائيل من الممكن استخدامه لتقويض الحكم الجديد وإطالة عهد عدم الاستقرار، فضلا عن أن تستهدف "إسرائيل" دعم قسد كورقة ضغط على تركيا.
· على الرغم من تواصل المواقف العربية الإيجابية تجاه الإدارة السورية، لأسباب متنوعة، إلا أن هذا لا يغير من التقدير العام بأن البيئة الإقليمية مازال يخيم عليها مزيج من التوجس والعداء، باستثناء تركيا وقطر وحكومة الدبيبة في ليبيا. وحتى المملكة العربية السعودية التي أبدت انفتاحاً لافتاً تجاه دمشق، من المبكر الجزم بأن ذلك بات موقفاً استراتيجياً للرياض، وعلى الأرجح أن تتحرك السعودية حالياً بدافع أساسي هو الرغبة في تأكيد إبعاد سوريا عن إيران وتكريس خسارة طهران الاستراتيجية. لكنّ هذا لا يعني بالضرورة أن الرياض باتت على وفاق كامل مع هيئة تحرير الشام وأنها تعمل على تمكينها من حكم سوريا بصورة مستقرة.
· سيمثل انعقاد المؤتمر الوطني السوري محطة مهمة في رسم حدود التوازنات المحلية والخارجية على حد سواء، ومع هذا فلا يجب اعتباره نهاية المطاف في تشكل المشهد السوري الذي ربما يستغرق شهورا قادمة إلى أن تحسم كافة المجموعات المحلية والأطراف الخارجية موقفها النهائي واستراتيجية عملها.