الحدث
نقل موقع أكسيوس، عن ثلاثة مسؤولين "إسرائيليين"، أن محادثات سرية جرت بين الأردن و"إسرائيل"؛ للتنسيق بشأن الوضع في سوريا. وقال المسؤولون "الإسرائيليون" إن "مدير جهاز الأمن الداخلي "الإسرائيلي" (الشين بيت)، وكبار ضباط قوات الدفاع "الإسرائيلية"، التقوا، الجمعة، بمدير جهاز المخابرات العامة الأردني أحمد حسني، وكبار القادة العسكريين والأمنيين الأردنيين، مشيرين إلى أنهم "ناقشوا الوضع في سوريا والتهديد المتزايد لتهريب الأسلحة عبر الأردن إلى الجماعات المسلحة في الضفة الغربية المحتلة".
الرأي
تأتي الأردن في مقدمة الدول العربية التي أزعجتها التطورات في سوريا، وأثارت لديها مخاوف عميقة حيال تداعيات ذلك على الاستقرار الداخلي في البلاد في وقت تنظر فيه المملكة إلى الإسلاميين كمنافس داخلي لنظام الحكم الأردني. ولذلك؛ من المرجح أن يتزايد التنسيق الأردني مع الأطراف الإقليمية التي لديها نفس المخاوف، خاصة "إسرائيل" والإمارات، لضمان أن الأمور في سوريا لا تسير ضد مصالحهم، وهو ما يشمل احتمال تقديم الدعم لبعض المجموعات السورية للعمل على تقويض نظام الحكم الجديد في سوريا الذي تقوده هيئة تحرير الشام.
ويأتي التنسيق الأمني الأردني "الإسرائيلي" المتصاعد حيال المستجدات في سوريا، استكمالاً لسياسة فصل الملفات بين عمّان وتل أبيب، حيث تشهد العلاقة السياسية بين الطرفين بروداً كبيراً منذ تسلّم نتنياهو رئاسة الحكومة، فيما تبرز الحاجة دوما لاستمرار التواصل الأمني الساخن دون انقطاع، والذي ولم يتوقف يوماً، وتجلّى بتكثيف التواصل والاتصال والتنسيق مع ارتفاع المواجهة والتهديد بين طهران وتل أبيب، ومساهمة عمّان الفاعلة في إسقاط واعتراض الصواريخ والمسيّرات الهجومية ضد "إسرائيل".
وبالتالي فإن حالة السيولة الأمنية وضعف الرقابة على الحدود، التي تشهدها سوريا وحدودها الطويلة مع الأردن، فتحت باب التخوفات من استغلال جماعات نقل وتهريب الأسلحة، لإرسالها عبر الأردن إلى المقاومين في الضفة الغربية. لكن ورغم التنسيق المتواصل مع الاحتلال "الإسرائيلي"، لا يعتقد أنه سيؤدي لنجاح كامل في منع سلاسل التهريب وقدرتها على الوصول، نظرا لطول الحدود.